الاثنين، ٢٧ شباط ٢٠١٢

ابتسامة الشهداء في سوريا



kolonagazza

خالد رُوشه

بينما الطغاة يسفكون الدماء , ويوقعون أدنى قرابين العبودية للبشر , وينتهكون الأخلاق والمواثيق والأعراف , وينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله , ترتسم على شفة الشهيد تلك البسمة العذبة النقية الشفافة , أن لا تحسبوا الله غافلا عما يعمل الظالمون ..
الحقيقة التي لايماري فيها الناس كلهم حتى الآن هي حقيقة الموت , فالجميع يوقن بالمصير إليه , لكن شقوة الأشقياء تغفلهم وتنسيهم المآل , فتفاجئهم لحظة النهاية , تقضي على مااكتسبوه ظلما وزورا , وتمحو ما ضحوا لأجله طوال سني حياتهم , فينتهي النعيم الكاذب , ويذهب الصولجان الموهوم , وينفض الجند المحيطون , ويصير الكرسي الذي سفكوا لأجله دماء الطيبين لايصلح إلا أن يكون نعشا لهم يسلمهم للحظة القبر الرهيبة , حيث لا مناص من لقاء الحقيقة , ولاسبيل إلى الهروب من المصير الأسود ..
على الجانب الآخر من الصورة رمقة بديعة لايستطيع رسام أن يقلدها , ولا يمكن لشاعر أن يصفها , ولا تملك الكلمات والمعاني إحاطة بها , قادمة من صورة ذلك الشهيد المسجى في ثيابه الملونة بلون الدم , وقد اضاء وجهه نورا لايعلم أحد من أين استمده بينما شفاهه تبتسم وكأنها تراسلنا برسائل سرمدية لانهائية ..
الجزارون اغتالوا حياته , ورب العالمين يبشره بأروع حياة , والظالمون سرقوا لحظته , وفي السماء تعد له أسارير الفرحة والسعادة الأبدية ..
فأي الاختيارين ينتقي إن هو خير بين الدنيا والآخرة , وأي المصيرين يرجو أن يلقى لو أمكن أن يسئل , إنه الرفيق الأعلى والمستقر الأسمى والملكوت الأبدي الخالد .
إن دورة الحياة أيام معدودات , يجهد فيها المرء كل يوم ويكد , يتألم ويعاني , يبتلى بالسراء تارة وبالضراء تارة , وهو في كل مختبر ممتحن , تعد عليه أعماله وأقواله , وتراقبه القدرة الإلهية العظمى , فيافلاحه إن هو اجتاز الاختبار وأنهى الامتحان بنجاح , وياويله إن هو ظن أن لن يحور وظل في أهله غافلا مسرورا ..
لكأن بسمة الشهيد تستغرب فعل السفهاء الحاقدين , والأغبياء السافلين , الذين لم يرعوا ذمة ولا رحما , ولم تأخذهم مكرمة ولا فضيلة , فغطى الطمع أعينهم , ولفهم الظلم الغموس , وحفتهم الشياطين , فعاثوا في الأرض فسادا وهبوا يستبيحون كل حرمة لايبالون بلحظة الحساب ..
ولكأنها تنادي اللاحقين بها من بعدها ألا تخافوا , فلا ألم وجدت , ولا معاناة لاقيت , بل حبا وصفاء وبشرى ورحابة , وسرورا وحبورا , " سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين .."
ولكأنها تبث الثبات في جوانب الناس من حولها , أن موعودكم حاصل , ومرتجاكم كائن , ولو كره الكافرون .

"السياسة الضريبية جرم اقتصادي وليد جرم وفشل سياسي" محاضرة سياسية عقدها شباب حزب التحرير في الخليل

kolonagazza

تبنيا لمصالح الأمة وأمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر عقد شباب حزب التحرير- الخليل محاضرة سياسية أمس الأحد 26-02-2012 بعنوان (السياسة الضريبية جرم اقتصادي وليد جرم وفشل سياسي) في ديوان آل بدر، حضرها حشد كبير من الوجهاء والأكاديميين والسياسيين وأصحاب المصانع والشركات والتجار.
استهل الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ثم رحب العريف بالضيوف الكرام، وتساءل عن الأموال التي تجبيها السلطة الفلسطينية لمصلحة من تجبى؟ وأين تذهب؟ وهل أهل فلسطين الذين يعيشون تحت الاحتلال والمثقلين بالأعباء قادرون على قانون الضريبة الجديد؟ وماذا تقول شريعتنا الغراء في ذلك؟... تاركاً الاجابة للمحاضر ليجيب على هذه التساؤلات وغيرها.
تحدث المحاضر الأستاذ راغب أبو شامة بداية عن السياسة الاقتصادية عند أيّ كيان سياسيّ في العالم وبين أنها لا تنفصل مطلقاً عن النظام السياسي العام لذلك الكيان، فهي سياسة من ضمن المنظومة السياسية المتكاملة للدول، بل إن النظم الاقتصادية والاجتماعية وباقي نظم الحياة إنما ينبع تصوّرها الواضح في الكيانات السياسية بعد وضوح النظام السياسي ذاته وبلورته واستحضار الأساس الذي يقوم عليه، وهو العقيدة، فأنظمة الدول تنبثق عن عقيدتها السياسية ولا تنفك عنها بحال، فهي من جنسها.
وتعرض المحاضر لحال السلطة الفلسطينية قائلاً: إنّ السلطة الفلسطينية قامت على أساس التوافق بينها وبين كيان يهود المتعلق بتقسيم فلسطين إلى دولتين، ومع ذلك فإنها ككيان سياسي كامل متكامل غير موجودة: لا سياسيا ولا جغرافياً ولا أمنياً فليس لها سيادة ولا ولاية، كما صرح بذلك مسؤولو السلطة أنفسهم فقالوا (أن فلسطين خاضعة للاحتلال ولا زالت)، وكما اعترف عباس وحسين الشيخ أن اليهود سحبوا الصلاحيات من السلطة، كما بين المحاضر أنّ الشعوب التي ترزح تحت الاحتلال لا تخضع لقوانين الضرائب على أشكالها واختلافها.
وأضاف أن الملاحظ بوضوح أنّ السياسة الضريبية في فلسطين قاصرة، لأن النظام السياسي ذاته قاصر عن كلّ معاني الرعاية، فمشكلة النظام الاقتصادي ليست آتية من باب أنّ هذا القانون أو التشريع الضريبي خاطئ أو في غير محله، بل هو قانون يُجرم في حق الناس وأموالهم، فهو نظام اقتصادي للجباية وليس للرعاية، فالضرائب تصل في مجموعها- بشكل مباشر وغير مباشر – من 35-40 % من دخل المواطن وهي عامل من ضمن عدة عوامل في السياسة الاقتصادية الفاشلة التي هي وليدة تراكمات سياسية واقتصادية أثبتت فشلها في رعاية شؤون الناس.
وتطرق المحاضر إلى اتفاقية باريس التي عقدتها السلطة الفلسطينية مع " كيان يهود" سنة 1994، وأبرز ما جاء فيها، ثم انتقل إلى ما حصل في عهد حكومة فياض، نتيجة السياسة الاقتصادية المجرمة:
- زادت أسعار المواد الغذائية والأساسية أربعة أضعاف
- حصل تراجع في القطاع الزراعي من 8% - 12%
- يدفع المواطن ضريبة بدون أن يشعر أنها ضريبة، فمثلاً: عند شرائك (ربطة خبز) واحدة أنت تدفع ضريبة مقدارها 15% من ثمنها أو يزيد.
وبين المحاضر أنّ الحضارة الإسلامية هي الرائدة في مجال تنظيم الموارد المالية للأمة الإسلامية، وقد عرفت البشرية في دولة الخلافة أول هيئة للمالية على نفس النمط الذي يسود الآن في أرقى الدول المتحضرة وهذه الهيئة الرائدة كانت تسمى 'بيت المال'.
وأضاف: لقد كانت الخيرات العظيمة التي تدفقت على بيت مال المسلمين كثيرة، وأتى على ذكر بعض الأموال التي تدفقت إلى بيت مال المسلمين في فترة زمنية محددة من مال الخراج، فكان المجموع 315,100,000 درهم فضة، و10,117,000 دينار ذهب، وذلك من خلال شاشات عرض سهلت على الحضور التواصل مع المحاضر.
وفي الختام أكد المحاضر على أنّ المكس هو أخذ أموال الناس ظلماً، أي دون مقابل، مثل من يأخذ الضرائب على المارة والمسافرين من غير أن يكون ذلك مقابل منفعة تعود على المأخوذ منهم، وهو من الكبائر والعياذ بالله تعالى لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ولا يدخل الجنة صاحب مكس)، والمكس في الأصل الخيانة.
وأضاف أن المسلم في ظلّ حكم الله ليس على ماله غير الزكاة، والدولة تنفق على المسلمين من بيت المال، فتكفل الحاجات الأساسية لجميع الأفراد من مأكل ومسكن وتطبيب وتعليم وملبس، فإن لم تكفِ أموال بيت المال تأخذ (من فضل مالِ الأغنياء منهم) التي تزيد عن حاجاتهم الأساسية لتعطيها للفقراء، هذه "الضريبة" تكون: "في حال الضرورة" من فضل مال الأغنياء، غير دائمة، ولا تكون مطلقاً على الفقراء.
ثم أجاب المحاضر على أسئلة الحضور والتي ركز من خلالها أننا لسنا من دعاة "الترقيع" لهذا النظام الذي أثبت فشله، بل تمادى هذا النظام في جرائمه السياسية والاقتصادية ولا يهمنا هنا تعديل قانون أو إلغاؤه، ذلك أن مصيبتنا في وجود هذا الكيان من أساسه وأننا كمسلمين يجب أن تنحصر مطالبتنا وينحصر عملُنا (بتحكيم شرع الله تعالى الذي أمرنا به)، طالبا من الحضور إنكار هذا المنكر ورفع صوتهم عاليا.
ثم بعد ذلك عُرض فيلم وثائقي عن حضارة المسلمين بعنوان (عندما يحكم المسلمون بشرع الله ودينه هذا ما يحصل). وأنهى عريف المحاضرة بالدعاء للمسلمين.
27/2/2012

رسالة إلى طاغية

kolonagazza


د. عبدالرحمن العشماوي
قِفْ عن القتل فقد جاوَزْتَ حَدَّكْواتقِ الله الذي إنْ شاءَ هَدَّكْقف عن القتل فإنَّ القَتْلَ نارٌسوف تُصْلي رأسك الخاوي وزَنْدَكْوستشوي وجهك الممسوخ شويًاوستشوي حزبك الغاوي وجنْدَكقِفْ عن القتل فقد أَسْرَفْتَ حتَّىأصبح الشيطانُ في الطُّغيانِ نِدَّكْلكأني ببقاع الأرض تبكيوتُثير الرَّمْلَ والحَصْباءَ ضِدَّكلستَ إنسانًا رشيدًا، قد رأينامنك غَيًَّا، وفقدنا منك رُشْدَكَإنني أبصر في وجهك ذُلَّاًأنتَ مَنْ يحمله في الناسِ وَحْدَكإنَّه ذُلُّ الخطايا والرَّزاياوالخياناتِ التي تَنْقُضُ عَهْدَكْإنَّه ذُلُّ احتقار الشَّعْبِ، أَمْسَىوَصْمَةَ العار التي تبرز عِندَكْوصمةٌ ما وَجَدتْ فيك جَبينًافاستدارتْ رُقْعَةً تَمْلأ خَدَّكأيُّها المسرف في القتل، ستلقىعند بوَّابتكَ السَّوداءِ لَحْدَكْإنَّ من شدَّك نحو المجدِ-وَهْمًَاوادِّعاءً-، هو نحو الذُّلِّ شدَّكإنَّ إبليسَ الذي أعطاك وَهْمًاهو للإجرامِ والظُّلْمِ أَعَدَّكْفانتظر عقباك في الدنيا ضياعًاوانتظر عند إلهِ العرش وَعْدَكْ.