الجمعة، ٢٤ شباط ٢٠١٢

بالدستور.. يضيف "بشار" للتمائم البخور



kolonagazza

مصطفى منيغ
وللصمود مذاق لا يستصاغ لضعاف الإرادة ، إنما هو احتمال يتحدى الأحلام الوردية ، لا يقاس بقطرات العرق ولا الدموع ، ولا بما ينبعث مع الآهات الدفينة من تيار الغضب ، لا يملكه مفتول العضلات، ولا نحيف الجسم ، فهو مع الروح ممزوج ، ينبعث كالنور ، كالمؤمن الصادق الإيمان النظيف القلب والعقل . خذوا هذا التعريف على بساطته ( يا أتباع بشار المنهار) ولا تسيسوه على هواكم ، ولا تُرقعوا حروف كلماته بأكثر من لون .. فالحقيقة واحدة ، لا تتغير مهما هاجمتها أصباغ المأجورين ، ومساحيق "شبيحة" النظام المشين . المُعِدَّة نفاقا وافتراءا لتزين محيا " خائبهم" من اصفرار الشاعرين بمسيرهم الحتمي حيث بأحجار الرجم منتهون .
"بشار الأسد" ليس بصامد.. بل على الصامدين الحقيقيين من السوريين متمرد عنيد، شأنه في ذلك شأن من بدل وطنه بآخر خارج الحدود ، يقضي وقتا استثنائيا مرغما "النكيس" لا بطلا ، فالأمر مقضيا لسوريا الجدود .. الحرية من قبضة الممعود .. أو المزيد من الصمود .. لغاية الوصول لليوم مَنْ بالنصر من لذن الحق موعود .
... ما يُنادَي به في أسواق فضائيات بشار، الملونة بشعارات اصطناع الهدوء من الخارج، المرتعشة مفاصل المشتغلين فيها من مواجهة اللحظة الأساس لانطلاق سوريا الفصل بين مرحلة "اللهو المقيت" لسلالة الارتزاق المبيت ، إلى الرسو لمرة أولي ودائمة على مرفأ النماء المفعم بالدور ألطلائعي المخول لها بحكم التاريخ ونبوغ شعبها العظيم الذي ما استطاع سليل السلالة "تلك" البقاء جرا عنقها لمذبحة التلف الكائنة بين أنظمة معروفة بزحفها للاستيلاء على المنطقة بأسلوب لم يعد خفيا " شياطينه وأبالسته ومبتدعوه بمفهوم كل بدعة ضلالة" على أحد . ما يُنادى به في تلك الأسواق الفضائية الرسمية المتبوعة لبشار المبحوحة ، الشبيهة بتفاحة بداخلها قرحة ، حول ما يعتقدونه أنه "دستور" معلن للاستفتاء غدا الأحد 26/02/2012 وأفواه مدافع الدبابات مصوبة نحو صدور سورية عارية، والعالم على ذلك يتفرج ، رغم التعتيم الذي فاق الوصف ، ظن بشار وبقية العصابة أنه نجح به في تغطية الشمس بالغربال، علما أن فضائحه ملأت حتى "القصص الكرتونية" الموجهة لناشئة العالم ، ناهيك عن ملايين المطلعين أولا بأول لحظة بلحظة على ما يجري تحت إمرته شخصيا وموافقته على تذبيح الشعب السوري الأعزل إلا من صموده . وهيهات هيهات أن تنطلي الحيلة على من قدم الشهداء وظل صامدا رغم قنابل المجرمين وطائرات المخذولين و"شبيحة" المنعدمى الضمير المسلطة عليه صباح مساء ليلا ونهارا .
الشعب قال كلمته وانتهى الموضوع ، بدستور بشار أو بدونه لن يتغير الأمر . الشعب قادر بعد رحيل " الطاغية" أن يكوّن جمعية تأسيسية تتضمن جميع الأطياف السياسية والحقوقية وحكماء الأمة والتقنيين المالكين آليات صياغة الدستور على قياسات يتفق عليها الشعب وتمكنه من العيش في أمان تظلله راية الحرية وتسوده العدالة والمساواة وتقيه المؤسسة الدستورية الحقيقية من قيام أي نظام فاسد كالجاثم حاليا على أنفاس العباد الذين ولدتهم أمهاتهم أحرارا . ... دستور ... بعد التمائم يأتي به بشار كآخر البخور ، اعتقادا أن السحر والشعوذة السياسية تسعفه في إسكات صوت الشعب الهادر .
... طبعا سيسخر كل الإمكانات المتاحة وغيرها وسيضيف بضع ملايين لسكان سوريا مادام لا يعبا بإحصاء رسمي ولا هم يحزنون ، سيطلب من روسيا حليفته الأولى مراقبة "نزاهة" الاستفتاء وبعض الوافدين من لبنان للأسف الشديد ، وسيعلن أن إصلاحاته تُوّجت بإقرار دستور سيجلب الاستقرار والعيش الرغيد والعودة لتقبيل يد سليل تلك السلالة ، وما شابه ذلك من أحلام لا تدور إلا في عقلية بشار الأسد السقيمة البعيدة ،أو تتجاهل البعد عن غرور، عما يجري على أرض الواقع .
وهكذا يتضح أن الصمود مذاق لم ولن يتذوقه بشار، ذاك الذي اتجه إليه الشعب السوري العظيم كاختيار، أما دستوره المزيف فليبلل مقتضياته اللاعادلة بدماء آلاف الشهداء ويقتات به ما تبقى له من وقت "العنترية "إذ الختم أقرب إليه من حبل الوريد معلوم ، بمشيئة الحي القيوم .
مصطفى منيغ
مدير النشر ورئيس تحرير جريدة الأمل المغربية.
عضو المكتب التنفيذي لحزب الأمل.
www.mounirh1.blogspot.com
mmounirh@laposte.net