الجمعة، ١٣ أيار ٢٠١١



kolonagazza

أمامة عند التوقيع على اتفاق المصالحة عمّت السعادة والفرحة أرجاء فلسطين بل كلّ بقعة أرض تحمل فوق ظهرها من أحبّ فلسطين وتمنى لها الخير بوحدة أبنائها على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم، لحظة انتظرها الجميع حتى تطوى سنوات أربع عجاف من الفرقة والانقسام ، وكان المعتقلون السياسيون وذووهم أفرح الناس وأسعدهم لعل الشمل يجتمع وتكسر قيود الاعتقال السياسي الذي ذاق مره الآلاف من أبناء الضفة الغربية على مدار هذه السنوات الأربع .
فرح المعتقلون السياسيون بالاتفاق وأخذوا يعدون أنفسهم وحاجياتهم لتنسم عبير الحرية الذي حلموا به دائما ، وكان أحد هؤلاء المعتقلين هو الأستاذ عدنان السمحان 45 عاما من مدينة نابلس جبل النار التي اكتوى المئات من شبابها ورجالها ونسائها بنار الانقسام بين اعتقال واستدعاء وفصل وظيفي أو حتى استشهاد في بعض الأحيان .

5والد أسيرين قساميين
"أبو طارق" عدنان السمحان هو والد الأسيرين القساميين طارق السمحان المحكوم بالسجن 13 عاما قضى منها سبع أعوام والأسير القسامي أحمد السمحان الذي يقضي حكما بالسجن لخمسة أعوام بقي منها عام ونصف ، ولا يزالان يقبعان سويا في سجن النقب الصحراوي هنالك في قلب الصحراء القاحلة جنوب فلسطين المحتلة وكلهما أمل بأن يفك قيدهما ليجتمعا بوالدهما خارج السجون الذي لم يتوقعا في يوم من الأيام أن يكون معتقلا لدى أبناء جلدتهم الذين كانوا معهم سويا في خندق المقاومة وخلف القضبان .
حكم بالسجن لعامين
لم تكن تتخيل أم طارق أن يحكم زوجها لعامين ليس إلا أنه والد أسيرين حاول أن يعد لهما مستقبلا زاهرا ومنزلا آمنا يؤويهما بعد أن يطلق سراحهما من سجون الاحتلال الصهيوني ، فأخذ يجمع ما يحق للأسرى من مدخرات ومخصصات ويحافظ عليها حتى يجدها أبناؤه بعد الإفراج عنهما .
ولكن أم طارق تفاجأت باعتقال زوجها ووالد أبنائها الأسرى من قبل جهاز المخابرات في نابلس وصودرت الأموال التي جمعها لأبنائه ، ويحكم عليه عامان في محكمة عسكرية قضاتها فلسطينيون ، ليكون وقع النطق بهما أثقل مئات المرات من إصدار الحكم بالسنوات الطوال على نجليها المعتقلين لدى الاحتلال طارق وأحمد ، فأبو طارق يجب أن يكرم لا أن يعتقل ويحاكم .
لحظة الحرية بعد المصالحة
بعد عام ونصف من الاعتقال في سجن الجنيد فإن أم طارق زوجة المختطف عدنان السمحان وأبناؤها الأربعة في نابلس بنينا وبنات ونجليها هناك في سجن النقب ، يحلمون جميعا بلحظة الحرية للزوج والوالد ، فلقد وقعت المصالحة وأعلن عن إغلاق باب الانقسام للأبد منذ أيام فلماذا لم يطلق سراح المعتقلين السياسيين حتى الآن.
فالمصالحة يجب أن تكون واقعا عمليا على الأرض حتى تعود الوحدة الصادقة الى الشعب الذي آن له أن يتفرغ لعدوه الذي احتل أرضه وسلب حقوقه وهود مقدساته فالمعركة الحقيقية مع المحتل والمحتل فقط .

ليست هناك تعليقات: