الجمعة، ٢٠ آب ٢٠١٠

سفينة "مريم" لن تبحر الى قبرص

kolonagazza
أعلن وزير الأشغال العامة اللبناني غازي العريضي اليوم الجمعة في حديث الى قناة "الجديد" أن السفينة "مريم" التي تحمل مساعدات إنسانية الى غزة لن تبحر الى قبرص بعد رفض السلطات القبرصية استقبالها.
وأشار العريضي إلى أن" منظمي رحلة السفينة مريم طلبوا إذن بالإبحار الى قبرص والوزارة وافقت إلا أن السلطات القبرصية رفضت معتبرا أن المشكلة أصبحت أكثر تعقيدا الآن".
ولفت الى أن الوزارة "لا زالت عند موقفها وهي مستعدة لإعطاء إذن بالإبحار إذا تمكن المنظمون من الإتفاق مع أي مرفأ شرعي تتعامل معه السلطات اللبنانية".
وكان السفير القبرصي في لبنان كيراكوس كوروس قد أعلن أمس الخميس "أن سلطات بلاده سترفض استقبال سفينة لبنانية تحمل ناشطات من جنسيات مختلفة (في اشارة الى سفينة مريم) وتعتزم الإبحار إلى غزة عبر قبرص لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع".
وأشار كوروس الى أن حكومته "قررت عدم السماح لهذه السفينة بالدخول إلى قبرص وحتى إذا قامت السفينة بالرسو في ميناء قبرصي فسيتم ترحيل الطاقم والركاب إلى بلدانهم الأصلية".
وأكد أن قبرص عليها ما اسماه "مسئولية أخلاقية وقانونية" حيال من يتم السماح بدخولهم إلى المياه القبرصية ، معتبراً أن السفينة التي تعتزم خرق الحصار المفروض على غزة "قد تعرض حياة الناس والسلام والاستقرار الإقليمي للخطر".
وكانت البحرية الإسرائيلية قد هاجمت أسطول الحرية المتجه نحو قطاع غزة محملاً بالمساعدات الإنسانية في المياه الدولية في أيار/مايو الماضي مما أسفر عن مقتل تسعة أتراك .

آلاف المصلين يتوافدون للمسجد الأقصى لأداء صلاة هذا وقد توزع وجود المصلين في المسجد الأقصى في الأبنية المسقوفة والساحات المشجرة ، وتحت المعرشات التي ن


kolonagazza
شدّدت قوات الاحتلال الصهيوني، صباح اليوم الجمعة 20-8-2010، من إجراءاتها في البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى وعلى مداخل مدينة القدس ، مما يصعّب على المصلين الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك في الجمعة الثانية من شهر رمضان المبارك.وقال شهود عيان أن الإحتلال الصهيوني شدّد منذ ساعات الصباح الباكرة إجراءاته العسكرية والشرطية على أبواب المسجد الأقصى المبارك ، وعلى جميع المداخل والأزقة الموصلة إليه ، فيما انتشرت آلاف عناصر الشرطة وقوات الإحتلال والقوات الخاصة في أزقة القدس.كما ونصبت الحواجز البوليسية في جميع مداخل القدس ، على مسافات بعيدة عن أبواب البلدة القديمة بالقدس ، حيث نصبت الحواجز العسكرية ونشرت قواتها على هذه الحواجز في مدخل حي وادي الجوز وحي الطور وحي المصرارة ومنطقة سلوان.كما ونصبت قوات الإحتلال نقاط ومراكز شرطية متنقلة مع تواجد ملحوظ لقيادات الشرطة وقوات الإحتلال في مناطق ونقاط تحكم قريبة من مداخل المسجد الأقصى المبارك.وعلى حاجز قلنديا الفاصل بين رام الله والقدس المحتلة، شهد إجراءات تفتيش مشددة وبطيئة واستفزازية تحت وطأة اشعة الشمس. حيث منعت المئات من النساء التي تقل اعمارهن عن الـ45 ، والرجال دون الخمسين.












هذا وأفادت " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " لاحقا أنه بالرغم من إجراءات الإحتلال حول الأقصى والقدس، الا أن عشرات آلاف المصلين يتوجهون في هذه الساعة نحو المسجد الأقصى المبارك ، حيث تشهد مداخل وأزقة البلدة القديمة بالقدس إزدحاما ملحوظاً ، خاصة من بابي العامود والأسباط ، كما وتشهد مداخل المسجد الأقصى المبارك إزدحاما مشابهاً ، ويُقبل في هذه الساعة الأهل من القدس ومن أهل الداخل الفلسطيني ممن وصلوا عبر حافلات " مسيرة البيارق " ، والأهل من الضفة الغربية ممن استطاعوا الوصول الى المسجد الأقصى المبارك ، بسبب القيود التي فرضها الإحتلال على وصول اهل الضفة الغربية الى القدس والمسجد الأقصى .












هذا وقد توزع وجود المصلين في المسجد الأقصى في الأبنية المسقوفة والساحات المشجرة ، وتحت المعرشات التي نصبتها دائرة الأوقاف في القدس في أنحاء المسجد الأقصى ، وأيضا في صحن قبة الصخرة للنساء .يأتي هذا التواصل مع المسجد الأقصى وشد الرحال اليه لأداء صلاة الجمعة الثانية من رمضان في المسجد الاقصى ، بالرغم من شدة الحرارة التي لم تشهدها مدينة القدس من قبل ، وبالرغم من الإجراءات الإحتلالية المشددة حول القدس والمسجد الأقصى المبارك ، ونشر الاف العناصر من قوات الإحتلال .باحات الأقصى المبارك.يذكر أن أكثر من 130 ألف مصلٍ أدوّا صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان في المسجد الأقصى المبارك، رغم القيود والحصار المشدد الذي فرضته شرطة الاحتلال ونشر الآلاف من عناصرها بالقدس وبمحيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة.

أزمة اليسار المصري وأزمة العمل الجماهيري

kolonagazza
لا زالت قوي اليسار مفتته ومبعثرة ومفتقدة للرؤية الموحدة أو الرؤية المميزة عن باقي القوي السياسية الأخرى ، فلا يزال البعض يطرح برامج محلقة دون تحليل حقيقي للواقع والقوي الطبقية وأوضاعها.
أنقسم تنظيم الاشتراكيين الثوريين وأنقسم حزب الشعب الاشتراكي لتزداد منظمات اليسار تشرذم وتقزم.حتى حزب التجمع انقسم حول المشاركة في انتخابات البرلمان حيث قررت لجنة محافظة الجيزة المقاطعة بينما باقي المحافظات قررت المشاركة.
رغم تحلل التحالف الاشتراكي وإصرار البعض علي انه لا يزال حي ، ورغم النهاية الميلودرامية لاتحاد اليسار وبدلاً من تقييم هذه التجارب ومعرفة أسباب فشلها وتجنب ذلك في التحركات القادمة.لم يتم التقييم وولدت أشكال جديدة علي أرضية الأزمة مثل حركة اليسار المصري المقاوم، الكتلة الاشتراكية للتغيير " التغيير بالجماهير " واخيراً الحركة الشعبية الديمقراطية للتغير وهي مجموعة شاركت في حوارات الكتلة الاشتراكية ووقعت علي البيان ثم عادت لتسحب توقيعها وتعلن عن كيان جديد يضاف لتعميق أزمة اليسار المصري وعزلته والبعد عن الطريق لبناء تنظيم اشتراكي ماركسي حقيقي في مصر.
إن كافة المحاولات الأخيرة جاءت من أرضية التغيير بالجماهير وكسر العزلة ولكن علينا أن نمعن النظر في رؤية هذه الكيانات الجديدة.
الكتلة الاشتراكية للتغيير
رغم أنني لم احضر الاجتماعات الطويلة التي عقدت تمهيداً لقيام هذا الشكل ورغم أن صوتي بح وأنا أطالب بتقييم أسباب فشل اتحاد اليسار . ولكن أسماء الموقعين ومكانتهم وسط جيل السبعينات وصدق توجهاتهم دفعني للتوقيع علي بيان إعلان الكتلة والذي تم ضمن فعاليات مؤتمر اليسار المصري الأول الذي كان اصدق تعبير عن أزمة اليسار المصري عام 2010. بدء البيان بتساؤل حول ما هو مضمون التغيير المطلوب ؟ وما هي قوة التغيير الحقيقية في المجتمع ؟
عندما نتأمل بيان الكتلة الاشتراكية نجد الآتي :
- لم تعرف الكتلة الاشتراكية نفسها هل هي ائتلاف من أشخاص أم تنظيمات أم تنظيمات وأشخاص؟
- هل تهدف لبناء حزب ؟ أم هي خطوة تناسب الانفراط الحالي ؟
- هل هدف الكتلة هو بناء الاشتراكية في مصر ؟ وهل هي تتبني الماركسية أم خليط من أفكار أم ماركسية مطورة أم ماذا؟
- استخدم البيان عدة تعبيرات بعيدة عن الاشتراكية والماركسية مثل تعبير "الجماهير" و"الناس" وهو تعبير شعبوي غير طبقي وليست له أي دلالة طبقية . كما استخدمت تعبير "الرأسمال السياسي" دون الحديث عن الحلف الطبقي القائم والحلف الطبقي الذي يمكن أن يشكل البديل.
- استخدم البيان طريقة العبارات التي تعبر عن التغيير وما تقصده الكتلة بالتغيير مثل :
· التغيير لا يعنى فقط رحيل نظام مبارك ، ولا يعنى إسقاط خطة التوريث وحسب ، بل هو يعنى طرح سياسات بديلة لما هو قائم .( ولم يشير لمضمون هذه السياسة البديلة)
· التغيير الذي ننشده هو تحرير مصر من الاستبداد والديكتاتورية . هو إلغاء حالة الطوارئ وإقرار الحريات العامة وإصلاح النظام الانتخابي والسياسي بإدخال تعديلات دستورية تسمح للمواطنين بالترشح لرئاسة الجمهورية سواء كانوا حزبيين أو مستقلين . لا انتخابات نزيهة دون إشراف قضائي ودولي . سيظل تزييف إرادة الناس قائماً لو لم نقر ضمانات ( من الذي يقر النظام أم الاشتراكيين ؟!) لكبح جماح " الرأسمال السياسي " الذي يشترى أصوات الناخبين ويصرف عشرات الملايين في حملات انتخابية مسمومة . قوانين الانتخاب تحتاج إلى تعديلات جذرية تسمح لملايين المصريين العاملين بالخارج بالتصويت ، وفى نفس الوقت تمنع أصوات الموتى ومحترفي التزوير من تقرير مصيرنا . التغيير الديموقراطى يعنى إطلاق حق تكوين الأحزاب بالأخطار وليس الترخيص من لجنة سلطوية ، مهمتها هي حظر الأحزاب الشعبية الحقيقية .
· التغيير الديمقراطي الذي نسعى إليه ، لن يحدث دون وقف برنامج بيع الأصول والممتلكات العامة فوراً والبدء بمراجعة ما حدث من نهب للقطاع العام وتقديم المسئولين عنه للمحاكمة . ( من الذي يقوم بذلك الرأسمالية التابعة أم الناس بمعناها الفضفاض الواسع أم حلف طبقي واضح ورؤية بديلة؟! ) التغيير يعنى أولاً محاربة الفساد بكسر شوكة الاحتكار عبر قوانين حازمة لمحاربة الاحتكار وبإعادة التوازن بين القطاعين العام والخاص واستعادة سيطرة الشعب على الموارد الأساسية وصناعات الاستخراج والصناعات الإستراتيجية والموارد الطبيعية .
· التغيير يجب أن يعيد لمصر والمصريين كرامتهما . لا يمكن أن تظل مصر بحجمها وثقلها مقزمة وتابعة للهيمنة الأمريكية .ستستعيد مصر دورها الاقليمى والدولي عبر مخاض عسير ، يمر بإسقاط اتفاقيات" كامب ديفيد " وملاحقها السرية وبعودة السيادة المصرية غير المنقوصة على سيناء .( هل يتم ذلك في ظل وجود الرأسمالية التابعة أم في ظل سلطة جديدة وهل هي سلطة حلف طبقي أم سلطة الطبقة العاملة؟!) كما أن استعادة دور مصر يمر عبر التخلص من حالة التبعية التي فرضها نظام الحكم البليد على مصر .
سبق أن أوضحت في البداية أنني من الموقعين علي بيان الكتلة الاشتراكية ولذلك أنا أيضا مسئول عن هذه الصياغة ولكنني أردت ألا أعيق مبادرة قد تكون مخرج من الأزمة ولكن عندما أعدت قراءة البيان وجدت أننا كنا فقط متحمسين ولكننا لم نطرح رؤية بديلة حقيقية قادرة علي طرح بديل تلتف حوله الناس ولكنه مجرد محاولة تحتاج للمزيد من التنقيح والمناقشة لتحديد الخطوات القادمة وتحديد رؤية لما نريده.
الحركة الشعبية الديمقراطية للتغيير
رغم أن الموقعين علي بيان " حشد " كانوا موقعين علي بيان الكتلة الاشتراكية إلا أنهم سحبوا توقيعهم واخص بالذكر الرفيق كمال خليل . لذلك علينا أن نتأمل بيان حشد لنعرف مدي اختلافها عن الكتلة وما هي توجهات الحركة:
- عند الحديث عن التغيير تجيب الحركة أين مصالح وقضايا الجماهير الشعبية من عمال وفلاحين وموظفين ومهنيين و صياديين وحرفيين (الغالبية العظمى من جماهير الشعب المصري) في التغيير المنشود ؟!!! أليس لهؤلاء البشر وجهة نظر في قضية التغيير؟!!!( هنا طرح أكثر وضوحاً لقضية الحلف الطبقي ومكوناته )
- تطرح الحركة نفس أسئلة الكتلة الاشتراكية وهي ما هو مضمون التغيير المطلوب ؟ ما هي قوة التغيير الحقيقية في المجتمع ؟وتجيب قوة التغيير هي الملايين من الطبقات الشعبية في الحقول والمصانع والحواري والأزقة والنجوع حينما تتحد وتنظم صفوفها وتمتلك رؤية ثورية للتغيير. ولكنها توضح أنه " حينما نتحدث عن التغيير ينبغي أن نطرح سياسات بديلة في مواجهة سياسات قائمة".( كلام مهم لكن ما هي ملامح هذه السياسة البديلة؟).
- تحدد الحركة أسلوب عملها بفتح أوسع حوار شعبي حول هذه الرؤية. لكن ما هي أهم ملامح هذه الرؤية؟! في عبارات إنشائية عامة تأتي رؤية الحركة وبرنامجها في:
· تحرير مصر من الفساد والاستبداد الحاكم ( كيف وبأي أسلوب؟)
· تحرير مصر من طغيان واستغلال رأس المال ( كلام عام لا نعرف سبل الوصول إليه بكراسي البرلمان أم انتفاضة شعبية أم ثورة مسلحة؟)
· تحرير مصر من ناهبى ثرواتها... وإعادة توزيع الثروة والدخل القومي بما يضمن حياة كريمة لكل أسرة مصرية .وتحرير ملايين الشباب والشابات من جحيم البطالة والعنوسة. ( كيف سيتم ذلك؟ عبر تنمية زراعية أم تنمية صناعية ام قطاع خدمات أم قطاع المعلومات واقتصاد المعرفة؟)
· تحرير مصر من قبضة الأجهزة الأمنية وحالة الطوارئ المستديمة،والمحاكم العسكرية ومحاكم أمن الدولة الاستثنائية وكافة القوانين المقيدة للحريات وإطلاق الحريات الديمقراطية لكل الطبقات.
· تحرير مصر من اتفاقيات كامب ديفيد وسياسات الاستسلام أمام العدو الصهيوني والتمسك برفض أي اعتراف بالكيان الصهيوني كاستعمار استيطاني.وتحرير مصر من سياسات التبعية والهيمنة الأمريكية,وتحرير نساء مصر وذلك بالمساواة الكاملة بين الرجال والنساء ...وضد النظرة الدونية للمرأة باعتبارها سلعة في خدمة الرجل....والدفع في اتجاه بناء إتحاد نسائي مستقل. ( لا اعرف الحكمة من وضع كامب ديفيد وتحرير المرأة في بند واحد؟!)
- رغم أن بيان الحركة الشعبية أكثر تحديداً من ناحية التحديد الطبقي للحلف الثوري أو جبهة التغيير إلا أن العبارات العامة والشعارات المبهمة وعدم تحديد أسلوب التنفيذ تجعل البيان مجرد تعبير آخر عن الأزمة ولكن برطانة أكثر طبقية ولكن الجوهر والمضمون لا يختلف عن بيان الكتلة الاشتراكية.
إن قضية العمل الجماهيري لدي قوي اليسار تحتاج لرؤية وتصور واضح يمكن طرحه علي قوي التغيير كبديل للوضع القائم وطريقة واضحة ومحددة المعالم . لم نعرف الموقف من المشاركة السياسية في ظل الأوضاع الحالية ودخول البرلمان وأسلوب تنظيم الجماهير في ظل حصار الأحزاب الشرعية وغياب النقابات العمالية والمهنية وفساد قطاع كبير من الجمعيات الأهلية. كيف يمكن نظم الجموع من العمال البعيدين كل البعد عن مفهوم النقابة وأهميتها؟ وما هو برنامجنا العمالي والنقابي ؟

إذا لم نطرح رؤية واضحة ومحددة للتغيير الاشتراكي في مصر ستظل الطبقات الشعبية موزعة بين الحزب الرأسمالي الحاكم والأخوان المسلمين . وسيظل اليسار يتحدث كثيراً عن الجماهير ولا يخرج عن حركة النخبة . يتحدث عن تحريك الجماهير دون أن يملك رؤية وبرنامج للتغيير .بدون ذلك سنظل ندور في حلقات مفرغة انشقاقات في منظمات قائمة وأشكال جديدة ونعيد إنتاج الأزمة دون أن نبدأ الخروج منها.

أما آن لنا أن نفكر في تجاربنا السابقة ولماذا فشلت لكي لا نكرر أخطاء الماضي . ولكي نضع رؤية للعالم الجديد الذي نريده.ونحدد خطوات واضحة للتغيير نطرحها علي الطبقات التي نتحدث عنها.

إلهامي الميرغني

الوضـــع الــــدولي

kolonagazza
aeed Nashaie
بما إننا تناولنا علاقة مصر بالعروبة والإسلام مع الإشارة بشكل خاص للعلاقة مع السودان نستكمل الرؤية المحيطة بمصر في العالم، حتى نعود ونتفرغ لرؤيتنا للإصلاح في الداخل.
الوضع الدولي فى العقد الأول من القرن الواحد والعشرين وضع موات لكل أمة تريد أن تنهض وبصورة مستقلة. فعندما يختل الوضع الدولي ويكون فى حالة انتقال من وضع إلى وضع آخر فإن هذا يضعف قبضة القوى المهيمنة وتتيح الفرصة للأمم المستعبدة أن تنهض وتستقل بقرارها ومصيرها.
فبعد سقوط الاتحاد السوفيتي والمعسكر التابع له فى 1991 تصور البعض أن هذا هو عصر الهيمنة الأمريكية المطلقة على العالم، وقد رفضنا ذلك فى حينه وقلنا أن القوة الأمريكية الشاملة فى حالة تراجع وأن العالم يتجه إلى حالة من التعددية الجديدة.
والآن أصبحت الصورة واضحة، فكل التقارير الإستراتيجية تؤكد استمرار تراجع الولايات المتحدة، وصعود الصين إلى المرتبة الاقتصادية، الأولى عام 2020 بل لقد تغلبت على أمريكا الآن فى العديد من المؤشرات الاقتصادية، كتحقيق فائض فى الميزان التجاري، وتحول الصين إلى أكبر دائن لأمريكا, وتحويل الصين إلى الدولة الأولى الجاذبة للاستثمار. كذلك وفقا للمؤشرات التجارية فإن الاتحاد الأوربي سبق الولايات المتحدة، النهوض الآسيوي فى جنوب شرقي آسيا- تحول الهند إلى دول عظمى- ظهور كتلة أمريكا اللاتينية – ظهور نواة كتلة إسلامية سياسية واقتصادية (إيران –تركيا- سوريا- ماليزيا- السودان). استمرار سعي روسيا لاستعادة نفوذها وتأثيرها ولكن ضمن خط متعرج وغير مستقر بين التوجه الأوروبي والتوجه الآسيوي. وتؤكد كل الدراسات العلمية والمستقبلية أن القرن الواحد والعشرين هو قرن آسيوي وأن أمريكا انتهى قرنها فى القرن العشرين، وتعيش الآن فى البواقي الأخيرة. وقد رفض كثيرون الاعتراف بهذا التحول نحو عالم أكثر تعددية, بسبب الثقة العسكرية الأمريكية الطاغية التى لم تعد تنافسها قوة عسكرية مكافئة والواقع أن روسيا لديها قوة عسكرية مكافئة لكنها لا تزال تواصل تجنب الأزمات مع الولايات المتحدة ويحكمها منطق المساومات أكثر من المواجهة والواقع فإن الولايات المتحدة بدأت تقدم تنازلات لروسيا (فى عهد أوباما- ميد يفيديف) لاحتوائها قدر الإمكان: كتسكين أزمة جورجيا وتأجيل الدرع الصاروخي مع تقدم بعض الجوائز الاقتصادية والتوقف عن تقويض دائرة النفوذ الروسي غربا وجنوبا.
كذلك فإن الصين من الناحية العسكرية تتقدم بشدة وهى تملك أكبر جيش فى العالم، ولديها من ترسانة الصواريخ النووية ما يكفى لتدمير أجزاء واسعة من الولايات المتحدة. وتواصل الصين بناء ترسانتها العسكرية على مختلف المحاور خاصة البحرية مع نشر مزيد من القواعد فى آسيا. ولكن الصين تصارع الولايات المتحدة بطريقتها الخاصة الناعمة، فى المجال الاقتصادي وتقتلع المكانة الاقتصادية الأمريكية يوما بعد يوم، وهى لم تكتف بغزو السوق الأمريكي ولكنها غزت أسواق أمريكا اللاتينية وأفريقيا وأوربا وآسيا وتحولت إلى مارد اقتصادي بكل معنى الكلمة، ثم تحولت إلى تصدير الاستثمارات ثم تحولت إلى أكبر مستورد للنفط ومختلف المواد الأولية. والصين وإن ظلت تواصل تطوير بنيتها العسكرية، فإنها تتجنب الدخول فى أي استفزازات مع الولايات المتحدة فى أي مكان من العالم، إلا فى منطقة شرق آسيا، وقد حدثت أزمات متعددة ذات طابع عسكري فى منطقة بحر الصين، ورسالة الصين للولايات المتحدة: إن هذه منطقتي وعليك مراعاة ذلك.
بالإضافة لذلك حدثت طفرة فى وضع الهند، وأصبحت فى مصاف الدول العظمى اقتصاديا (الدولة الرابعة) وعسكريا بامتلاك الترسانة النووية والصواريخ بعيدة المدى. وبين الهند والصين تكونت مجموعة نمور جنوب شرقي آسيا (الآسيان) وقد أصبحت قوة اقتصادية لا يستهان بها، حتى لقد أصبحت التجارة عبر المحيط الهادي (بين آسيا والأمريكتين) أكبر من التجارة عبر الأطلنطي (بين الأمريكتين وأوروبا) وفى أمريكا اللاتينية تحولت معظم القارة إلى موقف استقلالي عن الهيمنة الأمريكية، وبدأت تنشئ سوقها المشترك الخاص (الميركسور)، بالإضافة لظهور الإرادة السياسية المستقلة فى فنزويلا والبرازيل وبوليفيا وغيرها.
وفى أقصى جنوب القارة الأفريقية تقوم جنوب إفريقيا بتشكيل رأس لمجموعة اقتصادية إفريقية.
وقد لا يشعر كثيرون بكل هذه التطورات لأن معظمها فى المجال الاقتصادي، وأن القوة العسكرية الروسية أو الهندية أو الصينية ليست فى حالة مواجهة، مع الولايات المتحدة بل كل من القوى الأربع تحاول أن تتجنب ذلك، باستثناء التماس العسكري الذى حدث فى أزمة جورجيا، والتوترات المتقطعة بين الصين وأمريكا فى بحر الصين. ولكن لا يمكن لأي قوة عظمى أن تواصل هيمنتها على العالم فى ظل تراجعها الاقتصادي المتوالي. بل هذا ما حدث بالفعل فالولايات المتحدة تراعي المراكز الاقتصادية المتصاعدة لكل هذه القوى الآسيوية واللاتينية ولا تستطيع أن تملى أو تفرض عليها ما كان بإمكانها أن تفعله من قبل. كما أن تعاملها مع الهند يتم بصورة ندية متكافئة، بعد أن فرضت الهند نفسها على الساحة الدولية.
أما النمور الآسيوية التى نشأت أساسا فى إطار التبعية السياسية، فإن قوتها الاقتصادية المتصاعدة تمكنها من ممارسة إرادة مستقلة فى العلاقات الدولية.
أما اليابان فهى بعد أن تحولت إلى عملاق اقتصادي تحتل المركز الثاني فى العالم، تتجه إلى التراجع، بسبب إصرارها على الاستمرار فى لعب دور القزم السياسي التابع للولايات المتحدة. وتحول الاتحاد الأوروبي إلى عملاق اقتصادي يتعامل مع الولايات المتحدة بصورة ندية خاصة فى الأمور الاقتصادية والتجارية, وبالمعنى الحرفي فإن الولايات المتحدة لا تمارس سطوتها الامبريالية التقليدية، إلا فى الوطن العربي وأجزاء واسعة من أفريقيا، وبعض البلاد المتناثرة هنا وهناك. وقد أكدت خبرة السنوات القليلة الماضية أن القوة العسكرية الأمريكية لا يمكن أن تغطى على التراجع العام للقوة الأمريكية فى شتى المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية فكانت الهزائم والتجارب العسكرية الفاشلة فى العراق وأفغانستان, وتجارب الفشل للحليف الأصغر (إسرائيل) فى لبنان وغزة, أكبر دليل عملي على أن تراجع القوة الأمريكية أصبح مسألة واقع لا مراء فيه. (راجع التفاصيل فى كتاب أمريكا طاغوت العصر- الطبعة الثالثة –إن شاء الله ).
إذن لقد قام العرب والمسلمون من خلال مقاومة الاحتلال الأمريكي- الصهيوني بعمل تاريخي فقد هزموا القوة العسكرية العظمى لهذا التحالف, دون الاستناد إلى قوة عظمى أخرى كما كان يحدث خلال فترة الصراع بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. وأهينت القوة العسكرية الأمريكية وفقدت هيبتها وتبعتها العسكرية الإسرائيلية فى هذا الطريق.
قد تبين خلال الأزمة الاقتصادية الأخيرة [2008-2010] والتى لم تنته فصولا بعد, أنها فى الجوهر أزمة أمريكية ثم أزمة أمريكية- أوروبية, أما باقي المراكز الاقتصادية فى العالم فقد امتصتها سريعا وواصلت معدلات النمو المعتادة لها، فما تعرضت له آسيا وأمريكا اللاتينية كان مجرد انعكاس للأزمة الأمريكية عليها, وقبل هذه الأزمة وبعدها فإن ما يسمى الدول الناهضة هى التى تعطى معدل نمو ايجابي لاقتصاد العالم وعلى رأسها: الصين والهند, وتضاف إليهما روسيا والبرازيل وتركيا ودول جنوب شرقي آسيا, حيث تختلف القائمة من عام لآخر، ولكن تصدر الصين والهند لأعلى معدلات نمو فى العالم هو الأمر الثابت فى العقد الأخير.
هذا الانكسار الاقتصادي الذى أصبح واضحا فى الأزمة الاقتصادية الأخيرة، الذى يترافق مع الانكسار العسكري أمام مقاومة العرب والمسلمين, أصاب المكانة القيادية للولايات المتحدة فى مقتل، وأدخل العلاقات الدولية إلى مزيد من حالة السيولة. فاقتصاديا الأرض تنسحب من تحت أقدام (الولايات المتحدة)، وعسكريا أمريكا لديها قوة لا تعرف كيفية استخدامها للحفاظ على مصالحها، بل أصبحت تعانى من الإنفاق على هذه الآلة العسكرية.
وفى نفس الوقت لا يوجد زعيم بديل يطرح نفسه برؤية سياسية اقتصادية ثقافية حضارية شاملة, ولكن كل من الصين والهند وروسيا يبحث عن مصالحه القومية والاقتصادية, ولا يهتم حتى الآن إلا بمجرد كسب الأرض فى هذا الميدان.
والسيولة تأتى من هنا, فقائد العالم السابق أو المتجه للإحالة للمعاش, لم يعد مسيطرا على مجريات الأمور فى الكرة الأرضية, ولكنة يبدو كقائد فعلي بحكم عدم تقدم بديل ليحل محله لعدم توفر هذه الرغبة بناءا على حسابات المصلحة الإستراتيجية فعلى الصين والهند وروسيا القيام بمهام عديدة فى محيطها الإقليمي قبل إثارة المشكلات فى أماكن بعيدة, وترى الصين أنها تجتث جذور أمريكا الاقتصادية فى كل مكان بما فى ذلك السوق الأمريكي نفسه، والحكمة الصينية تقول أن هذا يكفى جدا فى هذه المرحلة أما خريطة القوة الحقيقية للولايات المتحدة، فهى تحالفها مع الاتحاد الأوروبي الذى تقدم له الحماية النووية والعسكرية والهيمنة على الوطن العربي وما فيه من منابع البترول-وأجزاء واسعة من أفريقيا. على أساس وراثة النفوذ الانجليزي– الفرنسي. وكلما أدركت أمريكا تراجع قوتها العالمية كلما ازداد تركيزها على ما يسمى (منطقة الشرق الأوسط) أي قلب المنطقة العربية الإسلامية لموقعها الاستراتيجي المتميز فى منتصف العالم، ولما بها من خزان نفطي، بالإضافة للتحالف مع الكيان الصهيوني. ولم يكن من قبيل الصدفة أن الجيش الأمريكي لم يقم بأي أنشطة تذكر فى أي مكان آخر من العالم، وأن 99% من نشاطه العسكري الفعال (أي غير الروتيني) هو فى هذه المنطقة والولايات للمتحدة لم تحكم قبضتها على المنطقة بهذه الجيوش التى رأينا ماذا فعلت بها المقاومة؟ ولكن أحكمت قبضتها بالنظام الرسمي العربي، حيث أقامت الولايات المتحدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وعلى مراحل علاقات مؤسسية مع معظم الأنظمة العربية بحيث أصبحت التبعية للولايات المتحدة هى الدستور الحقيقي للبلاد. وهذه الطبقات والشرائح الرخوة فى الحكم مستسلمة تماما للنفوذ الأمريكي، ولا تملك حتى أدني رغبة أو استعداد لممارسة روح المغامرة ،ومعظم هذه البلدان خاصة فى الخليج هم فى حكم البلاد المحتلة بصورة صريحة. ومن هنا ستظل مهمة العرب و المسلمين التاريخية مواصلة جهادهم لتحرير البشرية من النير الأمريكي، ليس فى مجال المقاومة فحسب حيث تم وضع حدود واقعية للعسكرية الأمريكية ولكن أيضا فى إعادة بناء النظام الدولي الجديد.
وقد اشرنا مرارا فى أدبياتنا إلى أهمية التحالف العربي– الإيراني باعتباره نواة التحالف العربي الإسلامي على أساس أن إيران أول دولة إسلامية تحطم أطر التبعية للغرب عبر ثورتها التاريخية. وكان التحالف الإيراني- السوري- اللبناني– الفلسطيني بالإضافة للمقاومة العراقية والأفغانية والباكستانية هو نواة القطب العربي- الإسلامي ليس فى المنطقة فحسب بل فى العالم بأسره. ثم أخيرا جاء الموقف التركي ليقلب الموازين أكثر لصالح الأمة، وان كان ذلك من خلال الموقف السياسي والاقتصادي ،وإن استدارة تركيا العدالة والتنمية نحو أمتها الإسلامية (وهى الأمة العربية بحكم الجوار) غير خريطة المنطقة بأسرها. وأصبح القطب العربي- الإسلامي أكثر وضوحا وتبلورا واتساعا، بل وأصبح له دور ملموس على المستوى العالمي (اتفاق البرازيل- تركيا-إيران حول المشروع النووي الإيراني). وقد حققت تركيا خلال 7 سنوات فحسب معدلات مذهلة فى التنمية والنمو على المستوى العالمي– وأصبح اقتصادها فى المركز الـ 17 على مستوى العالم وحقق عام 2009 المعدل الثالث فى النمو على مستوى العالم بعد الصين والهند. إذن نحن لا نتحدث عن مجرد إضافة بلد وإنما قطب كبير ورغم البعد الجغرافي نضم لهذه الكتلة: ماليزيا والسودان وكل هذه الأطراف بينها علاقات ثنائية مكثفة، وإن لم تأخذ بعد شكل السوق الموحد، وإن حدث ذلك بين تركيا وسوريا، ثم بينهما الأردن ولبنان. نحن إذن أمام تبلور قطب عربي- إسلامي على المستويين الإقليمي والعالمي، وهو يواجه بالأساس الهيمنة الأمريكية- الصهيونية المتخصصة فى السيادة على العرب والمسلمين.
وقد أدى هذا إلى تبلور علاقات دولية بين هذا القطب وباقي الكتل العالمية المستقلة عن الولايات المتحدة، وبالأخص كتلة أمريكا اللاتينية، والصين، والهند، ودول جنوب شرقي آسيا (مع ماليزيا بشكل خاص)، وروسيا، بدرجات متفاوتة.
ولابد من ملاحظة أن الهجوم الأمريكي الغربي المكثف على البرنامج النووي الإيراني، يستهدف بالأساس ضرب العمود الفقري العسكري لهذه النواة العربية- الإسلامية، سواء أكانت إيران تستهدف إنتاج سلاح نووي أم لا، فامتلاك المعرفة النووية قوة، كذلك فقد برهنت إيران على تطور صناعتها الحربية فى شتى المجلات، بالإضافة لقدرات وثروات بلد بحجم إيران. وهى كلها عوامل تحفز على ضرب وحصار إيران حتى إسقاط نظام الجمهورية الإسلامي وقد كان هذا هو الهدف الأمريكي منذ اليوم الأول للثورة، أما الآن فإن إسقاط النظام أصبح عسيرا أكثر بكثير، ليس بسبب ما أشرنا إليه من قوته العسكرية ولكن أيضا بسبب توسع دائرة القوى والدول الحليفة والصديقة لإيران فى المنطقة.
وقد أصبحت إيران (بعد العراق وأفغانستان) بؤرة الصراع العالمي، لأن أمريكا تسعى للحيلولة دون استقرار هذا القطب العربي- الإسلامي، وهو القطب المرشح لتقويض نفوذها فى أهم منطقة متبقية لها فى العالم (الشرق الأوسط)، لذلك فإن الصراع سيظل يتسم بالمرارة والشدة لأنه أشبه بمعركة الحياة أو الموت للحلف الصهيوني- الأمريكي. وما نشير إليه من علامات تراجع قوة هذا الحلف يرشحه للتعامل كنمر جريح وهذا خطر.
ما هو موقفنا إزاء هذا الوضع الدولي؟
المبدأ الإسلامي واضح وعادل ومبدئي (نسالم من يسالمنا ونعادي من يعادينا) ومما يزيد قوة مصر أن تتعامل مع العالم من خلال قوتها الإقليمية وبناء على ما سبق فإن المبدأ الأول في سياستنا الخارجية، هو إحياء الوحدة والقوة العربية مع الاستفادة من تجارب الفشل الماضية، بالتركيز على البنية الأساسية والاقتصادية، ذلك أن شبكة طرق برية وسكك حديدية وبحرية وجوية هو الذى سيوحد الأمة ويعزز مصالحها المشتركة، مع إلغاء ما يسمى تأشيرات الدخول، وإقامة السوق العربي المشترك هو الأساس المتين لأي حديث عن الوحدة العربية، والقوة العربية، ذلك أنها تتحول إلى أمر واقع. وحتى الحكام غير المتحمسين للوحدة لن يستطيعوا الوقوف فى طريقها، لذلك لا بد من الفصل بين التقدم فى التعاون الاقتصادي وطبيعة الأنظمة، بمعنى أنه لابد من تشجيع التعاون الاقتصادي بغض النظر عن الاختلاف فى طبيعة الأنظمة، لأن الأنظمة زائلة، أما علاقات التعاون بين الشعوب فتستمر، مع إدراك أن الوحدة الحقيقية والكاملة لن تتحقق بدون إرادة سياسية مستقلة عن الهيمنة الأمريكية.
والعلاقات مع الدول الإسلامية تأتى بذات الأهمية تقريبا وبالتوازي، مع ملاحظة أن عوامل القرب العربية ستجعل العلاقات العربية أكثر كثافة ويكون لها الأولوية بهذا المعنى، أي أولوية عملية وليس مبدئية فمن حيث المبدأ الاهتمام بتوثيق العلاقات مع الدول العربية والإسلامية على ذات المستوى.
ثم تأتي بعد ذلك دائرة الجنوب، أي معظم دول العالم التى من مصلحتها إقامة علاقات دولية عادلة، وإنهاء احتكار الشمال للسيادة على الكرة الأرضية، وهذه تشمل كل الدول الآسيوية والأفريقية والأمريكية اللاتينية. وتأتي فى المحل الأخير دول أمريكا الشمالية وأوروبا وهذه تتوقف العلاقات معها من حيث القرب أو البعد، على أساس مسألة العدوان فالدول التى تعتدي علينا أو على أي دولة عربية وإسلامية وتحتلها وتخرج أهلها من ديارهم، فلا يحق شرعا إقامة أي نوع من علاقات التعاون معها حتى توقف عدوانها (راجع التفاصيل فى دراسة الاقتصاد الإسلامي –باب الاقتصاد الإنساني). وهكذا فإن الأصل هو إقامة علاقات تعاون طبيعية مع كل دول العالم عدا الدول المحاربة للمسلمين، والتى تشن حربا واسعة على المسلمين (وليس مجرد نزاعات حدودية).
لا يجوز شرعا بنص القرآن إقامة أي علاقات تعاون مع أمريكا وإسرائيل وأي دولة أوروبية أو غير أوروبية تشاركهما فى العدوان المسلح على المسلمين، ولا يشترط أن يكون ذلك العدوان على مصر، لأن المسلمين أمة من دون الناس، واتخاذ الحدود الوطنية وحدها كمعيار للموقف من العدوان، هو إسقاط صريح للالتزام بالعقيدة الإسلامية.
(لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ . إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [الممتحنة:8-9].
وبالتالي فإن التقسيم الثلاثي للعالم، هو تقسيم منطقي ومشتق من القرآن الكريم وليس من اجتهادات الفقهاء وهو: دار الإسلام- دار الحرب- دار العهد ولا يستخدم هنا لفظ (دار الكفر) لأن العلة فى القتال هى العدوان وليس الخلاف فى العقيدة، لأن دار العهد أيضا غير مسلمين. وهذا يؤكد أن المسلمين لا يحاربون غيرهم لأنهم كفار، ولا يسعون لإدخالهم الإسلام بالقوة، بل يحاربون غيرهم عندما يعتدون عليهم، فليس لديهم من سبيل إلا رد العدوان. والنصوص فى ذلك كثيرة: (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ).
فالدولة الأجنبية المعتدية هى التى تضع نفسها فى خانة (دار الحرب)، وإلا لأصبحت
تلقائيامن دارالعهد. ودارالعهد ليس بالضرورة أن تكون هكذا بناء على معاهدة مكتوبة. فمثلا مصر لا تحتاج لمعاهدة مكتوبة مع الصين أو البرازيل ليس للبعد الجغرافي فحسب بل لأنه لا توجد أي سوابق اعتداء تاريخية منهما.
فالأصل أن الدول جميعا دار عهد إلى أن يثبت العكس، كالاعتداء على أراضي المسلمين، أو محاربة المسلمين على أراضيها (كالصرب فى تجربة البوسنة والهرسك). ومع ذلك فإن الفقه الإسلامي به سعة، إذ أجاز التعامل مع من أسماه الحربي المستأمن، أي المستثمر أو التاجر القادم من دولة محاربة شريطة الاطمئنان إلى نواياه وعدم إضراره بالمصالح الوطنية.
ولأن نظام مبارك لا يلتزم بشريعة الله فإن الأرقام الرسمية المعلنة تشير إلى أن معظم تجارة مصر الخارجية مع أوروبا وأمريكا! فالميزان مقلوب، وليس هذا المؤشر الوحيد، بل كافة المؤشرات الأخرى: المعونات- القروض- استيراد السلاح- الاستثمار.. الخ والأهم من ذلك الخضوع للقرار السياسي الأمريكي فى الأمور الأساسية بالمنطقة.
إننا ندعو على المستويين الرسمي والشعبي إلى إنهاء هذه الحالة من انبهار العجزة أمام التقدم الأوروبي والأمريكي، وأن تتركز علاقاتنا الاقتصادية والثقافية وزياراتنا مع الغرب، ندعو إلى الاهتمام بالشرق والسفر شرقا ودراسة التجارب الآسيوية الفذة والتعلم منها، وإقامة العلاقات مع جامعاتها ومؤسساتها ومثقفيها بدلا من حالة التوجه الأحادي للغرب. شريطة ألا نتحول إلى الانبهار بآسيا بدلا من الانبهار بأمريكا. فالمهم أن نكتشف طريقنا للمنافسة بين الأمم، وأن ندرك أننا أصبحنا خارج السباق الحضاري، وأن أحدا فى العالم لا يحترم الضعفاء والمتخلفين والعجزة. وأنه لا توجد قوة عالمية مستعدة لانتشال مصر (أو أي دولة عربية أو إسلامية) من كبوتها، وأن هذا هو تحدي كل أمة مع نفسها، فعلى كل أمة أن تعتمد على نفسها بالأساس وأن تحفر طريقها فى الصخر، وعبر هذه العملية الكفاحية وحدها يمكن أن تتعلم من تجارب الآخرين الذين سبقوها.
ويتصور البعض خطأ أن اهتمام أدبيات حزب العمل بدراسة وتحليل الوضع الدولي وكأنه نوع من الدعوة للاعتماد على هذه القوى الدولية الصاعدة، والواقع أننا فى حزب العمل نؤمن بأن التنمية والنهضة الشاملة تعتمد على قوى الأمة وحدها وأن المثل الشعبي السائر هو القانون فى ذلك المجال (ما حك جلدك مثل ظفرك فتولى أنت جميع أمرك)، ولكن الاهتمام بالوضع الدولي ضروري لفهم البيئة الدولية التى نتحرك فيها، وما هو موات لنا وما هو ضدنا فيها وما هو المتوقع فيها فى المستقبل القريب، وهذه من الأمور التى لا تعيرها اهتماما معظم الحركات الإسلامية التقليدية، ويتصورون أنهم يعيشون فى جزيرة معزولة، أو أن الجميع لا يهمنا طالما أنهم غير مسلمين! والقصور فى الفهم السياسي والاقتصادي لمجريات ما يجري فى العالم من أهم عوامل فشل الحركات الإسلامية. فى حين يحضنا القرآن الكريم على فهم ودراسة العالم من حولنا.

الجيش المصري يمارس العصيان المدني!

kolonagazza
مجدي أحمد حسين
من محاور هذه الرسائل عرض وتحليل ثورات الشعب المصري عبر التاريخ ضد الظلم والاحتلال الأجنبي ولكن قبل أن نتناول ثورة عرابي، نبدأ بمقدماتها المتفردة، فنحن أمام عصيان مدني يمارسه الجيش لتحقيق هدف خطير: إقالة رئيس الجيش، وينجح فى ذلك! ثم يقولون أن مصر ليست بلد ثورات! وهذا العصيان المدني لن تجد له مثيلا بسهولة فى تاريخ العالم!
كان عثمان رفقي وزير الحربية متعصبا للشراكسة والترك وضد حقوق الضباط الوطنيين فى الجيش، وصدر مرسوم خديوي يمنع ترقية المصريين من تحت السلاح إلى ضباط ويقصر ذلك على الشراكسة والترك. وتجمع الضباط بمنزل أحمد عرابي بك واتفقوا على مطلب: عزل وزير الحربية وإلغاء المرسوم الجديد وبايعوا عرابي زعيما للحركة. وفى اليوم التالي 17 يناير 1881 ذهب وفد من الحركة برئاسة عرابي إلى وزير الداخلية رياض باشا وقدموا له عريضة ووعدهم بالنظر فيها، ولم يرد عليهم وبعد أسبوع ذهبوا إليه فى داره ليسألوه عما تم فى العريضة فهددهم وتوعدهم بأن تقديم هذه العريضة يعني هلاكهم ولكنهم أصروا وفى 31 يناير 1881 اجتمع مجلس الوزراء برئاسة الخديو وقرر محاكمة الضباط الثلاثة (عرابي- على فهمي- عبد العال حلمي) أمام محكمة عسكرية. وقام عثمان رفقي بتنفيذ القرار بطريقة ملتوية لا تعبر عن هيبة للدولة فأرسل للضباط الثلاثة دعوة لترتيب الاحتفال بزفاف شقيقة الخديو فشعروا بالمكيدة ولكنهم قرروا أن يذهبوا لمركز الحربية فى قصر النيل (مكان الجامعة العربية الآن) على أن يتابعهم من بعيد بعض الضباط ليتأكدوا من سير الأمور.
وعندما وصلوا وجدوا المجلس العسكري مجتمعا حيث أبلغهم بالاتهام واعتقلهم فى سجن قصر النيل حيث تعرضوا للشماتة والسباب. وتم تعيين 3 ضباط مكانهم كقادة لآلاياتهم الثلاثة. ولما علم عيون الآلاي الأول باعتقال الضباط الثلاثة أسرعوا بالعودة إلى مركز الآلاي بقشلان عابدين وأبلغوا الضباط بما حدث فقرروا التحرك بالآلاي إلى قصر النيل، ورأى الخديو بنفسه هذا المنظر من شرفة سراي عابدين وأرسل لهم بالتوقف ولكن أحدا لم يستجب!! ودخل جنود الآلاي الأول قصر النيل شاهرين أسلحتهم ولكن القوات الموجودة بالديوان استسلمت بدون إطلاق طلقة واحدة وفر وزير الحربية عثمان رفقي من أحد النوافذ. وتم إطلاق سراح الضباط الثلاثة المعتقلين، وخرجوا يحيط بهم الجند إلى قشلان الآلاي الأول بميدان عابدين، وكان هناك اتفاق على تضامن الآلايات فى حالة حدوث أي مكروه. أما آلاي طرة فقد توجه إلى عابدين –بعد معرفته بالتطورات- فلما وصلوا إلى ميدان عابدين استقبله الآلاى الأول بالتعظيم العسكري وعزف الموسيقى. ثم بدأ الناس يحتشدون فى الميدان لمشاهدة هذا المنظر الذى لم يألفوه من قبل، وعندئذ وقف عرابي خطيبا بأعلى صوته وأثنى على إخلاص الضباط والجند واتحادهم لإنقاذه وصاحبيه من السجن أما الآلاى الثالث (العباسية) فلم يحضر إلا ليلا. وكان الآلايان كفاية ليدب الذعر فى قلب الخديو الذي جمع وزراءه وبعد تداول الأمر قرر الخديو الإذعان لطلبات الجند التى ركزوها فى مطلب واحد هو عزل عثمان رفقي والعفو عنهم لأن رفقي هو سبب هذا التمرد. وأصدر الخديو أمر بعزل عثمان رفقي وتعيين محمود سامي البارودي وزيرا للحربية وكان نصيرا للحركة بل لقد التقى الخديو بالضباط المتمردين الثلاث!
ولكن الحركة لم تتوقف عند ذلك، وبدأت فى تقديم مطالب "نقابية" تخص تحسين ظروف الجنود والضباط، واستجابت الحكومة لمعظم هذه الطلبات، وتم رفع مستوى الرواتب.
ثم بدأت المطالب تنحو فى اتجاه المطالب السياسية بزيادة عدد قوات الجيش إلى 18 ألف، وإنشاء حصون جديدة، وإنشاء مجلس نيابي تكون الوزارة مسئوله أمامه مع تخويله حق تقرير الميزانية. وهكذا بدأت الأحداث تتجه نحو ثورة وطنية شاملة، ولكننا آثرنا التوقف عند حدث إقالة وزير الحربية بعصيان مدني من3 وحدات أساسية بالجيش فى العاصمة، ورغم أن القوات كانت تتحرك بأسلحتها إلا أنها لم تستخدمها ولا مرة واحدة وحققت أهدافها بمنتهى اليسر، وكان على رأسها الإطاحة بوزير الحربية وهو مطلب سياسي وطني وكان لخلاف مبدئي حول تعصبه ضد المصريين ولصالح الشركس والترك. وهو تصرف حضاري لا تجد له مثيلا بسهوله فى تاريخ الجيوش فى مصر أو غيرها. فالجيش يقوم بانقلاب للاستيلاء على السلطة أو بتمرد فوضوي فى حالة عدم الحصول على الرواتب أما تقديم عريضة بإقالة وزير الحربية ثم تنظيم اعتصام لوحدات الجيش أمام قصر عابدين فهذه ممارسة فريدة من نوعها. ولكن ماذا عن ثورة عرابي؟!

kolonagazza

بسم الله الرحمن الرحيم
ضمن سلسلة لقاءات "أنا رمضان".
تدعوكم رابطة طلاب المسلمين لحضور محاضرة: "الجانب المدني عند النبي صلى الله عليه وسلم"
مع الشيخ ماهر جارودي.
الزمان: الأربعاء 18 آب 2010 الساعة الخامسة بعد الظهر.
المكان: مركز الدعوة الإسلامية – عائشة بكار – قاعة مازن فروخ.
الدعوة عامة.

ماذا فعلت من أجلنا؟


kolonagazza

بقلم القيادي الأسير حسام بدران
أمامة
إلى كل مسلم حر يؤمن بكرامة الانسان.
إلى كل فلسطيني ذاق مرارة الاحتلال واكتوى بناره.
إلى كل من يقرأ مقالتي هذه ، كلٌ في مكانه، وفي موقعه.
إليك أنت أخي.. حيث أنت..
ماذا فعلت من أجلنا ؟ ماذا قدمت لنصرة قضيتنا ؟ هل جلست مع نفسك ساعة تفكر في حالنا؟..
هل تذكرت من تعرف من الاسرى.
هل استحضرت أطياف من لا تعرف منهم.
إن قضيتنا كأسرى في سجون الاحتلال عميقة في جذورها ، إنسانية في أبعادها ، وطنية في طابعها، مشرفة في جوهرها ، مؤلمة في صورتها، حزينة في حقيقتها، عاطفية إلى أبعد الحدود.
إذ أن مشاعر الاسير فياضة وأحاسيسه مرهفة بدرجة عالية.
فكلمة الخير تعينه وتشد من أزره ، وكلمات التخذيل تفت في عضده، وموقف تضامن يرفع من همته ، والنسيان يؤذيه والاهمال يقتله.
وللحق فإن الاسرى يشعرون بالكثير من التقصير تجاههم ، حتى من المقربين اليهم.
وهذا التقصير يبرز في جوانب عديدة وميادين مختلفة..
هل تعلم أن المئات من الاسرى في سجون الاحتلال لم يستقبل أحدهم رسالة واحدة عبر البريد منذ سنوات ، مع أن الامر سهل التنفيذ.
والاحتلال رغم ظلمه وقسوته لا يمنع الرسائل الا في حالات خاصة ، مع أنَه في العادة يعيق إيصالها لفترة من الزمن قد تطول أسابيع أو أشهر بحجة الفحص الامني والرقابة على محتوى الرسائل.
مع العلم أن الرسائل الاجتماعية التي تتحدث عن المشاعر والاشواق أو تلك التي تصف حال الدنيا هناك خارج الاسوار تصل إلى صاحبها في معظم الحالات.
أليس من الغريب أن لا تصل الاسير رسالة واحدة من قريب أو صديق أو جار أو زميل دراسة أو رفيق درب؟.
إن المسألة بسيطة رغم أهميتها، وهي سهلة رغم أثرها البالغ.
أنت تستطيع أن تتجول في ذهنك أو عبر مواقع للاسرى على الانترنت فتحصل على بعض الاسماء ممن تعرف أو ممن سمعت عنه، أوأسير من بلدك ثم تحصل على عنوان السجن وتعزم على التواصل وتكتب له كلمات قد تظن أن لا قيمة لها، لكنها عظيمة.
مع حلول هذا الشهر المبارك ، فأنت مدعو لأن تدعو لكل الاسرى في سجون الاحتلال بأن يمُن الله عليهم بالفرج القريب.
وما أجمل أن تخص بعض الاسماء بدعوات خاصة في سجودك وعند قيامك في السحر.
وما أجمل المبادرة التي تمت قبل عام عل يد مجموعة من الشباب ممن لا نعرف أسمائهم وأعمارهم ، حيث قام كل واحد منهم بأداء العمرة نيابة عن أسير معين لم يلتقوه في يوم من الايام.
كم كان لهذا الفعل من أثر طيب في نفوس تلك المجموعة من الاسرى ، حين رأوا أن اخوة لهم في العقيدة يتذكرون همهم ، ويقدرون صبرهم وثباتهم وصمودهم.
ساهم في شرح معاناتنا، شارك في نشر أسمائنا والتعريف بنا.
إنضم إلى كل مظاهرة تدعم حقنا ، كثَر سواد كل مسيرة أو مؤتمر أو تجمع يتعلق بقضية الاسرى.
لا تقل ليس باليد حيلة ، بادر وتحرك وفكر بأن تقدم وسيلة تؤدي بها واجبك نحو الاسرى.
ويبقى الواجب الاكبر والاهم والاعظم على الشعب والامة هو العمل الجاد من أجل حرية الاسرى وكسر قيدهم.
ودون ذلك واجبات لها قيمتها والتزامات لها أهميتها..
إن من واجبنا أن نصبر وقد فعلنا ، وأن نثبت وقد صمدنا.
وإن من واجبكم أن تنصرونا.. .. فهل فعلتم ؟!.

أيها الهبّاش أبغضك في الله

kolonagazza
د. إبراهيم حمّامي
رغم كثرة وجوه السوء في المقاطعة السوداء في رام الله، ورغم أننا في شهر كريم فضيل، إلا أنني لا أستطيع إلا أن أجهر بأنني لا أرى أبغض ولا أكره ولا أوقح من هذا االمدعو الهباش، والذي يلصق كل جرائمه في الضفة لباس الايمان والتقوى والكتاب والسنة، ولا يجد رداً إلا القول "هاتوا ما يثبت عكس هذا الكلام من القرآن" كما فعل بعد دعوته الأخيرة للتطبيع مع الغاصب المحتل، وبأسلوب صبياني ينم عن جهل تام بأحكام الدين والفتوى والاجتهاد، ومعارضاً عشرات العلماء الأجلاء الذين يمثلهم الشيخ الفاضل يوسف القرضاوي.
اختار عباس وفياض تحريك الهباش في شهر رمضان تحديداً، ليكون محراكاً للفتنة، وشيخاً حقيقياً للشياطين، يحركه في ذلك وعلى ما يبدو حقد دفين أسود، يعود لسنوات خلت، وإلى مواقف بكى فيها كالأطفال مترجياً أن يغادر غزة وتحت حجج واهية، ليعرب بعدها ويبدأ بث سمومه.
لا نعرف تحديداً ما هي مؤهلات الهباش الشرعية ليخالف اجماع العلماء وليفتي باسم القرآن والسنة، وليتبجح اليوم وعلى الهواء بأنه أقرب لتطبيق خطى المصطفى الحبيب صلي الله عليه وسلّم، وكيف تحّول من وزير للزراعة والموارد "الحيوانية"، إلى مفتي ووزيراً للأوقاف، لكن لا عجب لأن سلطة عميلة يقودها عبّاس وفيّاض لن تنتج إلا أمثال هذا، الذي يبدو واضحاً تأثره بمنصبه السابق.
لم يتعظ هذا البغيض من هبة الضفة الغربية وأئمتها في وجهه يوم حاول فرض خطبة تنال من الشيخ القرضاوي، يوم طٌرد من أرسلهم للمساجد بالنعال نصرة للشيخ القرضاوي ورداً على الهبّاش وأمثاله.
الهبّاش لا يتورع عن استرضاء لأولياء نعمته بأي شكل، فقد أفتى عليه من الله ما يستحق باهدار دم هنية مخرجاً اياه من الملة بحجة خروجه عن وولي الأمر، وهو هنا يعني عبّاس! ثم يقف ليتحدث بصفاقته المعهودة عن "التكفير"، وهو الذي يكاد يجزم الجميع أنه من كتب باسم مستعار في العام 2007 داعياً لسفك دماء أشخاص بعينهم.
اليوم وفي معرض رده على أسئلة الجزيرة قال بأن ايقاف مشايخ الضفة الغربية يأتي تطبيقاً للقانون الذي يخرقه هو وعباسه وفياضه ليل نهار بحكومة غير شرعية ورئيس سلطة منتهي الصلاحية طبقاً لقانونه اياه، وحجته منع الازدواجية في الوظائف، وهما لنا أن نسأل عذا الدعي الآبق: ماذا عن فياضك أيها الكاذب في حجتك؟ أليس عضواً في المجلس التشريعي ورئيساً مغتصباً للوزراء ووزيراً مغتصباً للمالية؟ أم أنه يمارس مهامه بلا مقابل صدقة وكرمال عيونك؟
وبالطبع لم ينس الهباش أن يعرّج على قصة مسجد ابن تيمية في رفح، وهي اسطوانته المشروخة التي يكررها، والتي اُشبعت رداً وتفنيداً.
لا بارك الله في أمثال هؤلاء من رويبضة العصر، ولا بارك فيمن استوزهم ويطبل لهم كما فعل عبّاس عندما قال أن الهبّاش أفحم القرضاوي ومن أول جولة و"بطحه" – نعم هكذا يظنون، خسيء ومن معه أن ينالوا من الشيخ الجليل، فأين الثرى من الثريا، لكنها محاولة الاظهار والشهرة بالتمسح والتمحك بعالم جليل ليقول أمثال الهباش من الرويبضة نحن هنا.
لكن اللوم والحق ليس على عباس ولا الهباش ولا فياض، لكن اللوم كل اللوم على علماء ومشايخ الضفة إن رضخوا لأمثال هذا التافه، ليقيل ويعزل ويمنع، فإن قبلوا اليوم بذلك، فعليهم أن يتهيأوا ليوم يمنعهم فيه عن أزواجهم وبحجة القرآن والسنة، ليقول اثبتوا أن هذا المنع محرّم في القرآن والسنة، وقد فعلها قبله حثالات التاريخ من أمثال الحاكم بأمره في مصر، فلا عجب أن يفعلها أحط خلق الله في عصرنا من زبانية أوسلو، واللوم أيضاً على من يتوجه لأمثال هؤلاء بالألقاب من سيادة رئيس ومعالي وزير، فوالله أنهم لولا تكريم المولى لهم لما صح إلا أن يتعاملوا كم يعامل غير البشر!
لقد رصدت احدى مؤسسات الضفة الغربية المحتلة ازدواجياً ممارسات هذا الهباش عامل عبّاس وفيّاض في الضفة، حيث كشف تقرير صادر عن "شبكة مساجدنا الدعوية" عن ثلاثة عشر إجراءً قامت بها "سلطة فتح" في رام الله، في حربها المُعلنة على الإسلام والمساجد والخطباء في الضفة الغربية المحتلة ازدواجياً، مشيرة إلى أن ما تقريرها هو أمثلة فقط على تلك المؤامرة التي تقود "السلطة"، ننشرها ليعرف القاصى والداني من هو هذا الدعي، ومن هذه السلطة.
أولاً: رفض "وزارة" الأوقاف في رام الله تعيين أئمة وخطباء ومؤذنين وخدّاماً لعشرات بل مئات المساجد في الضفة، في الوقت الذي يعين فيه عشرات الآلاف في الأجهزة الأمنية المختلفة، حيث هناك أكثر من 1000 مسجد لا يوجد فيها أئمة أو خطباء أو مؤذنين منها 220 مسجداً في مدينة نابلس وحدها.
ثانياً: إجبار "أوقاف" رام الله خطباء المساجد على إلقاء خطبة موحدة تعدها وتوزعها عليهم، وتعاقب من يرفض ذلك من الخطباء، لهدف تحقيق مآرب سياسية.
ثالثاً: منع مئات العلماء من ذوي الكفاءة والتأثير من الخطابة في المساجد واستبدالهم، بأشخاص ليسوا من أهل العلم أو الاختصاص أو الكفاءة منهم خطيب المسجد الأقصى الشيخ حامد البيتاوي.
رابعاً: منع العلماء والدعاة والغيورين على دينهم ووطنهم وشعبهم، من إلقاء الدروس والمواعظ الدينية، ومحاسبة كل إمام مسجد تلقى موعظة في مسجده.
خامساً: إغلاق مئات مراكز ودورات تحفيظ وتجويد القرآن الكريم، والتي خرجت آلاف الحفظة لكتاب الله عز وجل من الذكور والإناث.
سادساً: اعتقال عشرات أئمة وخطباء المساجد خاصة من يشهد لهم بالعلم والتقوى والكفاءة، وتعذيبهم وإهانتهم في زنازين سجون أجهزة أمن السلطة، وحرمان المصلين من الاستفادة من علمهم، وفصل العديد منهم من وظائفهم أمثال الشيخ محمد نور ملحس والشيخ مصطفى القومي، والشيخ أنور مراعبة.
سابعاً: وضع عقبات وعراقيل أمام بناء المساجد، وذلك بتأخير موافقة "الأوقاف" على تشكيل لجان بناء المساجد باشتراط موافقة أجهزة أمن السلطة على أعضاء هذه اللجان، والتي تمتد لفترات طويلة في كثير من الأحيان.
ثامناً: منع الأنشطة المسجدية التي اعتاد شعبنا عليها، كالإفطارات الجماعية في شهر رمضان المبارك، وكذلك إحياء المناسبات الدينية.
تاسعاً: منح التراخيص لإقامة الخمارات والبارات والملاهي الليلية ودور الفساد، وإقامة حفلات المجون والخلاعة ومهرجانات العري والرقص، وإعادة افتتاح " كازينو أريحا" وانتشار زجاجات الخمر في الشوارع والطرقات.
عاشراً: الدعوة للانحلال من خلال دعوات سلام فياض للشباب إلى الابتعاد عن "التزمت والانغلاق والتخلف" في الجامعات والمدارس، والتحلي "بالانفتاح في العلاقة بين الجنسين".
حادي عشر: خفض صوت الآذان في المناطق المجاورة للمستوطنات بطلب من المستوطنين حتى لا يتم إزعاجهم.
ثاني عشر: الاستهزاء بالعلماء والتطاول عليهم كما حدث بحق الشيخ العلامة يوسف القرضاوي.
ثالث عشر: دعوة العلماء والدعاة إلى زيارة مدينة القدس والمسجد الأقصى بغرض التطبيع مع الاحتلال.
يقول الكاتب عبد اللطيف وليد موجهاُ كلامه للهباش: "أظنك لو تدبرت قليلاً لرأيت نهايتك رأي العين، ولا يغرنك الدهر ولا الحال، فو الله لو مدحك المادحون، وتشدق لك المتشدقون، لما جاوزت أن تكون كـ (بلعان بن باعوراء)، بل إن الذن اعتدوا في السبت لأرفع منك درجة، (بالمناسبة: بلعان كان أحد أكبر عبّاد بني إسرائيل غير أنه غُرّ واغْتر وانتفش وافتخر وعلا وتجبّر فأذله المذل الذي لايقهر)، مضيفاً "أولم تقرأ يا هذا قوله تعالى: "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى? فِي خَرَابِهَا ? أُولَ?ئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ? لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ"؟ فو الله ما أرى ما تقوم به وتقدم عليه إلا من السعي في خرابها، فهنيئاً لك الخوف والخزي في الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة".
نعم نتوجه في هذا الشهر الفضيل ونتضرع إلى المولى عز وجل أن يرينا فيهم عجائب قدرته، وأن لايبارك لهم في حرث ولا نسل، وأن يجعلهم عبرة لمن يعتبر، ندعو عليهم ولا نخفي ذلك، ونقولها بوضوح اننا نبغضهم جميعاً في الله، لا وفقهم المولى - آمين
إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ - الأنفال (22)
لا نامت أعين الجبناء

على شاكلة وحدة المستعربين في الجيش الإسرائيلي

kolonagazza
أجهزة عباس تتنكر في زي عمال البناء لاختطاف الأسرى المحررين فور الإفراج عنهم

أمامة - 19/8/2010 م
واصلت أجهزة عباس حملتها ضدّ حركة حماس وأنصارها في الضفة المحتلة، حيث اختطفت اثنين من أنصار الحركة في محافظتي نابلس وقلقيلية.
ففي محافظة نابلس:
اختطفت أجهزة عباس مازن النجار المدير في شركة الاتصالات الفلسطينية بعد اقتحام منزله في حي الضاحية، يذكر أنّ النجار مختطف سابق لأكثر من 6 شهور تعرض خلالها لتعذيب وحشي نُقل على أثرها للمستشفى عدة مرات، وقد أفرج عنه في المرة الماضية نتيجة تردي وضعه الصحي حيث أُجريت له عملية القلب المفتوح فور الإفراج عنه.

وتساوقاً مع أساليب الاحتلال في اعتقال المطلوبين وتأكيداً لتقارير سابقة حول انخراط عناصر من الأجهزة في الوحدات الخاصة للجيش الإسرائيلي فقد أكّدت مصادر مقربة من عائلة المختطف موسى فرج الأقرع من بلدة قبلان وعائلات عدد من الأسرى المحررين الذين تمّ اختطافهم في الآونة الأخيرة فور الإفراج عنهم من سجون الاحتلال عبر كمائن نُصبت لهم بُعيد الحاجز الإسرائيلي أو على الطرق المؤدية لبلداتهم أنّ عناصر الأجهزة الفتحاوية قاموا بالتنكر في زي عمال البناء على شاكلة ما تقوم به وحدة المستعربين في الجيش الإسرائيلي لاختطاف أبنائهم.

وفي شأن متصل أعادت أجهزة عباس في المدينة استدعاء عدد من موظفات جميعة التضامن الخيرية وقامت بتسليمهم وثائقهم الثبوتية بعد إحتجازها لأكثر من أسبوعين للضغط عليهنّ من أجل تقديم الإستقالة كما قاموا بتهدديهنّ أنه في حال عودتهنّ إلى الجمعية فسوف يتمّ إختطافهنّ.

وفي محافظة طولكرم:
واصلت أجهزة عباس اختطاف المهندس عمار ناجي صبحة من بلدة عنبتا منذ ثلاثة أسابيع، يذكر أنّ صبحة أسير محرر ومختطف سابق عدة مرات .

وفي محافظة قلقيلية:
اختطفت أجهزة عباس رجل الأعمال صالح نزال من المدينة بعد استدعائه للمقابلة .

وفي محافظة الخليل:
واستمراراً لمسلسل التنسيق الأمني اعتقلت قوات الاحتلال كل من عزّت النجار وشقيقه رأفت بعد مداهمة منزليهما في بلدة يطا، علماّ أنّ أشرف مختطف سابق من قبل الأجهزة في محافظة الخليل .

القيادي الأسير النتشة: المفاوضات المباشرة استنساخ لتجربة سنوات طويلة من الفشل


kolonagazza

أمامة - 19/8/2010 م
وصف القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، وعضو الهيئة القيادية العليا لأسراها في سجون الاحتلال عبدالخالق النتشة مفاوضات التسوية المباشرة التي يدور الحديث عن قرب استئنافها بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية بأنها استنساخ لمسيرة عمرها 18 عاما من الفشل.

وقال النتشة في تصريح سرّبه من سجنه أنّ مسيرة المفاوضات مع الاحتلال لم تجلب للفلسطينيين سوى سلطة وظيفية تنسق أمنياً وتقدم الخدمات المجانية للاحتلال، وتُحول ثمن بقائه على الأرض الفلسطينية إلى ثمنٍ زهيدٍ.

وانتقد النتشة تصريحات قيادة السلطة التي تحاول الربط بين استئناف المفاوضات وبين "شحّ الموارد المالية للسلطة" قائلاً أنّ "صمتهم أشرف ألف مرة من التفوه بهذه الترهات، لأنّ الوطن ليس سلعةً تجاريةً تُعرض في المزاد العلني كُلما فرغت خزينة المال في رام الله".

وطالب النتشة بشدة الفصائل الفلسطينية المنضوية تحت إطار منظمة التحرير الفلسطينية والتي أعلنت رفضها للمفاوضات قائلا أن عليها تجاوز الموقف الإعلامي إلى مواقف فعلية ضاغطة توقف مسلسل التنازلات التي يقدمها المفاوض الفلسطيني للاحتلال.

وفي سياق آخر أكّد النتشة أنّ الحرص الأمريكي والصهيوني على استئناف المفاوضات يهدف لتحقيق أمرين ضدّ مصلحة الفلسطينيين، أولهما تحسين صورة دولة الاحتلال التي أصبحت في أدنى مواقعها بعد جريمة أسطول الحرية، وعرقلة أي جهد لاتمام المصالحة الوطنية وتوحيد الصف الفلسطيني.

كما أشار إلى أنّ حكومة ننياهو في "تل أبيب" فرضت شروطها على طاولة المفاوضات حين رفضت أي حديث مسبق عن تجميد الاستيطان مؤكداً أنّ على القيادة الفلسطينية أن تحترم نفسها وتتمسك بموقفها السابق والذي لم ير النور برفض التفاوض دون وقف الاستيطان.

البعث وسنوات العراق العجاف

kolonagazza
كفاح محمود كريم
في العقد الأخير من حكم النظام العراقي السابق تجلت أساسيات وآليات مهمة في أدوات حكم الدكتاتور صدام حسين وحزبه الذي أعاد تشكيله الفكري والهيكلي بعد نجاحه في انقلاب تموز 1979م على الرئيس الأسبق احمد حسن البكر وتصفية المئات من رفاقه في القيادتين القطرية والقومية ومجلس قيادة الثورة وفروع الحزب باتهامهم بالخيانة العظمى والتعامل مع دولة أجنبية ( سوريا )، لكي يبدأ برنامجا فكريا وسياسيا وسلوكيا ادركناه جميعا ورأينا تناقضاته وميكافيليته والمأسي التي انتجها وما يزال حتى يومنا هذا.
ولعلنا نتذكر قبل ولوج العقد الأخير كيف كان هذا النظام يعتمد أو ينمي شرائح منتقاة من المجتمع ويعمل على تكثيفها وتطويرها وتقريبها لكي تصبح جزء من النظام ومؤسساته، فقد اعتمد في النصف الثاني من السبعينات على مجاميع من المقاولين ورجال الأعمال ( ومعظمهم من كبار الضباط والموظفين الذين احالهم على التقاعد لأشغالهم وربطهم بعجلته ومنعهم من القيام بأي نشاط معادٍ له)، ومن ثم في عقد الثمانينات من القرن الماضي على فئة العسكر وتحديدا الضباط ومن تم صنعهم بتلك الدرجة بمواصفات حزبية أو مهنية كما في شريحة ضباط ما كان يعرف بــ ( الموس أو النائب ضابط حربي ) أو ضباط عضو الفرقة ومعظمهم كانوا من مراتب الجيش والشرطة ( عرفاء ورؤساء عرفاء ونواب ضباط ومفوضين ) إما ضباطا يستخدمون في الاستخبارات العسكرية أو أجهزة الأمن أو مسؤولي التوجيه السياسي في وحدات الجيش، وقد تم استخدامهم مع مجاميع من الضباط الصغار بشكل انتقائي في اختراق المؤسسة العسكرية التي بدأوا بتحويلها الى جيش مؤدلج ( عقائدي ) تدريجيا ومن ثم الانقلاب عليها وتصفيتها لصالحهم وهذا ما حدث فعلا خلال عشر سنوات تقريبا أي من تموز 1969م ولغاية عشية الحرب العراقية الإيرانية، وكذا فعل باجهزة قوى الامن الداخلي سواء في الشرطة او الامن والمخابرات الوطنية، حيث تم اختراقها من خلال منتسبين ومفوضين تمت ترقيتهم الى ضباط شرطة وامن ومخابرات على خلفية درجاتهم الحزبية وولاء عشائرهم.
بعد حرب الخليج الأولى بدأ نجم الضباط يتهاوى وبالذات بعد هزيمة أم المعارك التي قادتها الولايات المتحدة ومعظم دول الجامعة العربية وفي مقدمتهم الدول الثمانية ( دول الخليج + سوريا ومصر ) إضافة إلى المملكة المغربية، حيث انكفأ هذا المكون المهم في الجيش والمجتمع إلى موظف هامشي وصل في أواخر سنوات الحصار إلى أن يعمل سائق تاكسي ليسد رمق عائلته. في تلك الفترة كان النظام قد اعد الخطة لاستبدال تلك الشريحة بشريحة أخرى تحل محلها وتتمتع بامتيازاتها، بعد أن أدرك مدى إفلاسه وضآلته بين مفاصل المجتمع والأهالي، خصوصا وقد خرجت خلال اقل من شهر أكثر من عشر محافظات من تحت سيطرته بعد هزيمته النكراء في حرب الكويت، حيث بدأ بالتقرب من العشائر وشيوخها واستبدال منظومته الفكرية والسلوكية بما يتوافق ونهج تلك المرحلة ومن ثم الارتكاز على العشائر ومكوناتهم الاجتماعية من خلال فتح دائرة مهمة في ديوان الرئاسة متخصصة بشؤون العشائر وشيوخها وامتيازاتهم ومعاشاتهم واستبدال الشيوخ وتصنيفهم وتصنيع أجيال وموديلات جديدة منهم؟
وبعد أن انجز النظام مجاميع واجيال محدثة من ( شيوخ التسعينات )* وهذه التسمية اطلقها الشارع العراقي انذاك في توصيفه لتلك المجاميع من الشيوخ ذوي الموديلات ذات المواصفات المطلوبة من النظام ( وهي بالتأكيد تختلف عن موديلات 2003م وما تلاها حتى ظهور الاجيال المعدلة والمطورة جدا في الانتخابات العامة للدورتين 2005م و 2010م !؟ )، التفت صدام حسين منتصف هذا العقد ( التسعينات ) الى القيادات الحزبية في الفرق والشعب والفروع والمكاتب وامتيازاتها المادية والمعنوية حيث حلت خلال فترة وجيزة محل شريحة الضباط وأصبحت أكثر وحشية في ولائها للقائد وحزبه من خلال تلك الامتيازات المالية*.
كانت هاتان الشريحتان وثالثتهما المقاولون في سبعينيات القرن الماضي ثلاثيات البعث وفنتازياته الميكافيلية في تقريب وإبعاد الحلفاء والمكونات الاجتماعية، حتى جاءت مرحلة ما بعد عام 2000م التي أيقن فيها صدام حسين بأنه سيُضرب لا محالة من قبل التحالف الدولي لتجاوزه الخطوط الحمراء، فعمل من اجل بناء ثلاثية أخرى ربما تديم مواصلته أو تعينه على إبقاء العراق ضمن سيطرته وسيطرة حزبه، وهذا ما بدأ النظام ومؤسساته في العمل عليه بداية في الاتصالات السرية الدقيقة مع قوى القاعدة النائمة في العراق والحاضنة له من تنظيمات وتجمعات ما اطلق هو نفسه عليهم تسمية ( الوهابية والسلفية )* وبالذات مع أولئك الذين تعامل معهم أيام غزوه للكويت أو الذين تعاونوا معه ممن كان يطلق عليهم ( البدون ) بعد تحريرها.
لقد كانت هناك أقسام مهمة في غاية السرية والكتمان من ضمن أجهزة المخابرات العراقية، تمد قنواتها باتجاه القاعدة ومنظماتها سواء في أفغانستان أو إقليميا في المنطقة العربية أو إيران، ثم تطور ذلك أكثر إلى خلاياها في أوربا وأمريكا، كما سربت بعض وسائل الإعلام الأمريكية بعد حوادث 11 سبتمبر، حيث كان النظام يخطط مع منظماته الحزبية والإعلامية خارج العراق، وتحديدا في دول مثل اليمن وليبيا والجزائر والى حد ما تونس والعمال المصريين في أوربا والدول العربية، وبالذات بعد عام 2000م على اختراقهم إعلاميا وتنظيمهم في ايهامات جهادية مدفوعة الأجر والمعاش في ( الدنيا والآخرة ) لتهيئتهم لمهام مستقبلية غير بعيدة في العراق أو غيره من الساحات، بعد أن أيقن النظام ورأسه من إصرار الحلفاء على إسقاطهم وإنهاء حكمهم، إضافة الى شريحة أخرى بل ورقة أخرى كانت بيد النظام ورئيسه وهي شريحة المجرمين في السجون العراقية ( وهم بحدود الـ 300000 ) سجين، فيهم من عتاة الاجرام في القتل والسرقة والاغتصاب وزنا المحارم وغيرها، إضافة الى إن البعض من دول الجوار التي كانت تحتجز المئات ممن يسمون بمتجاوزي الحدود في كل من الأردن ولبنان وسوريا، إضافة الى المحكومين بتهريب الأسلحة والمخدرات، والذين أطلق سراحهم عشية الاحتلال الأمريكي للعراق مقابل تعهدهم بالعمل كمقاومين ومجاهدين لقوات الاحتلال الأمريكي من قبل سلطات إحدى تلك الدول، وفعلا وصل الكثير من هذه المجاميع الى الحدود العراقية السورية وتم إدخالهم الى العراق من قبل مخابرات تلك الدولة.
لقد تم استثمار وتوظيف كل ذلك من خلال الخزين المالي الذي يتجاوز عشرات المليارات من الاموال المستثمرة خارج البلاد في شركات ومؤسسات وهمية ومستعارة في حقول التجارة والعقارات والنفط والمصارف اضافة الى المليارات التي تمت سرقتها من قبل عائلة الدكتاتور وقيادات حزبه ومؤسساته الخاصة والكثير من رجال عسكره الخاص وما تم سرقته ونهبه بعد انهيار النظام واحتلال البلاد في ما سمي بالحواسم التي اباحها رئيس النظام قبل هروبه في خطاب متلفز، لقد شكلت هذه الاموال والاسلحة والمقتنيات وسائل مهمة جدا في اختراق مفاصل الدولة الجديدة وفعالياتها السياسية ومؤسساتها الدستورية وبالذات مجلس النواب ومفاصل العسكر والامن الداخلي، واصبحت الخزين الاستراتيجي والممول الاعظم لكل الحركات الارهابية التي يطلق عليها البعض بالمقاومة والتي انتشرت في البلاد نتيجة الاخطاء الفادحة التي وقعت فيها ادارة برايمر وقوانينها المرتجلة والتي خلطت فيها الاوراق وحرقت الاخضر واليابس وانتجت لنا بعد ما يقرب من اربعين عاما من القهر والظلم والطغيان سبع سنوات عجاف!؟

متى يعلن اياد علاوي حكومته ؟

kolonagazza
هادي والي الظالمي
وراء طموحاته السياسية ، اندفع السيد نوري المالكي مبتعدا عن شركائه في الائتلاف العراقي الموحد الذي اوصله الى السلطة ، ليخوض انتخابات مجالس المحافظات ومن ثم الانتخابات التشريعية ، بقائمة تحت زعامته اطلق عليها اسم دولة القانون . لم يكن المالكي بحاجة الى الحذاقة السياسية ليقرأ المتغيرات الحاصلة في الوعي العام ، فرفع شعار المشروع الوطني انتخابيا بعد ان اخفقت المناهج الطائفية في ايجاد الجنات الارضية الموعودة لاتباعها وطوائفها ، وكلفت الجميع بحارا من الدم وركاما من الخراب والاحتراب ، امتدت على مساحة العراق وطالت مكوناته المختلفة .
في انتخابات مجالس المحافظات حققت قائمة رئيس الوزراء نصرا ناجزا . هذا الانتصار جعل المالكي يرفض كل المحاولات التي توسلها شركاؤه في التحالف القديم لخوض الانتخابات التشريعية معا بقائمة موحدة ، بل وذهب الى ابعد من ذلك في الوعيد بأقصاء جميع الشركاء السياسيين من خلال أقامة حكومة اغلبية سياسية تنحصر في دولة القانون دون غيرها كما كان يمني نفسه .
تحت نشوة الانتصار وهيمنة دولة القانون على اغلب مجالس المحافظات فقد المالكي قدرته على استشعار المخاطر التي تتقاذف العملية السياسية وسط حقول من الالغام المتفجرة . أخطأ المالكي عندما اعتقد انه نال بيعة ابدية ، كما اخطأ مرة اخرى وهو يظن ان خصومه السياسيين يتشاطرون الاحباط ازاء نشوة نصره الذي لم يخلو من التحايل ، بتوصيف عديد الفرقاء السياسيين .
جاءت الانتخابات البرلمانية بالمالكي ثانيا بعد رئيس الوزراء العراقي الاسبق اياد علاوي الذي استطاع ان يحصد ، من خلال مشروعه الوطني ( العراق للعراقيين جميعا ) والذي تبناه وكافح من اجله طويلا ، اصواتا بين كل المكونات العراقية . المالكي الذي فشل في تسويق نفسه كزعيم وطني ، وهو ماطرحه خلال حملته الانتخابية ، لم يجد مناصا من الهروب نحو حلفائه السابقين لتعطيل استحقاق العراقية الانتخابي ، بعد ان نجح في دفع المحكمة الاتحادية الى استصدار راي في تفسير المادة الدستورية المتعلقة بالكتلة الاكثر عددا ، والذي وضع كوابح دون تشكيل حكومة جديدة لايترأسها المالكي .
عند هذا الحد فان رئيس وزراء العراق قد اطلق العنان لنفسه في ممارسة السياسة باعتبارها ( فن الممكن ) دون اية مقيدات دستورية او معايير اخلاقية سياسية ، فالغاية لدى الرئيس تبرر كل الوسائل في خرق الدستور او ضرب الخصوم او خداع الناخب او التحايل على المواطن . وفي كل الاحوال ، فان تقديرات الرئيس للمصلحة الوطنية تقف خلف تلك الممارسات ، في الظاهر ، في حين ان نزعة المالكي الانفرادية وشهوة السلطة لديه وحزبه هي الدوافع الحقيقية وراء هذا السلوك الاستفزازي .
ومع نجاح المالكي استنادا الى انجازاته الامنية الملموسة في ايهام الادارة الامريكية لفترة طويلة بانه رجلها القوي في العراق امام النفوذ الايراني ، واقناع الايرانيين ، اخيرا ، بكونه رجلهم القادر على الوقوف بوجه علاوي ، مع استمرار الفيتو الامريكي على اي مرشح من التيار الصدري او المجلس الاعلى لرئاسة الوزراء ، فان الامريكيين والايرانيين ، المتوافقين على المالكي ، في اللحظة الراهنة ، لم يستطيعوا ارغام العراقية على تقاسم السلطة معه على حساب استحقاقها الانتخابي والدستوري ، كما لم تفلح ضغوطهم في اقناع اطراف الائتلاف الوطني على تناسي الام تجربتها المرة في الشراكة مع المالكي ، او تطمينها بضمانات تمنع تكرار ماحصل . ورغم اصرار اطراف الائتلاف الوطني على ضرورة استبدال دولة القانون لزعيم قائمتهم ومرشحهم لرئاسة الوزارة كشرط للمضي في التحالف الوطني ، الا ان هذا الشرط لايبدو مهينا لثاني اكبر كتلة برلمانية فحسب ، بل ان اقدام ائتلاف دولة القانون على تنفيذه لن يمنع الائتلاف الوطني وهو الطرف الاصغر في معادلة التحالف الهش من طرح شروط تعجيزية جديدة لاتنتهي الا بترشيح احد قياداته لرئاسة الوزارة . فالائتلاف الوطني لايختزل خلافاته مع دولة القانون بشخص المالكي ، وانما يسحبها على حزب الدعوة الذي تبنى منهجا موحدا ومدروسا لأقصاء شركائه الذين اوصلوه الى الحكم . وترى قيادات الائتلاف الوطني من ال الحكيم وال الصدر وهي زعامات تاريخية في الوسط الاجتماعي الشيعي ان حزب الدعوة يمثل خطرا حقيقيا يتهدد زعاماتها التقليدية في قيادة المؤسسة الدينية السياسية في الوسط والجنوب ، اكثر من اياد علاوي السياسي العلماني الذي لن يكون ، في كل الاحوال ، منافسا على زعامة هذه المؤسسة .
وفق تلك الرؤى التي تمثل ستراتيجيات ترتبط بمستقبل ووجود القوى الاساسية في ائتلافي دولة القانون والائتلاف الوطني لايبدو التحالف بين الائتلافين خيارا اول في حسابات اي منها ، وان ابدت هذه الاطراف حرصا مبالغا فيه على ادامة التحالف على الصعيد الاعلامي ، بغية ابعاد اللوم عنها في تأخير تشكيل الحكومة ، ومناورة الراي العام الذي لايخفي استياءه من هذا التاخير مع التردي المريع في الاوضاع الامنية ونقص الخدمات وتفشي الفساد في مؤسسات الدولة بغياب الرقابة البرلمانية ، الا ان محاولة ابتزاز العراقية للخروج بمكاسب اكبر تمثل اهم الدوافع وراء التشبث بالتحالف الوطني المعلن موته سريريا .
الخلاف بين العراقية ذات الاستحقاق الانتخابي كفائز اول وقائمة رئيس الوزراء المنتهية ولايته ، والذي تراجع عن المشروع الوطني للاحتماء بالاستحقاق الطائفي ، متهما العراقية بانها قائمة سنية ، انتهى بتعليق المفاوضات بين القائمتين الكبريين من جانب العراقية التي رات في تصريحات المالكي خطاباً طائفياً منغلقاً لا يفهم المشروع الوطني ولا يقبل به . حاول المالكي هنا الايحاء بقوة حضور الواقع الطائفي ليطرح لنفسه ممثلا سياسيا اوحد لشيعة العراق ، وهو مااثار حفيظة الائتلاف الوطني الذي يرى له الاحقية بهذا التوصيف كمكتسب تاريخي . وفي كل الاحوال ، فان الخلافات بين العراقية ودولة القانون بقدر ماتبدو حادة عندما تتقاطع عند رئاسة الحكومة ، الا ان المشتركات بينهما لاتتوافر لاي تحالف اخر الى الدرجة التي يظهر معها ان لامناص من التحالف بينهما .
ايقاف المفاوضات بين القائمتين عزز شهية الائتلاف الوطني والمجلس الاعلى تحديدا في طرح مرشح لرئاسة الحكومة . ومما يدفع المجلس للمجاهرة بهذا الطموح الذي لايتناسب مع حجمه التمثيلي في البرلمان ان التيار الصدري و في قراءة واقعية ومتأنية منه لعناصر اللعبة السياسية ، لايرى في المرحلة الحالية مايدعوه لطرح مرشح من التيار لرئاسة الحكومة .
وسط هذه التدافعات التي لم يتراجع زخمها ، كما كان متوقعا خلال شهر رمضان ، وخصوصا من الجانبين الامريكي والايراني مع الاطراف الداخلية ، يبدو ان الاكراد ، وركونا الى استحقاقهم القومي ، لايريدون الرهان على حصان بعينه ، وهم يحاولون الاحتفاظ بعلاقات متوازنة مع الجميع ، سيما وان التاخير في تشكيل الحكومة لن يكون شديد التاثير على اوضاع الاقليم الذي يتمتع بحكومة تحظى باستقرار لايتوافر لحكومة بغداد ، الا ان الورقة الكردية ، في النهاية ، ستكون حتما مع الطرف الذي ييقن الاكراد تماما انه سيشكل الحكومة القادمة .
الموقف الكردي المتأني ، والذي اقتصر على تقديم اوراق تفاوضية حتى الان ، يعود في جانب منه الى فهم القيادات الكردية الى قوة التاثير الخارجي في صناعة الحكومة القادمة ، والذي لم يسفر عن وجهه الحقيقي بانتظار مايقرره الساسة العراقيون ، في اعتماد لسياسة حافة الهاوية . كما ان الكرد وبنتيجة ماافرزته الانتخابات العامة على تخوم الاقليم لم يعودوا راغبين على المضي في سياسة المحاور في محاباة اطراف عربية على حساب اخرى .
المقاربات السابقة تدعو الى الاعتقاد بترجيح احتمالين قد لايكون لهما ثالث في تشكيل الحكومة العتيدة :
الاحتمال الاول : ان تتشكل الحكومة من تحالف العراقية وائتلاف دولة القانون اضافة الى الكتلة الكردية من خلال اقرار ائتلاف المالكي بالاستحقاق الانتخابي للعراقية مقابل حصول دولة القانون على نصيب كبير في السلطة والقرار السياسي ، على ان يكون التحالف مفتوحا امام الراغبين في الشراكة الحكومية وفق الاستحقاق الانتخابي ، وهو الاحتمال الاكثر ترجيحا ، مع ادراك المالكي وأتلافه لخطورة التمسك بمطالبهم السابقة ازاء العراقية ، مع عدم جدوى سحب ترشيح المالكي ازاء مطالب الائتلاف الوطني .
الاحتمال الثاني : وهو الابعد عن التحقق مقارنة بالاحتمال الاول ، مع شدة طرحه وتداوله هذه الايام وتسيده لمشهد الحراك السياسي ، ويتمثل في التحالف بين العراقية والائتلاف الوطني اضافة الى التحالف الكردستاني والاطراف الاخرى الراغبة في التشكيلة الحكومية ، ولايحظى هذا السيناريو بذات الرغبة الامريكية والاقليمية ، كما انه قد يصطدم بذات شروط الائتلاف الوطني امام دولة القانون ورغبته في التصدي لقيادة الحكومة .
ان الخروج عن السيناريوهين السابقين لاينتهي الا بالعودة الى التحالف الوطني كأحتمال ثالث ، وهو مستبعد بشكل كبير ، بسبب التنافس على قضية مصيرية هي اكثر اهمية من الشراكة الحكومية ، وهما يعملان بشكل جدي على اقصاء احدهما للاخر من الحياة السياسية من خلال الدخول في تحالفات اخرى يرى كلا الطرفين انها تحقق لهما على المستوى البعيد مصالح اكثر حيوية .
تفاعلات عناصر الحراك السياسي توحي باتجاه تسليم الاطراف المختلفة باستحقاق العراقية الانتخابي ، تحت دوافع مختلفة ، وهو مادفع الاخيرة الى اعادة طرح السيد اياد علاوي مرشحا وحيدا لها الى رئاسة الحكومة وبأجماع كل القوى المنضوية تحت لوائها . ويبدو الدكتور اياد علاوي رئيس الوزراء الاسبق اكثر قبولا لدى الفرقاء السياسيين والعراقيين عامة لتبنيه مشروع الوحدة الوطنية في ذروة المد الطائفي السياسي وانتهاجه خطابا تصالحيا لايستثني احدا من العراقيين الا من يستثنيه القانون .

هادي والي الظالمي

حول الوجود الفلسطيني في لبنان ...

kolonagazza
سمير حباشنة / وزير الداخلية الاردني الاسبق
(1)أرقب باهتمام وجهات نظر مختلف التيارات اللبنانية ، حول الوجود الفلسطيني وكيفية الوصول الى نقطة تلاقي " وسطي" موضوعيه ، من شأنها الحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية من الضياع ، دون أنخراطهم "وطنياً وسياسياً " في المجتمعات التي أجبروا على التواجد فيها قسراً بفعل الاحتلال و سياسات التهجير التي اصابت ملايين الفلسطينين ، وبنفس الوقت الحفاظ على الهوية الوطنية العربية للبنان وصونه من اية اختلالات قد تعبث بأمنه واستقراره وبوحدة شعبه وارضه، وإضعاف دولته ومؤسساته .هذا دون ان نغفل الظروف المعيشية / الاقتصادية والاجتماعية والنفسية الصعبة التي يعيش بها الاخوة الفلسطينيون ، بأنتفاء الحد الادنى من متطلبات الحياة والبنية التحتية في اماكن تواجدهم ، بل وانتفاء الحقوق الاساسية الانسانية كالحق في العمل والتعليم والصحة والسكن ...وخلافه.
(2) والحقيقة ،عبر متابعات اراء معظم التيارات اللبنانية ان لا اختلاف بينها فيما يتعلق بالبعد الانساني للفلسطينيين في لبنان، بل والتقاء تلك التيارات على ضرورة استبدال واقع المخيمات الصعب بواقع اكثر قبول ، يخفف حدة الاغتراب ويمنح قاطني المخيمات حزمه من المزايا الانسانية ، هذا الى " ان يأتي الله امراً كان مفعولاً " ويعودون الى بلادهم . وفي هذا تفهم اخوي وأنساني من لدن اللبنانيين تجاه اخوة العروبة ، الذين هم ضحية وليسوا سبباً فيما هم فيه من حال.
(3) الا ان للحقيقة وجه آخر، على قدر عال من الأهمية ايضاً، يتمثل بوجاهة الحذر من ان تكون تلك الحقوق او المزايا "موضوع النقاش " مقدمه للتوطين النهائي في لبنان ، وبالتالي اعفاء اسرائيل من واحد من أهم استحقاقات السلام التي على "اسرائيل " الاستجابة له. الا وهو حق الفلسطينيين في العودة الى بلادهم والتعويض عليهم بما ينسجم مع الشرعية والقرارات الدولية ، والذي وان تم ذلك اي هذا " الاعفاء " فأن الصراع الدائر في المنطقة منذ نشاءة " اسرائيل " سوف يتحول عن وجهته الطبيعية كصراع عربي /اسرائيلي وفلسطيني / اسرائيلي ، ليصبح صراعاً داخل البيت العربي ، وهو هدف طالما سعت "اسرائيل " لتحقيقه في اكثر من مرحله وفي اكثر من ساحه عربية . بل ويبقى هذا الهدف هو المخرج الدائم "لاسرائيل " للهروب من متطلبات السلام .. وعلينا ان نتذكر ان البيت الفلسطيني نفسه لم يسلم من ذلك ،فنحن اليوم امام جغرافيتين وحكومتين فلسطينيتين .. حيث يمثل هذا الانقسام الذريعة الرئيسية اليوم لاسرائيل للافلات من استحقاقات السلام ، كسباً للوقت في قضم الأرض والتخطيط لتهجيرات جديدة . وعليه فأن على العرب وبالذات من لديه وجود فلسطيني كثيف ، ان لا ينساق للعواطف والهواجس السطحية ، بل وان نبتعد عن المواقف المسبقة ورؤية الامر من زوايا ضيقه ، وان نعمل على تقديم معالجات مدروسة ، تحقق الهدف الانساني لفلسطيني اللجؤ في البلدان العربية المضيفة وبالذات سوريا والاردن ولبنان "على نحو خاص" ، هذا دون إضاعة الجوهر الحقيقي للقضية الفلسطينية وتحويلها الى مجرد قضية انسانية ، وإضاعة مفهوم اللجؤ واللاجئين والمخيمات باعتبارها احدى أهم العوامل الحيوية والبراهين الدامغة التي تبقي القضية الفلسطينية مملؤه بالحياة والحركة ، بل وادامة الصراع وفق وجهته الاساسية الى ان تصبح الظروف العربية والاقليمية مواتيه لات يمارس الفلسطينيون حقهم في العودة الى بلادهم .

(4) وهنا أعرض على الاخوة اللبنانيين : وجهة نظر " حول هذا الموضوع والتي كنت قدمتها في محاضرة في جمعية الشؤون الدولية في عمان في اذار من العام الماضي .حيث ان الاردن يتشارك ولبنان في هذه المسألة بالذات ويبحث عن حل في كيفية التعامل معها .. وبالرغم ان الموضوع قد حاز على نقاش واسع في اوساط النخب الاردنيه وفي الصحافة ، الا ان ذلك النقاش لم يفضي لاية نتائج ، ولاسباب لسنا بصدد الحديث عنها!
ان ترتيب مسألة الوجود الفلسطيني في لبنان يمكن ان يكون عبر تنسيق بين الحكومه اللبنانية والسلطة الفلسطينية لغاية منح فلسطيني " لبنان " الجنسية الفلسطينية وما يتبعها من اوراق ثبوتيه مثل جواز السفر الفلسطيني وهوية الاحوال المدنية الفلسطينية ، ذلك ان جواز السفر الفلسطيني قد تم الاعتراف به من الكثير من الدول العربية والاسلامية وبعض الدول الأوروبيه .أن تجنيس الفلسطينيين في لبنان بجنسية بلادهم يقطع الشك من اليقين، من ان الوجود الفلسطيني في لبنان هو وجود مؤقت وان اية امتيازات وحقوق مدنيه قد تمنح للفلسطينيين انما هي مؤقتة ايضاً وفي سياق انساني ولا يحمل اية ابعاد سياسية .وهو اجراء تطميني لازالة هواجس من يعتقد بأن في ذلك مقدمه لتوطين .وفي حال تظافرات الجهود العربية فأن مساحة الاعتراف بالجنسية الفلسطينية وجواز السفر الفلسطيني سوف تغطي اغلب دول العالم . واعتقد ان هذا الامر متاح الأن اميركياً واوروبياً ، خصوصاً بعد الاعلان في واشنطن وباريس ان الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا هما بصدد تحويل الممثليات الفلسطينية لديها الى سفارات بكامل الصفة الدبلوماسية ، اي ان ذلك يعني الاعتراف بالوثائق الشخصيه التي تصدرها تلك الممثليات .وفي ضؤ ما سبق اي تحديد الوضع القانوني لفلسطني لبنان بما لا يدع مجالاً للبس ، تقوم الحكومة اللبنانية بوضع الترتيبات التي تراها مناسبة من حيث منحهم اقامه شبيه بتلك الاقامة التي تمنح للرعايا العرب ، مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية الوضع الفلسطيني ، من حيث العمل /والتمللك بما لا يتعارض مع مصالح الدولة اللبنانية ومواطنيها . وهنا يأتي دور العرب على تأسيس صندوق يعمل على تحسين اوضاع المخيمات الفلسطينية من بنى تحتية/مدارس /مستوصفات صحية /وماء /وكهرباء /وطرق /وصرف صحي ..الخ عبر بوابة " الانروا " التي تحاول اسرائيل تضيق الخناق عليها مقدمه للأنهائها ، لان وجود "الانروا " شاهد دولي على حجم المأساة التي خلقها وجود "اسرائيل " للشعب الفلسطيني .. بل وان " الانروا " هي واحدة من تعبير المجتمع الدولي عن اهتمامه بالقضية الفلسطينية عبر بوابة حقوق اللأجيئين بالعودة الى بلادهم .
(5)وبعد : ان من المناسب التذكير بعد جواز تحمل لبنان وحده او الاردن او اي بلد عربي وحدة تبعات القضية الفلسطينية ، فهي قضيه عربيه بامتياز ، وليس بالقول المجرد الذي يقال في المناسبات لمحاكاة الاعلام او حصد الشعبية ، انما هو مسؤولية قومية واخلاقية وتاريخيه على العرب جميعاً تحملها وتحمل استحقاقاتها المرحلية والبعيدة ، وان وضع الاشقاء الفلسطينيين في الدول المضيفة هو جزء بسيط من تلك المسؤوليات .ومع ذلك وحتى يبقى الاخوة في لبنان في الجانب الآمن ، فأن من الافضل ان يطرح الامر على اول قمة عربيه ،ليقوم كل بدوره .. فلا يجوز ان يتحمل لبنان المسؤولية وحده .



حلم الصلاة في المسجد الأقصى

kolonagazza

د. مصطفى يوسف اللداوي

أصبحت زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه حلماً يرواد كل فلسطيني، كما أنه حلمٌ وخيال بالنسبة للمسلمين عامة، الذين ترنو عيونهم وتهفو قلوبهم لزيارة أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، خاصةً خلال شهر رمضان الكريم، الذي اعتاد فيه الفلسطينيون على الحفاظ على صلاة الفجر، وصلاة التروايح، وتناول طعامي السحور والافطار في باحاته، فقد أصبح من المتعذر على الفلسطينيين دخول مدينة القدس، أو أداء الصلاة في مسجدها الأقصى، بعد سلسلة الإجراءات المشددة التي فرضتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على سكان مدينة القدس خاصة، وعلى الفلسطينيين عامة، والتي جعلت من المسجد الأقصى ومحيطه ثكنةً عسكرية، تعجع بمئات الجنود وعناصر الشرطة، الأمر الذي جعل من الصلاة في المسجد الأقصى حلماً صعب المنال، وهو الحلم الذي توفي الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وهو يتطلع لتحقيقه، إذ كان يتمنى أن تكتحل عيناه من جديد برؤية مدينة القدس والصلاة فيها، إلا أنه توفي دون تحقيق حلمه، كما لم تسمح سلطات الاحتلال بدفن جثمانه في ثرى المدينة المقدسة، ومازال هذا الحلم يعيش في قلب كل فلسطيني، ويسيطر على تفكير كل المسلمين، فيعتصر الألم قلوبهم، وتنهار الدموع المجمدة في مآقيهم، أنهم محرومون من دخول المسجد الأقصى والصلاة فيه، وهو الذي كانت رحابه وباحاته تجمع مئات آلاف المصلين من كل أرجاء فلسطين، والذين كانوا يفدون إليه مرابطين وقد عاهدوا الله أن يدافعوا عن المسجد الأقصى، وأن يبذلوا دونه كل غالٍ ورخيص، لتطهيره من رجس الاحتلال، وإعادته من جديد إلى رحابة وسماحة وطهر الإسلام.
الصلاة في المسجد الأقصى دونها صعابٌ وعقباتٌ إسرائيلية كثيرة، فمرةً يغلقون بوابات المسجد الأقصى، ويمنعون دخول المصلين إليه رجالاً ونساءاً، صغاراً وكباراً، دون سببٍ أو حجة، ولا يميزون في قرارهم بين مقدسيٍ من سكان المدينة المقدسة، وبين فلسطينيٍ قادم من مدن وقرى الضفة الغربية، وبين فلسطينيي المثلث والنقب ويافا وحيفا وعكا واللد والرملة، وغيرهم من أهلنا الفلسطينيين الذين مازالوا متشبتين بحقهم في أرضهم ووطنهم، ويرفضون الإدعاءات الإسرائيلية، والإجراءات القسرية بحق مقدساتهم.
ومرةً يشترطون على المصلين ألا تقل أعمار الرجال عن خمسٍ وخمسين سنة، وألا تقل أعمار النساء عن خمسين سنة، ومن هم دون ذلك يمنعون ويحرمون من دخول المسجد الأقصى، ويطردون من على أبوابه، مقدسيين كانوا، أو ممن يحملون الهوية الإسرائيلية، فكلهم سواء، يجمعهم قرار المنع الإسرائيلي، الذي يستهدف المسلمين عامة، فلسطينيين كانوا أو غير ذلك، وتارةً أخرى يغلقون بوابات مدينة القدس، ويضعون الحواجز العسكرية على كل المنافذ المؤدية إلى المدينة، فلا يسمحون للفلسطينيين بالمرور على هذه الحواجز، ويحتجزونهم عليها لساعاتٍ طويلة، وهم الذين غادروا بيوتهم وقراهم فجراً ليتمكنوا من الوصول إلى المسجد الأقصى ظهراً أو حتى قبل مغيب الشمس، أما من يتمكن من تجاوز بعض الحواجز فإنه يمنع ويوقف على حواجز أخرى، إذ اعتادت سلطات الاحتلال على نصب حواجز عدة على مختلف الطرق المؤدية إلى مدينة القدس.
ورغم أن الفلسطينيين يدركون أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لن تسمح لهم بدخول مدينة القدس، ولن تسمح لهم بدخول باحات الحرم المقدس، إلا أنهم لا يتوانون عن الخروج، ولا يتأخرون عن محاولة الدخول والصلاة، غير عابئين بالشروط الإسرائيلية، وغير مهتمين بالعقبات والحواجز والصعاب، فتراهم يلتفون على الحواجز، ويقفزون فوق الأسوار، ويسلكون طرقاً وعرة، صعبةً وطويلة، ويتكبدون الآلام والمشاق، علهم يصلون إلى المسجد الأقصى، ولكنهم في غالب الأحيان لا يتمكنون، فيتجمعون على أبواب المسجد الأقصى الخارجية، ويصطفون للصلاة في الشوارع العامة، أو في ساحات السيارات، في الوقت الذي تجوب بينهم خيول الشرطة الإسرائيلية، وتحاول أن تفض جمعهم، وأن تفرق صفوفهم، فتفصل بين المصلين، وتعتقل بعضهم، وترفع أصوات مكبرات الصوت لديها لتفسد صلاتهم، وتشوش على خطيبهم، وتقوم عناصر الشرطة الإسرائيلية المدججة بالعصي والهراوات بضرب المصلين، والإساءة إليهم، دون تمييزٍ بين شبابٍ يافعين وشيوخٍ مسنين، ونساءٍ وفتيات.
أما سكان قطاع غزة فقد أصبحت زيارة القدس بالنسبة لهم خيالاً، أو ضرباً من المستحيل، فضلاً عن الصلاة في المسجد الأقصى المبارك، فمدينة القدس أضحت بالنسبة للغزيين أرضاً بعيدة، وبلاداً نائية، يصعب الوصول إليها، وغدا السفر إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة للصلاة في الحرمين الشريفين أسهل وأيسر لهم من زيارة مدينتهم المقدسة، والصلاة في مسجدها، وهم أهل الأرض، وأصحاب الحق، ولكن حلم الصلاة في المسجد الأقصى لديهم لا يموت، والأمل باستعادة القدس في يقينهم باقٍ لا يزول.
وفي الوقت الذي تمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلية الفلسطينيين من دخول مدينة القدس، وتمنع المصلين المسلمين من الصلاة في المسجد الأقصى، فإنها تسمح لقطعان مستوطنيها، ولعتاة المتشددين الصهاينة، ممن يتعمرون القلنسوة اليهودية، ويطيلون سوالفهم، ويطلقون سراويلهم، ويحملون كتب التوراة، وصحائف تلموديةٍ أخرى، تعج بالخرافات والأوهام والأساطير، بدخول باحات المسجد الأقصى، والصلاة في ساحاته، برعايةٍ رسمية من سلطات الاحتلال، وتحت حراسة المئات من الجنود وعناصر الشرطة، وفي أحيانٍ كثيرة ترافق زيارات المستوطنين الإسرائيليين إلى المسجد الأقصى، قراراتٌ عسكرية بإغلاق الضفة الغربية، ومنع الفلسطينيين من مغادرتها، وذلك لتمكين المستوطنين والمتدينين اليهود من الصلاة في المسجد الأقصى، والحيلولة دون تعريضهم لأي خطر، أو عرقلة دخولهم إلى باحات المسجد الأقصى.
إن كانت القدس بالنسبة لليهود مدينة أورشاليم، وأنها حلمهم القديم، ومجدهم التليد، وتراثهم السليب، ومهد هيكلهم المزعوم، وعاصمة ممالكهم البائدة، فيتمسكون بها عاصمةً أبديةً موحدةً لكيانهم، ويرفضون أي تنازلٍ عنها، أو مشاركةٍ لآخرين فيها، إقامةً أو إدارة، ويعتقدون بأنهم سينجحون في الحفاظ على مدينة القدس بأيديهم مدينةً يهودية، لا حق للمسلمين فيها، ولا مكان مقدسٍ لهم فيها يؤمونه للصلاة فيه، فإن القدس بالنسبة للمسلمين آيةٌ في كتاب الله، ونصٌ في قرآننا العظيم، وأرضٌ مطهرةٌ بمسرى رسولنا الكريم، ومنطلقٌ مباركٌ لمعراج نبينا العظيم، أرضاً طهرها الله، وبارك لنا فيها وحولها، فلا نفرط فيها، ولا نتنازل عن شبرٍ منها، ولا نقبل لغير السيادة الإسلامية عليها، ومهما طال الزمن، فإنها يوماً إلى حضن إسلامنا ستعود، أرضاً محررة، ومقدساتٍ مطهرة، ولن تتمكن الأوهام اليهودية، ولا الممارسات الإسرائيلية، من دحض الحق العربي والإسلامي في مدينة القدس، ولن يسمح الفلسطينيون للإسرائيليين بأن يجعلوا من المسجد الأقصى وباحاته، كما فعلوا في المسجد الإبراهيمي، ساحاتٍ لفسقهم وفجورهم، وأمكنة لممارسة طقوسهم وخزعبلاتهم، وسيأتي اليوم الذي يعود فيه المسلمون إلى مسجدهم، والفلسطينيون إلى قدسهم، وسترفرف رايات الله أكبر والأعلام الفلسطينية خفاقةً فوق قباب ومآذن المسجد الأقصى المبارك، إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً.
دمشق في 19/8/2010