الأحد، ١١ آذار ٢٠١٢

أفي لبنان استوطن الشيطان ؟؟؟



kolonagazza

(أه ثم آه .. ياحسن نصر الله – 2 من 5)
بقلم : مصطفى منيغ

… أجربتَ البكاء صامتا بعد أداء صلاة الفجر كما يجب ، وكما يستحق التقرب إلى الباري الحي القيوم بقلب مفتوح وضمير مستريح، لا يعبأ إن كان مثواه القبر المهجور أو جنب أشرف ضريح ، ما دامت الدنيا ممر لضعاف الإرادة مُعَبَّد لكل ديك جريح ، ضن لمرحلة أن صراخه المفتون بنغم المغرور الفارح ، ناسيا أن انتفاخ ريشه محاكيا الطاووس عن غيرة أو عناد عمل قبيح .
…أعشتَ تلك اللحظة الرهيبة التي سردتَ على ذاتك منبع ألم لا يفارقك وتكابد إخفاؤه عليها ، وأخيرا تفشل، فالدموع المتساقطة على وجنتيك تعيدك إلى الرجل المكسور الخاطر الذي لم يجد عند الفرس أو الروم ما يبقيه على هدى متحملا مسؤولية قيادة أمة جمعها بكلامه الملامس الصدق أحيانا.. العاجز عن المضي شارحا عملا بأن شرح الواضحات من المفضحات .
… بالتأكيد أنت فاهم لما أخاطبك على هذا المنوال .. من أجل فهمك هذا.. قرأت ما وقع بين يداي من كتب الشيعة ، قرأت لأشق مسلكا لعقلك ليكون الحوار لي فيه بقدر معرفتي بمذهبي ومذهبك ، دون تعصب رخيص ولا مغالاة في الطرح والتلقي ، وكما للحوار على مستوى عالي شروط رفيعة ، للإقناع كالاقتناع أحكام وحكمة. قرأت ما اقدر عليه كذاك الأجنبي الذي يتعلم لغة أهل سيزورهم ليرجعهم عن طريق لم تعد مزدحمة بالراغبين في قطعها لأنها بلا نهاية .. غير خيال رسخوه في عقولهم لغاية بحثهم عن الربح الدنيوي يجنونه بوضع أنفسهم موضع مرشدين سياحيين لا يتقدمون خطوة إلا بإلقاء محاضرة كل ما فيها يؤكد التعامل مع النقيض لكل ايجابي إتباعه بالعقل مفروض .
… تعلمُ أنني حر في إبداء رأيي أكثر منك بمراحل ، أقول لمن أحسن " نِعْمَ"، ولمن أساء "بِئْسَ" مهما كان مستواه القيادي في دولة الفرس كأي دولة أخرى ومنها التي شاء القدر انتمائي لها ، أنت مقيد بإتباع حتى المخطئ من الإيرانيين حفاضا على انضباط الجندي حيال من هم أعلى درجة منه ، هذا لا يعني أن الإيرانيين كلهم على نفس ملة الانضباط تيك ، فيهم الأحرار، شخصيا اعرف العديد منهم ممن قالوها صراحة لمن تزيد أنت للقبه " قدس الله سره" دون ان تكون نفسك ملما ولو بجزء من هذا السر مثل من قالوا لا للهيمنة بكل الوسائل ، فأي سر مقدس يتعامى عن جرم يدفعك صاحبك الإيراني لتغض البصر عنه ، مما تذرف الدمع في خلوتك لأنك تراه ببصيرتك يُقِتَرفُ في حق شباب وصبايا سوريين عزل من السلاح قالوا لخادم النار وبئس القرار " بشار" المالك في تعذيب وتنكيل البشر كل الأسرار : ارحل بنظامك المهترئ ليغدقك صاحب السر المقدس بدعواته السخية التي اقل ما يقال عنها أنها أوصلتك أيها المفكر في الفرار المدعو "بشار" إلى هذا الدرك الأسفل من المذلة فالاندحار.
… مصيبتك أنك محاصر حيث أنت ، محسوبة عليك حتى أنفاسك ، طعامك وشرابك مهيآن بشكل يدعو للشفقة عليك بالأحرى أن تخرج ولو بحياد يحافظ على مكانتك بين الناس سنة وشيعة ، وما الفائدة في زعامة عرت أحداث سوريا أنها قائمة على القبول بما يرضي أباليس استرخصوا الدم السوري النقي الشريف لأسباب واهية لا ترضي بها أقل الحيوانات شراسة ووحشية . بالأحرى من ينتمي لجنس الإنس .
… ما يقوم به الجلاد من ذبح وسلب وفتك للأعراض واقتحام مشين للحرمات وسلب ونهب تحمل أنت منه قسطا ستُحاسب عليه يوم لا تنفعك "سماحتك" ولا سر صاحبك "المقدس" ولا طلعتك البهية ولا هم يحزنون . إلا ما قدمتم وتقدمون . لذا ومع صلاة كل فجر جرب أن تقابل خالقك بما يرضيه ، وأنت تعلم أنه سبحانه خيرك والكل معك بين هذه وتلك بين الحقيقة المؤدية لطاعة الله أو الباطل المقرب التمسك به إلى الشيطان الذي لا يرغب أحدا أن يستوطن معك لبنان ، الحساب تابع كل متحرك منحه الله العقل أو المنتظر ليوم النشور والدين .. ليتيقن بالحواس جميعها بما فيها العين ..وقد استرجعها بقدرة الذي يقول للشيء كن فيكون رب العالمين .. ضنا أنه توفى من سنتين أو شهرين أو يومين أو لحظتين ، ليتيقن أن الميزان بكفتين .. لا يزيغ تقل الواحدة عن الأخرى إلا بجرد ما قدم المرء في دنياه مدخرا الحسن أو عكسه للآخرة .
… لا تتعجل مني الكلام ، حقا ما سأعلنه قد يساعدك على امتلاك رؤى لتحيا في سلام ، وتحافظ على رفرفة الصُفر من الأعلام ، لكن في استقلال تام ، يصون كرامة لبنان الذي أنت فيه كغيرك إنسان مُحاسب على صنيعه شرا أو خيرا كان .
… أولا .. عليك …
يتبع في الجزء الثالث
مصطفى منيغ
مدير النشر ورئيس تحرير جريدة الأمل المغربية
عضو المكتب التنفيذي لحزب الأمل
www.mounirh1.blogspot.com
mmounirh@laposte.net