السبت، ١٧ آذار ٢٠١٢

صولجان إيران وزمان الأمريكان



kolonagazza

صولجان إيران وزمان الأمريكان
(آه ثم آه .. ياحسن نصر الله - 3من 5)
بقلم : مصطفى منيغ

... أولا ..عليك بمراجعة بعض المواقف ،على غرار ما استجد ذي الارتباط بها وما عَمَدْتَ في بعضها إلى التصرف منحازا عن حيف، الأمور لم تعد كالسابق ، ومن حيث أنت ميسور الوصول إليك ، يكفى الاستمرار متحالفا مع الجانب الطاغي المستبد الظالم ، أكان على كرسي نظام البعث لاصقا حتى يُقْذَف بهما معا لأسوء ما يتصور ، أم ذاك الذي تخيل فعلا بامتلاكه سلاح الدمار الشامل سيسيطر على المعمور وهو في الحقيقة مع فراغ دواخل الصفر يدور .. دون أن يعلم أن حكمة الصفر تكمن في الدوران من داخله مع طول دائرته ، وكلما كان قطر فضاء محبوس فيه كلما كان التيهان والخروج عن جادة الصواب بمثابة النتيجة الحتمية الحاصد إياها من لم يعثر لصفره ذاك رقما صحيحا يعدل به مثلك الاتجاه المقام .
... ضحكت أمريكا على إيران من إيران ،أنت معني أيضا ما دمت محسوبا على مشايخها المهتمين بأناقة مظهرهم وحفظ المفردات لترقيع جمل تعبيرية متجاوزة زرعا للحماس في عقول سامعيهم ، مَنْ لا زالوا يتوهمون أن الأعداء سُحقوا والحرب منتهية والجانب المقصود تربع على اهتمام من يرغب في ضبط أي معادلة في المنطقة برمتها على هواه . يؤسفني الإدلاء بمثل الحقائق لكنني في حاجة ماسة ليتراجع من سيتراجع أخر المطاف عن مسكه السراب في يقظته بدل سباته العميق ،
... ضحكت أمريكا المتسترة خلف مكاتب لا يصلها مَنْ غرته سياسته القائمة على مواجهة القوة بقوة أقوي دون التأكد من ذلك . لقد ضخمت أمريكا وابنتها المدللة اسرائيل من خوفهما امتلاك ايران السلاح النووي ، وأن ذلك إن وقع سيرتجف العالم إن أشار (من تقدس أنت يا حسن نصر الله سره) بخنصره اتجاه ناحية أو منطقة أو قارة ، لتهديك أنت الصولجان متمتعا به في زمن الأمريكان ، بل روجتا ما مضمونه أن قوة نووية رادعة واعدة تتنامي في طهران .. فهنيئا لمن يتحالف معها من الآن ، وأشياء من هدا القبيل الداعية للسخرية ممن طرق دهنهم جزءا لا يُستهان به من الحقيقة المرة التي ستجعل إيران فاغرة فاها من هول الصدمة ، ومن يحوم حولها لالتقاط ما يُلْقَى صوبه من معونات خارجة من صناديق لا علم للشعب الإيراني المحترم من أي ميزانية تُسْحَب و تُصرف ، ولا حجمها المحدد حتى يعتمدها برضاه أو يناقش انطلاقا من حالة معظم مكوناته المنحازة للتدهور والاحتياج لتشييع حاجاتها الضرورية في المسكن والملبس والتطبيب والأكل والشرب .
... في الوقت الذي تقضي معظمه في ذاك الغار المكيف الهواء البعيد عن أقرب المقربين ومن بينهم كبار الزوار من حاملي مصاريف "المأونة" وما يكفل استمرارية الموقف / الحال في جزء من الحنوب اللبناني الخارج عن طبيعة وحدة تلك الديار بمفهومها الحقوقي الإنساني السياسي المصيري مهما تباينت مستويات أهاليه من حيث المساهمة والقدرة على الانتاج من مختلف الأعمار ، في الوقت الذي تقضي معظم أوقاتك في ذاك الغار ، الإسرائيليون منهمكون على البحث العلمي في أكبر مختبر ، ضوؤه لا ينطفئ ليل نهار ، يراجعون (والأمريكيون منهم على خبر) قوة خرق خيوط تحول تيار الشمس الشديد الحرارة إلى تذويب مفاعل نوويي برمته في لحظات مع امتصاص إشعاعاته كي تظل حبيسة طاقة تدميرية داخل المساحة المهاجم عليها بأزرار مزودة بها حواسب صغيرة يقود بها عالم معين معاركا من هذا الحجم وهو لا يبرح مكتبه الوثير .
... بعد هذا ... أحسبت معاني اختباء تهديدات " نتنياهو" في جيوب قادة البيت الأبيض قبل جنرالات البنتاغون ؟؟؟. يعجبك مثل الخرجات الفلكلورية على حشد منظم يحملقون إليك وأنت تطل عليهم من شاشات يفوق حجمها حجم إخفاء ما وراء هذا الخوف الدفين في نفسيتك ، بأن هناك من ينوي الغدر بك ، كأن العمر بيدك وليس بيد خالقك سبحانه وتعالى . أم الآية انعكست ، إذ جميل أن يحبك من هو بعيد عنك ولا يعرفك ، ونقيضه من يكرهك وهو قريب منك ويعرفك، وهنا واجب علي مصادقتك القول ، رأيناك ذات يوم رؤية المحرر القادم من الهادئ في عظمة لبنان ، وشاركنا هواجسك ، وتسارعنا لنفديك بأغلى ما نملك ، ربما لحاجتنا في قائد يوقف قادة بني إسرائيل المتعطرسين عند حدهم ، بل ليعطيهم درسا يعيدهم لصنع الأجور دون قش بالرقص على طين مبلل بماء بارد مستورد من ألسكا بلاد الاسكيمو ليعودوا كما عاشوا من سنين منقوشة في عمر الزمان خالدة تبقى إلى أن يرث الحي القيوم الأرض ومن عليها ، كنا نحس كلما انهار منزلا على رؤوس ساكنيه من لبنانيين شرفاء ، أننا من المحيط إلى الخليج مطالبين بالمشاركة العملية في قلب المعركة ضد إسرائيل وليس الاكتفاء بالبكاء حيال شاشات التلفاز، عقدنا العزم أن نتحلى بأخلاقك في محاربة الظلم والعنصرية والجور والطغيان ، كنا نتخيلك شبيها لذاك الفارس العربي الذي خاطب حليلته :
أفاطمة لو شهدت ب"بطن خبت"وقد لقي الهزبر أخاك بشرا .. إذن لرأيت هزبرا أغلبا لقي هزبرا .
... لكن وبعدما التقيت شخصيا بفاطمة المرأة السورية الحرة الكريمة الشهمة الشريفة مزغردة وهي تتقدم الصفوف لدفن وحيدها وقد استشهد بطلقة من قناص لم يرحم مخه من تشتيت خلاياه وجمجمته من انفجار نصفها ، لم تعد لي ولغيري سوى رجل مسكين نفخت فيه إيران لاستعماله متى شاءت حتى وإن كانت المهمة مشاركته السفاح "بشار" ، في ذبح أبناء الشعب السوري العظيم ، ومنذ التاريخ لم تعد بالنسبة لي لا بطلا ولا منبع فخار ، بل مجرد إنسان ، احترمه حبا في لبنان، حتى وإن حولها في أعين الكثيرين مثلي من جوهرة إلى رمانة بعض من حباتها متعفنة .
البقية في الجزء الرابع
مصطفى منيغ
مدير النشر ورئيس تحرير جريدة الأمل المغربية
عضو المكتب التنفيذي لحزب الأمل
www.mounirh1.blogspot.com
mmounirh@laposte.net