الأربعاء، ١٨ آب ٢٠١٠

كُروت.. جمال مبارك

kolonagazza
محمد طعيمة
ماذا معك.. لتلعب به؟
سؤال بديهي في أية ساحة سياسية، لها بنيتها المستقرة.. أو في حالة مخاض غامضة مثل مصر، في رحمها "بتلات" وهمية أو حقيقية، تنتظر "تلقيحاً" يمنحها فرصة للحياة.
من يملك حبيبات التلقيح، لا تحدده أمنيات المحبين أو الكارهين سياسياً، هناك حقائق في بنية الدولة، تقول أن "الوِلاد الأربعة والكومي" في أيدي الكتلة الصلبة، بتنوعاتها. لم ينزل ضعف الدولة إلى مستوى التلقيح الريحي/ الفوضوي.
لا أحد يزعم مواقف حاسمة لـ"مالكي الكروت"، عدا مؤشرين. الأول أوردته الباحثة الأمريكية ماري آن ويفر في مقالها (الابن والشيخ والجنرال)(1)، الذي نُشر أكتوبر 2003 بمجلة أتلانتك موتثلي الأمريكية. نسبت ماري لمن وصفته بـ"لواء متقاعد": لا زلنا كما أبو الهول، مع ذلك عندما تذهبين إلى أي ناد للضباط ستسمعين النقاشات. مصر ليست بلداً يُتوارث فيه الحكم، تقاليدنا أنه لرجل عسكري. كان لعبدالناصر ابن وللسادات ابن، ولم يفكر أحد في المسالة أساساً.
سبع سنوات مضت على ما نقلته ماري، "ربما" جرت في النهر مياه مختلفة، لكن المؤشر الثاني "يتواتر" على لسان أبرز الباحثين السياسيين تماساً مع الدولة العميقة. في عام 2004 يؤكد (ضياء رشوان) للـ"بي بي سي": الجيش اختار مرشحه للرئاسة. وفي ديسمبر 2006 وبعنوان: أعرف الرئيس القادم، "شرح" لـ(العربي) سيناريو متكاملا، وفق خطوات مرسومة.. 1 ـ 2 ـ 3، تنتقل به السلطة. وفي 2008 تقدم أكثر، طارحاً ما وصفه بـ"مُقايضة تاريخية" بين القلب الصلب وبين قوى المعارضة والحراك. استمر الجدل "العلني" حولها لعدة أشهر موزعاً بين صفحات (المصري) و(البديل)، دون أن تعترض أي جهة، رغم سهولة حظر النشر.. مجرد فاكس من سطر واحد. وتطور النقاش إلى ندوة مفتوحة بمقر حزب اليسار الاجتماعي تحت التأسيس، ورغم اتساع الخلاف بين المشاركين، إلا أنهم أجمعوا على أن كل الأوراق الفاعلة في أيدي الكتلة، وإن اللعب سيكون معها.
وُرط (جمال) منذ البداية في لعبة ليست له، سواء بكارت حزب المستقبل الموءود، الذي صاغه أسامة الباز، أو بكارت تحرير النظام السياسي من العسكرتاريا.. كأول حاكم "مدني" يعتليه منذ 1952، وفق "ترويجة" صاغها أسامة الغزالي حرب. ترويجة مثيرة للدهشة، فـ(حرب) يعي جيداً أن الحزب الحاكم ولجنة سياساته، التي كان منظرها، ليسا بكفاءة حزب العدالة والتنمية التركي ليُحجم المجال السياسي للدولة العميقة. ومع فروق الموقع السياسي للمؤسستين في البلدين.. وتطوره، يبدو كارت المدني بمثابة سذاجة/ توريطة سياسية، فأنت لا تدخل على "الترابيزة" وتطلب ممن بيدهم الكروت، "كده"، أن ينسحبوا.. تحت شعار "تحريرها" منهم، كأنك "ملكة نحل".. يُضحي من أجلها الآخرون. نظرياً، تلزمهم عقيدتهم بفعل ذلك لدولتهم ولقائدهم الأعلى.. فقط.
قد تتراجع الدهشة إذا كان لديك مشروع دولة، تطرحه على من تربوا وتمحورت عقيدتهم حول فكرتها المؤسسية، مستنداً إلى أنك "تربية البيت الرئاسي".. وليس فقط "ابن والده" كما تعبير ماري آن ويفر. حينها يقفز نموذج إبراهيم باشا للمقارنة، فرغم الفروق التاريخية، إلا أن "الغريب عن البلد".. كما أبيه، رجلا الدولة، التقطا مفاتيحها وقفزا بها من مخاطر التفكك إلى إمبراطورية حديثة، ليظل (إبراهيم أبو أصبع)، لا محمد علي، "الجد" الرسمي لمن بيدهم الكروت الآن.
لا وجه للمقارنة بين جمال وبين "جدهم". فهم يعلمون، أكثر من الجميع، حجم التردي الذي تعانيه "دولتهم" منذ، وبسبب، شراكة "جيمي" في الحكم، حتى وصلت المهزلة إلى أن "قائدهم الأعلى".. القادم، يقترحه ويروج له "الكردي.. وهُدهُد"(2)، وتدور حوله معارك من نوعية "بعيد عن شنبك"، افتعالاً لشعبية/ كارت.. يعلم اللاعبون المؤثرون فجاجة زيفه.
هرتلة، أقل ما يوصف به ما يحدث. أو "شوية عيال أمريكان"، كما نسّب الزميل عبدالله السناوي لشخصية محورية "على الترابيزة".. واصفة الشلة المحيطة بجمال. التوصيف جاء في ذروة أزمة الحديد التي افتعلها أحمد عز حليف جمال.. ليحصد مليارات إضافية من الجنيهات، مع تحذير من تداعيات "ما يفعلونه" اقتصادياً بالبلد، تبعه موقف مماثل من شخصية محورية موازية.. وعرضان بالاستقالة في هدوء.
على مستوى حرفية اللعب، وفي مواجهة أقدم مؤسسة "دولتية" عرفتها البشرية، نجد سذاجة.. "يُقشها" أول كارت يطلع. منها ما حدث مع تعديلات قانون ممارسة الحقوق السياسية، فالقانون لم يكن ينص صراحة على حظر ترشح مزدوجي الجنسية، بل فرضته قواعد قضائية متواترة. كان أقصى حلم شلة السياسات استمرار النص كما هو، أملاً في تغيير، رأته أسهل، للسوابق القضائية. بدا أن حلمها سيتحقق.. حتى ليلة التصويت بمجلس الشعب. في الصباح كان النص صراحة على حظر ترشحهم، وقيل حينها أن الكتلة تحفظت على "احتمال" أن يكون قائدها الأعلى مزدوج الجنسية... والولاء. مع (الصكوك الشعبية) قدموا إغراء بنقل ملكية شركات قطاع أعمال استراتيجية إلى مؤسسات مرتبطة بتنوعات الكتلة. نُقلت الملكية، واتسع وجود العسكرتاريا بدلاً من أن يقلصها "المدني"، ولأربع سنوات جُمد مشروعه الذي اعتقد أنه سيجلب شعبية له، حتى أعلن محمود محيي الدين وفاته رسمياً في يونيه الماضي.
المثير في مشروع التوريث ليس طرحه.. بقدر ما هو: بأمارة إيه؟

قصيدة غزه والعنقاء

kolonagazza

رأيت طفلا ذات يوم في الخلاء
وقد كان يبكي ويعصره البكاء
سألت الطفل مهلا
هون عليك من البكاء؟؟؟
أجاب وفي عينيه أسئلة
وعلي كتفيه أثار الدماء
صاروخ سقط علي بيتي
أحال البيت فِناء
أمي عند المعبر عالقة ُ
منعو عنها الكسرة و الماء
قلت والأشواك في حلقي
الطفل شيخ والشيوخ جراء
وكأن يعسوبا يطير في صدري
ويضيق من حولنا أفق الفضاء
غزة التي كانت بالأمس مصري
سجينة في غار حراء
يا سليلة الوحي أنت
شهيدة في عُدة الأنبياء
هتفتم تمردا علي الموت
يوما سيسقط العملاء
يا ولدي أنت تبكي
أمة تبخرت في الهواء
موتك في الشِعب عارُ ُ
علي كل كتيبة ولواء
يا ولدي سوف تبكي
و معكم سنبكي دموعا ودماء
سندعو في كل صلاة
ولن نملَ من الدعاء
سنقدم للدنيا حُججا
وعرائض شجب وإستجداء
سنفر أمام الأمن فرادي
أو زمرا بعد الخطب العصماء
سننظر في المراة جميعا
ونشاهد قطعان الجبناء
أصبحنا في حكم المفعول ضجيجا
وخنوعا وخضوعا وهُراء
يا أودية الجوعي صبرا
معذرة يا سرب الشهداء
لا تنتظرو منا عونا
غير صلاة ودعاء
بعد معابركم لم يبقي
غير الخطباء أو العملاء
أحرار العالم أكلتهم
إسرائيل ومعها العنقاء
كاهنة السحر الأسود
سحرتنا الأكذوبة جبناء
الأفعي تتمدد في البحر
وفي الأنفاق وفي الأجواء
الأمم المتحدة مُذ خُلقت
عجوز صماء عمياء
(الفيتو) يعصب عينيها
وفي أذنيها
صب نفاقا ورياء
من قال بأن الأمم المتحده
حلفاء في العصبة أو شركاء؟؟
في الأمم المتحدة أسياد الدنيا
يسوقون عبيداً أجراء
العرب كما تعرفهم ماتو
هل يوجد في عُرف الموتي خجلُ ُ؟؟
هل يعرف الموتي في القبر حياء؟؟
شعوب تستبدل حكمتها عبثا
بالرقص علي أنغام الغرباء
مات الموتي وانحسرت
واحات العرب عن الصحراء
لا تبكي , قد كانو عددا
كانو عربا بالأسماء
في جامعة الدول العربيه
أعراب يقتاتون البغضاء
ديوك في شكل ملوك
وملوك كانو يوما رؤساء
لحم عربي في حفل شواء
وتقارير ومزامير
وأصنام لُصقت بغراء
لا تبكي إن الوعد تجدد
بالنصر علي أيديكم أنتم
عرب الأرض وكل الشرفاء
ستسكن في قلب المسلم غزه
ستمنح قتلاها قدرا وقضاء
ستصنع من كف جنين قبضتها
وتلوذ بخصب ونماء
وترفع قبضتها في وجه الأعداء
في كل نزال , في كل سماء
في كل صباح , في كل مساء
وتدوم علينا نعمتها أبدأ
وتزور الأسري والسجناء
ونراها قمرا يرشدنا
وتظهر في حلل العذراء
موعدنا معها يوم الثوره
تحرق ما بقي من الأعداء
وتفك قيود شعوب الأسري
ما بين مراكش والإحساء
أحمد خفاجي

رمـضــان ُ هــَل َّ .. بـِنـُورهِ الـبـَرَّاق

kolonagazza

رمــضــانُ .. هــَل َّ.. بـِنـورهِ الــبـرَّاق ِ..
بـِولائــم ٍ.. تهــفـو إلـىَ , مـُشــتـاق ِ..
جــنَّـاتُ.. خـيْر ٍ .. رحـَّبتْ , وبأذرُع ٍ
بالحـضــنِ , والـترحــابِ, والأشــواق ِ..
-------------------
نبع ٌ.. مِن الأضــواءِ .. فاضَ نصـاعَـةً
قـبس ٌ .. لِمـشـكاة ٍ.. سـَمـا بِعـناق ِ..
يدعو , هـلمـُّوا.. للرحـابِ, ولـلـهُدىَ
نـادىَ .. بُغـاة َ العـِـتق ِ.. للإعـتـاق ِ..
====================

نــور ٌ ,, أطــل َّ.. بروعـةِ الإشــراق ِ ..
خـــيـرُ,, و حـَـل َّ.. بأكـرم الإغــداق ِ..
شـر ُّ,, و ولــَّى .. وصُـفِّـد َالشـيطـانُ
طـُّهـرُ,, و صــلــَّى ,, وصــام َلـلـخــلَّاق ِ..
-------------------
وجــْـه ٌ.. أهــَـل َّ.. بـِثـغـْـرهِ الـوضَّــاء ِ
وبـِبســْمــة ٍ.. في ظـُـلـمــة ِ.. الآفـاقِ..
عـِقد ٌمن الفـُل ِّ.. المـُضـيءُ نقـاؤه ُ
كـوســام .. ألـمــاس ٍ,, بدا بِـرواق ِ..
====================

رمـضـانُ .. هــَل َّ .. بشـهرهِ السـبَّاق ِ..
نور ٌ , و يَسـري , مـُسـرعـاً, لـلـِحـاق ِ..
شهر ٌ , ومـِثـل ُ,, دقـائق ٍ معدودة ٍ
يجـري .. ويُجـزي , بالثواب ِ مـُـلاقي..
-------------------
رمضـان ُ.. يمحـو للذنوب ِ.. لِـمـؤمـن ٍٍ
إنْ صــامَ , مـُحـتسِـباً .. بِكلِّ نِطـاق ِ..
هو رايةُ الإسـلام ِ.. تَخـفقُ بالهـُدىَ
هو مـِنبرُ الـتـقـوىَ .. بِكـلِّ ســياق ِ..
====================

يُحــي .. تراويحَ الـقيام ِ.. تهَـجُّـداً
بالاعـتـكـاف ِ.. بِمــِئــزر ِ, الإطـراق ِ..
يُثري الـنفوسَ..براءة ً, وتضـرُّعـاً
بشـمـوخ شــرع .ٍ. ســامـِق ٍ بِخَــلاق ِ..
وثوابُ عـُمـرتِـه ِ.. يُعادلُ , حــجـَّـة ً
بمعــيَّـةِ الـداعــي ْ,, و نِعـمَ رِفـاق ِ..
-------------------
فـَجــر ٌ .. مـِن الصـلوات ِ,,والدعـوات ِ
بـــدرٌ .. مـِن الأضـــواء ِ.. في الأرواق ِ ..
بحـــرٌ.. مـِن الرحـمـات ِ,, والنفحـاتِ
نهــر ٌ.. لـخــيـر ٍ,, رائــق ٍ , رَقــراق ِ ..
شهر ٌ.. سمَـا , و بِليْلة ٍ, هي خيرُ مِنْ
عـُمــْر ٍ.. بِدنيـا العـيشِ,,والإرهــاق ِ..
====================

تاجُ الشهور ِ.. بِقـدْره ِ,, وبِفضـله ِ
بهِ أُنـزِل َ.. القــرآنُ .. كـالـتـريـاق ِ..
فيهِ يصومُ ..المؤمنون َ..عن الأذى َ
وعن الـشراب ِ,, و عن طعـام ِمـَذاق ِ..
-------------------
يا خير َشهر ٍ.. في الشهور.. تحـيـَّة ً
مـِن نور ِقـلـْـب ٍ.. مــُسـلـِم ٍ,عـِمــلاق ِ..
لا يخـشـى , إلا الـَّلـه َ.. دامَ جـِهـادُهُ
للـظــُلـْمِ , والـطـغــيـان ِ.. بالأبـواق ِ..
====================

رمـضـانُ, عــِيْـد ٌ.. لِلمـَودَّة ِ, والتُّقىَ
ومــُهــذِّب ٌ.. لـِلـنـفـْس ِ,, والأحــداق ِ..
مرسـاةُ عـام ٍ.. شـاطئ ٌ , نسعىَ له ُ
بزكـاةِ عـيدِ الفِـطـر ٍ.. ِ, والإنفـاق ِ..
-------------------
رمـضــان , هـَـل َّ هـِــلالـُـهُ .. كَـدُعــاء ٍ
لـِـلَّــه ِ .. عـز َّ , وجـَـل َّ.. فهْوَ الـباقي ..
صــومـوا , وصـلـُّوا ,, لـِلآلـَـهِِِِ الـرازق ِ
زكـُّوا , وحـجـُّوا , رغـمَ , أيِّ مـَشـاق ِ ..
====================

وادعوا الـسميعَ هو المجيبُ لِمَنْ دَعىَ
لـلـفـوز ِ, بالـجــنَّــات ِ.. عـبْر سِـباق ِ..
اَلــَّلــهُ .. جــَـل َّجــلالـُـه ُ, وتـقـدَّسـت ْ
أســمــاؤُهُ ,, وصــــفــاتـُه ُ.. بـِفـَوَاق ِ..
-------------------
سبحانَ , مَنْ رفعَ السماءَ.. بِلا عمـَدْ
غــُفـرانَكَ الـَّـلـهـمَّ .. أنت الـواقـي ..
رضــوانك َ, الــَّلـهـم َّ.. يا رحــمــان ُ
يا جـاعلَ السمـواتِ .. سَبع َطـِباق ِ ,,,
=====================

شـعـر ..
ضياء الجبالي

نحن والمنطقة


kolonagazza
ظاري جاسم الشمالي
لا تشير الأخبار التي تتحدث عن طرق تمويل الخطة التنموية إلى دقة في التخطيط للتمويل، فالأصل ألا يوضع مشروع إلا وقد تم ضمان تمويله سواء بضمانات حكومية أو بقروض مدروسة، وقد أبدت بعض المصارف استعدادها للتمويل بضمان 50% من الحكومة لكن البحث الآن بهذا الموضوع بالذات يعتبر متأخرا بالنسبة لما يجب أن تكون عليه حال التمويل عندنا.وبانتظار ما ستسفر عنه مفاوضات التمويل، تئن البنية التحتية من إهمال فاضح وواضح، وتتحول بعض الشوارع إلى برك آسنة، كأننا في شوارع دول لا تحظى بالحد الأدنى من القدرة على الصيانة الدورية.والبشر وضعهم أصعب من وضع الحجر فالثقوب في الذاكرة الثقافية تشبه تلك الموجودة في الشوارع، والصراع على الماضي تغلب على التخطيط للمستقبل، وكأن العجز عن صنع مستقبل يستر نفسه بالدوران حول نفس القضايا من الماضي كحلبة يسهل الدوران فيها من دون أي خطوة إلى الأمام.تخرج من الكويت فترى أن تنظيما مقاوما كحزب الله أصبح قادرا على اختراق تكنولوجيا المعلومات في الكيان الصهيوني، وأصبح رقما صعبا في المعادلة الإقليمية يمكنه أن يواجه حربا كحرب 2006 وهجمة كهجمة المحكمة الدولية التي تكاسلت أو تغافلت عن شهود الزور ففضحت بذلك توجهها المسبق لاتهام أي جهة غير إسرائيل. خاصة عندما اتجهت التحقيقات نحو الاتهام السياسي المسبق وكأن البوصلة السياسية هي التي تحدد إلى أين يتجه التحقيق القضائي فبالأمس كانت سوريا المتهم الوحيد واليوم عناصر غير منضبطة من حزب الله وكأن الاتهام في قضاء دولي يحترم نفسه أصبح استجابة للطلب السياسي، يسلم إلى المعنيين بحسب شروط الصراع.حتى الحرب أخذت أشكالا متطورة في المنطقة، ولعل هذه الأشكال هي الحروب البديلة، بعد أن ثبت عجز الكيان الصهيوني عن شن حرب مضمونة النتائج هذه المرة مستفيدا من دروس الحرب الأخيرة في تموز 2006.أما إيران فقد حظيت بدعم روسي كبير في هذا الشهر، وهو دعم أقل ما يقال فيه أنه خروج عن مخطط الحصار الأوروبي الأميركي المتشدد، وأصبح الكلام عن المفاوضات أعلى من الكلام عن الحرب، وفرص التسوية السلمية للملف النووي الإيراني تتغلب اليوم على صوت السلاح، يعني ببساطة المنطقة على مشارف تسويات مهمة قد تثمر حكومة في الساحة العراقية، وإذا رست الأمور على التسوية فإن عجلات السباق التنموي ستتسارع وإنشاء الله نكون قد انتهينا من مفاوضات التمويل!!!.

تقرير: "سلطة فتح" تحارب الإسلام بـ 13 إجراءً

kolonagazza
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام
كشف تقرير صادر عن "شبكة مساجدنا الدعوية" عن ثلاثة عشر إجراءً قامت بها "سلطة فتح" في رام الله، في حربها المُعلنة على الإسلامي والمساجد الخطباء في الضفة الغربية المحتلة، مشيرة إلى أن ما تقريرها هو أمثلة فقط على تلك المؤامرة التي تقود "السلطة".وقال التقرير، الذي وصل "المركز الفلسطيني للإعلام" نسخة منه: "يوماً بعد يوم ينكشف حجم المؤامرة والمخططات الخبيثة التي تمارسها سلطة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، فمن تفاوض وتنسيق أمني مُذلٍ ومهين مع الاحتلال الصهيوني إلى قطع أرزاق العباد وإقصاء الموظفين عن عملهم، وأخيراً .. تطل علينا هذه السلطة من جديدة وعبر "وزارة" أوقافها لتكشف عن مفهوم جديد لرسالة المساجد ودورها وتتحدث عن قرارات شرعية تهدف من خلالها لإقصاء العلماء والخطباء والأئمة عن دورهم في المساجد".ونشرت الشبكة أهم الأمثلة "التي توضح حجم الهجمة التي تشنها سلطة رام الله على الدين الإسلامي ورسالة المساجد:
أولاً: رفض "وزارة" الأوقاف في رام الله تعيين أئمة وخطباء ومؤذنين وخدّاماً لعشرات بل مئات المساجد في الضفة، في الوقت الذي يعين فيه عشرات الآلاف في الأجهزة الأمنية المختلفة، حيث هناك أكثر من 1000 مسجد لا يوجد فيها أئمة أو خطباء أو مؤذنين منها 220 مسجداً في مدينة نابلس وحدها.
ثانياً: إجبار "أوقاف" رام الله خطباء المساجد على إلقاء خطبة موحدة تعدها وتوزعها عليهم، وتعاقب من يرفض ذلك من الخطباء، لهدف تحقيق مآرب سياسية.
ثالثاً: منع مئات العلماء من ذوي الكفاءة والتأثير من الخطابة في المساجد واستبدالهم، بأشخاص ليسوا من أهل العلم أو الاختصاص أو الكفاءة منهم خطيب المسجد الأقصى الشيخ حامد البيتاوي.
رابعاً: منع العلماء والدعاة والغيورين على دينهم ووطنهم وشعبهم، من إلقاء الدروس والمواعظ الدينية، ومحاسبة كل إمام مسجد تلقى موعظة في مسجده.
خامساً: إغلاق مئات مراكز ودورات تحفيظ وتجويد القرآن الكريم، والتي خرجت آلاف الحفظة لكتاب الله عز وجل من الذكور والإناث.
سادساً: اعتقال عشرات أئمة وخطباء المساجد خاصة من يشهد لهم بالعلم والتقوى والكفاءة، وتعذيبهم وإهانتهم في زنازين سجون أجهزة أمن السلطة، وحرمان المصلين من الاستفادة من علمهم، وفصل العديد منهم من وظائفهم أمثال الشيخ محمد نور ملحس والشيخ مصطفى القومي، والشيخ أنور مراعبة.
سابعاً: وضع عقبات وعراقيل أمام بناء المساجد، وذلك بتأخير موافقة "الأوقاف" على تشكيل لجان بناء المساجد باشتراط موافقة أجهزة أمن السلطة على أعضاء هذه اللجان، والتي تمتد لفترات طويلة في كثير من الأحيان.
ثامناً: منع الأنشطة المسجدية التي اعتاد شعبنا عليها، كالإفطارات الجماعية في شهر رمضان المبارك، وكذلك إحياء المناسبات الدينية.
تاسعاً: منح التراخيص لإقامة الخمارات والبارات والملاهي الليلية ودور الفساد، وإقامة حفلات المجون والخلاعة ومهرجانات العري والرقص، وإعادة افتتاح " كازينو أريحا" وانتشار زجاجات الخمر في الشوارع والطرقات.
عاشراً: الدعوة للانحلال من خلال دعوات سلام فياض للشباب إلى الابتعاد عن "التزمت والانغلاق والتخلف" في الجامعات والمدارس، والتحلي "بالانفتاح في العلاقة بين الجنسين".
حادي عشر: خفض صوت الآذان في المناطق المجاورة للمستوطنات بطلب من المستوطنين حتى لا يتم إزعاجهم.
ثاني عشر: الاستهزاء بالعلماء والتطاول عليهم كما حدث بحق الشيخ العلامة يوسف القرضاوي.
ثالث عشر: دعوة العلماء والدعاة إلى زيارة مدينة القدس والمسجد الأقصى بغرض التطبيع مع الاحتلال.

الحرية : الاختيار بين الخنادق والزنازين

kolonagazza
مصطفي الغزاوي
رحلة المواطن العربي بين الخنادق والزنازين ، هي قصة كل مواطن وبلا استثناء.
فالخندق ليس بالضرورة في ساحة القتال ، بل خنادق الانسان العربي وصلت الي منزله ،وعمله ، وفي مواجهة كافة مسئولياته ، الخندق للانسان العربي صار سكونا عن الحياه يتجنب به العجز الذي أصاب القدره لديه. وانضمت ساحات الحياه الي ساحة القتال فما صار القتال شهامة وفرض عين ، ولا بقيت الحياة آمنه ، تتيح إعمار الارض كما فرض الله علي الانسان الحر.
وفتحت الزنازين ابوابها للانسان العربي ، فما إن يخرج المواطن من خندق لجأ اليه ليحتمي من محاولات القنص التي يتعرض لها ، إلا وتتلقاه أذرع قوانين الطوارئ لتسبغ عليه تهمة تعريض الأمن والسلم الوطنيين وأحيانا العالميين للخطر ، وتلقي به في زنزانة السجن.
عائد النصر لمن ؟؟؟ سؤال فرض نفسه في زمن الإعداد لحرب التحرير بعد 1967 ، وقت أن وضع الشعب كل شبابه وكل امكاناته تحت السلاح ووراءه بهدف استرداد الكرامه والارض ، وهو سؤال يعود ليفرض نفسه بعد قرابة الاربعين عاما من صمت المدافع علي جبهة قناة السويس ، وكأنه بكاء علي اللبن المسكوب. من اقتنص مصر بعد انتهاء عمليات 1973؟ ،سؤال يفرض نفسه ولكنه لا يملك زخم إلتفاف الشعب ووحدته في مواجهة اسرائيل. وبعد أن خرج المقاتلون من الخنادق في اعقاب 1973 وجدوا الزنازين علي مصراعيها في يناير 1977 ، وهم يطالبون بحقهم في الحياة الكريمه. وماكادت السنه تنقضي حتي ركب من فتح الزنازين للشعب طائرة للقدس ليخترق حاجز الازمة النفسيه مع اسرائيل.
صار الحديث عن الحرب متهما بأنه محاولة للتوريط ، وليس هناك من يقول لنا توريط من مع من؟ ، نحن نرفض الحديث عن الحرب وهي من حولنا ، يصل الي سماءنا دخان حرائقها ، وتصم أذاننا أصوات مدافعها ، ونيرانها تقضم الارض من حولنا ، تلتهمها ، وتتآكل الامكانات العربيه ، بل والمسلمات العربيه ، ما هو فكري وعقائدي وما هو مادي أرضا وماءا وثروة طاقة. وفي نفس الوقت تفرض اسرائيل مدي نفوذها طبقا لمدي طائراتها وصواريخها وقدرتها النيرانيه التي وصلت لامتلاك غواصات الدولفين وطائرات إف 35 ، وليس طبقا لمدي خطوات المشاه من جنودها كما قال بن جوريون ، ونحن ممنوعون من الحديث عن الحرب ، واعلن اصحاب القرار بعد 1973 أنها آخر الحروب ، ولم يسمعهم أحد. وأعلنوا وحدهم ، استراتيجية السلام ، تعبيرا يثير من الاستغراب أكثر مما يفرض من القناعه ، فهل هناك من يعلن استراتيجية نهايتها القتل والقتال ؟ وهل الحرب غير وسيلة وليست بغاية ؟ وهل الغاء إحتمال فتال العدو يفتح باب السلام ؟ وهل التفاوض رهن بالنوايا الحسنة أم أنه تعبير عن القوه في كل ميادين الحياه والقوة العسكريه واحدة منها ؟.
وعلي الجانب الآخر حسم ديفيد بن جوريون مبكرا أمر السلام والحل في قوله :"لا تتعبوا أنفسكم في البحث عن حل ... ليس هناك حل ... الأرض واحدة ، وطالب الأرض اثنان ، ولابد أن تكون لواحد منهما فقط ، ولابد أن يكون الشعب الإسرائيلي هو هذا الواحد الذي يحصل علي الأرض ويملكها ، والحل الوحيد بالنسبه له ــ إذا كان هناك حل ــ أن يسعي بكل الوسائل ــ بما فيها القوة والسياسه وحتي الخديعه ــ لكي يجعل الطرف الآخر يرضي بالتنازل عن مطلبه."
وهكذا وصلنا من جديد لزمن "اللا حرب واللا سلم" في أمر المواجهة مع المشروع الصهيوني الذي استحل القوة والسياسة والخديعه.
لم تعد المواجهة مع المشروع الصهيوني فوق ارض فلسطين او في محيطها ، ولكنها امتدت لتشمل كل افريقيا وأسيا وأمريكا اللاتينيه كما شملت روسيا ، وسلاح الاختراق الاسرائيلي هو الصناعات العسكريه ، والتكنولوجيا المتقدمه ، والطائرات بدون طيار وطائرات الاواكس ، كما شمل التدريب ، وخاصة للاجهزة الامنيه وحرس القصور الرئاسيه والقيادات العسكريه ، وتولت اسرائيل مهام العلاقات العامه تمهد لهم عالميا في التسويق والانتاج والمشروعات الضخمه وتمويلها وحشد الدعم من حولها كما الحال في أمر مشروعات منابع النيل ووصولا الي مجال كرة القدم. تخوض اسرائيل مواجهة وجود شامله حول العالم ، دخلت اليهم من حيث مصالحهم ، وانشغلنا نحن بالاقتتال الداخلي (العربي ــ العربي). والاهم فيما تملكه اسرائيل انها تملك القدره علي اتخاذ القرار ، وفق احتياجاتها الاستراتيجيه ، وهذه الرؤيه الاستراتيجيه تملكها ايضا ولا تدعيها وحيا وإلهاما من شخص هنا او هناك.
ويتردد حديث الحرب الآن ، ويحصرون الخيارات في ايران ولبنان ، ويغفلون السودان وكأن الحرب القادمه في السودان لم تنطلق رحاها بعد. وهكذا دائما يكتشف العرب متأخرين ان أزمنة صمت المدافع لا تعني بالضروره غياب الحرب ، ولكنها مراحل اعداد ميادين القتال ، وتنسيق الجهود ، ودرأ الآثار الجانبيه. فقبل السودان كانت العراق. ليكشف لنا بوب ودورد في كتابه "خطة الهجوم" عن مدي حميمية العلاقه بين بندر بن سلطان وبوش ، وكيف كان التلاقي الامريكي السعودي في مواجهة صدام حسين.
في 1994 كان الملك فهد قد اقترح علي الرئيس كلينتون عمليه امريكيه سعوديه مشتركه للإطاحه بصدام حسين ، وكان ولي العهد الامير عبد الله قد اقترح في ابريل 2002 علي بوش إنفاق ما يصل الي مليار دولار امريكي علي مثل هذه العمليات المشتركه مع السي آي إيه ، وفي لقاء تم بالمكتب البيضاوي في 15 نوفمبر 2002 يقول بندر لبوش"إنهم بدؤوا يشكون بمدي جدية أمريكا حول قضية تغيير النظام" ، ويرد بوش " قل للامير إنني أعده !". وفي لقاء ثان بتاريخ 11 يناير 2003 مع تشيني ورامسفيلد والجنرال ميرز يقول تشيني لبندر بعد أن عرضوا عليه خرائط العمليات وخطط الانتشار واحتياجاتهم من المملكه : " تأكد يا أمير بندر أن صدام سيصبح قطعة خبز محمصه لحظة ننطلق " ، ويحمل بندر طلبات التسهيلات لولي العهد الذي يطلب منه التحفظ علي ما عنده ويكلفه بدور الوسيط مع فرنسا ، ليعود بندر للقاء كوندليزا رايس في الاسبوع الاول من فبراير ويؤكد لها أنه والرئيس المصري ورفيق الحريري يؤكدون أن شيراك عازما علي السير في اتجاه الحرب.كما أبلغ الرئيس المصري بندر أن لدي المصريين عددا كبيرا من مصادر المعلومات الاستخباراتيه داخل العراق قائلا "إن استخباراتنا قد أكدت أن هناك مختبرات متحركه لصنع أسلحه بيولوجيه."!!
إستهدفوا صدام ومزقوا العراق ولم يترددوا ، وها هي اسرائيل تجني كل النتائج. وانتقل المواطن العراقي من خنادق الحرب والحصار لمدة 12 عاما الي زنازين أبوغريب.
واليوم يحدث أمر مشابه حول السودان ، فالظاهر أن حزبا سودانيا وحركة سودانيه قد وضعا ايديهما علي الوطن السودان ، ومصيره ، وصار "بافان أموم" أمين عام الحركه الشعبيه لتحرير السودان هو مصدر التأكيد بضمان حقوق الشماليين والمسلمين ؟! وعندما توقف الحركه طائرة هليكوبتر شماليه ، يخرج للرد علي الاتهامات الجنوبيه متحدث باسم المؤتمر الوطني السوداني ، وإنزوت الدوله ، ورئيسها مطلوب أمام محكمة جرائم الاباده ، كما جري مع صدام ، وتتلبس الحكمه عربا يخرجون علينا أنهم مع حق تقرير المصير بالانفصال للجنوب عن الشمال ، وكأنهم لا يدركون القادم من حركات انفصاليه ، او هم يدركونه ويسعون اليه.
الحرب القادمه يشتعل فتيلها في جنوب السودان ومازال فتيل القتال في دارفور مشتعلا ، وما الذي يمكن ان تكشفه الايام القادمه حول الادوار العربيه التي تدفع المليارات لقتل صدام وتغيير نظامه ، وهي تدير ظهرها الآن للسودان ؟ ما الذي يجري في الخفاء؟.
الحرب والسلام والتقسيم أحاديث يمكن أن تكون مؤجله عندما ينفجر الحديث عن التغيير الذي يملأ الفضاء المصري ، والذي دخلت عليه جريدة معاريف الاسرائيليه ــ كما ورد بجريدة الفجر المصريه 16/8 ــ أن هناك خطة حكوميه لتوصيل "أمير مصر" للسلطه ، وفي حديث للوريث المرشح مع صحيفة "بوليتيك انترناشيونال" يقرر أن السلام مثل الثروة التي يجب الحفاظ عليها ، ويعود ليحدد أن اهم الشخصيات التي أعجب بها في حياته " ونستون تشرشل ومارجريت تاتشر بسبب قدرتهما علي إحداث التغيير لمصلحة شعوبهم"!!.
وتنتقل مصر من دوامة الصراع من أجل ايقاف بيع الثروة القوميه من الارض وما فوقها وما بباطنها ،و صراع في مواجهة التوريث ، الي الحديث عن رغبة في التغيير ، حديث تأثر بما جري في الخنادق وما بعد صمت المدافع ، وأيا ما كانت نتيجة هذا التفاعل ، فبالقطع سوف يؤثر علي خيارات الحرب والسلام ونتائج التقسيم.
الانسان الحر يقبل بإرادته القتال عبر الخنادق دفاعا عن الحياة والارض ، وهو ذاته الانسان الذي لا تُرهب إرادته زنازين القهر من بعد التحرير ، وإن قدّر الزمن له أن يعود للقتال ، عاد ولكن وفق قوانين وقواعد جديده تضمن ألا يُسرق منه عائد النصر ثانية.

هل يُعتبر الظلم من مبطلات الصيام؟

kolonagazza
علاء الاسواني
منذ سنوات كنت أركب المترو يوميا من السيدة زينب، أمام المحطة كان هناك بائعون افترشوا الأرض ليعرضوا بضاعتهم المتنوعة. بينهم كان رجل هادئ ومهذب جاوز الستين يرتدى دائما جلبابا وجاكيت قديما ويفرش بضاعته أمامه على الأرض: أقفال ومفكات ومفارش من البلاستيك وأكواب وغير ذلك من الأشياء البسيطة. ذات صباح، فى رمضان، رأيت حملة من شرطة المرافق تنقضُّ على البائعين، معظم الباعة حملوا بضاعتهم وركضوا بأقصى سرعة فنجوا لكن البائع العجوز لم يتمكن من الهرب، صادر المخبرون بضاعته ولما راح يصيح ويستغيث انهال عليه الضابط بشتائم قبيحة مقذعة، ولما استمر فى الصياح ضربه المخبرون ضربا مبرحا وقبضوا عليه واصطحبوه معهم. العجيب أن المخبرين الذين ضربوه كانت وجوههم شاحبة من أثر الصيام. فكرت فى أن هؤلاء الذين ظلموا البائع العجوز لا يتطرق إليهم الشك أبدا فى أن صيامهم صحيح من الناحية الشرعية. وجدتنى أتساءل: كيف نصوم رمضان ونؤذى الناس..؟!. ألا يعتبر ظلم الناس من مبطلات الصيام..؟!.. عدت إلى كتب الفقه فوجدت مبطلات الصيام سبعة أشياء: أولا الأكل والشرب، ثانيا ما كان مثل الأكل والشرب، ثالثا الجماع، رابعا الاستمناء، خامسا القىء عمدا، سادسا نزول الدم من الحجامة، سابعا نزول دم الحيض أو النفاس من المرأة.. مبطلات الصيام إذن كلها تخص الجسد. مع أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه»..بناء على هذا الحديث العظيم قال بعض الفقهاء إن هناك مبطلات معنوية للصيام مثل الكذب والظلم والنميمة، لكن جمهور الفقهاء حصروا مبطلات الصيام فى الأشياء الحسية أما السلوك المنحرف فهو فى رأيهم يضيع ثواب الصيام لكنه لا يبطله.. بالتالى فإن الصائم إذا تقيأ عمدا أفطر فى الحال أما إذا كذب ونافق وظلم الناس وأكل حقوقهم فإن ذلك لا يبطل صيامه. بهذا المفهوم الغريب للصيام نجد أنفسنا وجها لوجه أمام القراءة المغلوطة للدين. لقد تحولت العبادات فى أحيان كثيرة إلى هدف فى حد ذاتها بدلا من أن تكون وسيلة للترقى وتطهير النفس. صار للتدين خطوات ثابتة محددة كأننا بصدد إعلان شركة تجارية أو إصدار جواز سفر. تحول الإسلام عند كثيرين إلى مجموعة من الإجراءات على المسلم أن يستوفيها بحذافيرها بغير أن يؤثر ذلك بالضرورة على سلوكه فى الحياة. هذا الانفصال بين العقيدة والسلوك صاحب عصور الانحطاط فى العالم الإسلامى، بل هو فى الحقيقة السبب الأول فى الانحطاط. اذا أردت أن تتأكد بنفسك يا عزيزى القارئ ما عليك الا أن تتوجه إلى أقرب قسم للشرطة ستجد المواطنين يُضربون ويُهانون والذين يفعلون بهم ذلك كلهم صائمون لايتطرق إليهم أدنى شك فى صحة صيامهم..فى مصر عشرات الألوف من المعتقلين الإسلاميين الذين قضوا وراء القضبان سنوات طويلة بلا محاكمة بل إن كثيرين منهم حصلوا على أحكام عديدة بالإفراج ظلت حبرا على ورق ولم تنفذ أبدا. المسئولون عن تدمير حياة هؤلاء البؤساء وأسرهم، مسلمون نادرا ما تغيب عن وجوههم علامة الصلاة ولا يحسون أبدا بأن ما يفعلونه ينتقص من دينهم. الأعجب من ذلك ما يحدث فى المقار الأمنية والمعسكرات التى يتم فيها تعذيب المقبوض عليهم ببشاعة لانتزاع الاعترافات المطلوبة منهم..فى هذه السلخانات البشرية التى تنتمى إلى ظلام العصور الوسطى، توجد دائما زاوية يؤدى فيها الجلادون الصلاة فى مواقيتها.. هل يوجد من هو أحرص على شعائر الدين من قادة الحزب الوطنى الذين نهبوا الشعب المصرى وزوروا إرادته وأفقروه وأذلوه...؟! هذا الفهم الخاطئ للدين هو الذى حوَّل شهر رمضان من مناسبة إلهية لتقويم سلوك الإنسان إلى حفلة زار كبيرة ندخلها جميعا فنصخب ونصيح ونصلى ونصوم ولا ينعكس ذلك غالبا على تعاملنا مع الناس... عندما أرى آلاف المسلمين يزحفون كل ليلة لأداء صلاة التراويح أحس بمزيج من البهجة والحزن. أبتهج لأن المسلمين متمسكون بدينهم فلا شىء يثنيهم عن أداء فرائضه، وأحس بالحزن لأن هذه الألوف المؤلفة من الناس قد فاتتهم رسالة الإسلام الحقيقية: «إن غاية الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر». كثير من المسلمين لا يرون فى الإسلام إلا الحجاب والنقاب والصلاة والعمرة والحج. هؤلاء يثورون بشدة احتجاجا على مشهد تظهر فيه ممثلة عارية ويقودون حملات عنيفة لمنع مسابقات ملكة الجمال لكنهم أمام الاستبداد والقمع لا ينطقون بكلمة واحدة، بل إنهم مذعنون مستسلمون لظلم الحاكم لا يفكرون أبدا فى الثورة عليه.. هؤلاء المسلمون، فى فهمهم القاصر للدين، ضحايا لنوعين من المشايخ. مشايخ الحكومة ومشايخ الوهابية. أما مشايخ الحكومة فهم موظفون عندها يتقاضون رواتبهم وحوافزهم منها، وبالتالى يستخلصون من الدين كل ما يؤيد رغبات الحاكم مهما تكن فاسدة أو ظالمة أما مشايخ الوهابية فهم يؤكدون أن الخروج على الحاكم المسلم حرام حتى ولو كان فاسدا بل إن طاعته واجبة حتى ولو سرق مال المسلمين وجلد ظهورهم ظلما.الوهابيون يشغلون العقل المسلم بكل ماهو ثانوى فى الدين. فى مصر عشرات القنوات التليفزيونية الوهابية، الممولة بأموال النفط، يظهر فيها يوميا مشايخ يتقاضون سنويا ملايين الجنيهات مقابل إلقاء المواعظ على المصريين الذين يعيش نصفهم فى الفقر المدقع. يظهر الشيخ من هؤلاء على الشاشة وبجواره إعلانات عن غسالات وثلاجات وكريمات لإزالة البقع الجلدية ومستحضرات لإزالة الشعر نهائيا من جسد المرأة.. وهم يعظون المسلمين فى كل شىء الا فيما يحتاجون اليه حقا. لن تجد شيخا واحدا منهم يتكلم عن التعذيب ولا تزوير الانتخابات ولا البطالة. لن تجد شيخا واحدا يحذر المصريين من أن يتم توريثهم من الحاكم إلى ابنه كأنهم مجموعة من البهائم. بعض هؤلاء المشايخ لم يتحرجوا من إعلان تعاونهم الكامل مع أجهزة الأمن، وبعضهم أفتى بأن التظاهر والاضراب حرام على المسلمين.أى أنهم لم يكتفوا بالسكوت عن الحق بل أعانوا الحاكم على الظلم عندما منعوا الناس من المطالبة بحقوقهم المضيعة. هذا التدين الشكلى، السبب الأصيل فى تخلفنا، وصفه منذ مائة عام المصلح العظيم الإمام محمد عبده (1849ــ1905) فى أعماله الكاملة (الصادرة عن دار الشروق) فكتب يقول: «المسلمون ضيعوا دينهم، واشتغلوا بالألفاظ وخدمتها. وتركوا كل ما فيه من المحاسن والفضائل. ولم يبق عنهم شىء، هذه الصلاة التى يصلونها لا ينظر الله إليها ولا يقبل منها ركعة واحدة: حركات وألفاظ لا يعقلون لها معنى، لا يخطر ببال أحد منهم أنه يخاطب الله تعالى ويناجيه بكلامه ويسبح بحمده ويعترف بربوبيته ويطلب منه الهداية والمعونة دون غيره.من العجيب أن فقهاء المذاهب الأربعة (وربما غيرهم أيضا) قالوا ان الصلاة بلا حضور ولاخشوع، يحصل بها أداء الفرض.. ما هذا الكلام.. انه باطل». هذه الكلمات على الرغم من قسوتها تؤكد من جديد الحقيقة الغائبة:إن جوهر الإسلام الدعوة إلى الحق والعدل والحرية، وكل ماعدا ذلك أقل أهمية. إن الشعور الدينى الجياش فى مصر حقيقى وصادق لكنه نادرا ما يتخذ مساره الصحيح.. القضية الرئيسية فى بلادنا واضحة كالشمس: حالة مروعة من الفساد والقمع والظلم استمرت ثلاثين عاما حتى دفعت بمصريين كثيرين إلى الانتحار أو الجريمة أو الهروب من الوطن بأى ثمن.بعد أن ظل الرئيس فى الحكم ثلاثين عاما بغير انتخابات حقيقية واحدة، فإن المسرح يعد الآن لكى يرث ابنه الحكم من بعده. كأن مصر الكبيرة العظيمة قد تحولت إلى مزرعة دواجن يكتبها الأب باسم أولاده. أليس فى هذا قمة الظلم.؟!. عندما نقتنع أن الظلم من مبطلات الصيام وندرك أن انتزاع حقوقنا المغتصبة أهم من ألف ركعة نؤديها فى صلاة التراويح.. عندئذ فقط نكون قد توصلنا إلى الفهم الصحيح للإسلام.. الإسلام الحقيقى هو الديمقراطية.

مصري في أرض النوبة / 2

kolonagazza
شوقي عقل - كاتب مصري
كانت إقامتنا في أسوان في ضيافة الأستاذ حسن الباقر وابن أخيه الأستاذ صلاح، وضيافتهم إلى ما كانت عليه من كرم وترحاب، محملة بود وفرح حقيقي بوجودنا، وهم أخوال صديق عزيز هو الأستاذ صلاح زكي مراد، أوصاهما بنا، وعائلة الباقر ينتهي نسبها إلى الإمام جعفر الصادق، ولفرد من عائلة الباقر قصة، فاسمه علي بن زين العابدين وينتهي بلقب جعفر الصادق، ذهب صاحبنا إلى العراق قبل دماره، فإذا به يفاجأ في المطار بضابط الجوازات يصيح حين شاهد اسمه وينادي الآخرين فيقبلون عليه، ويقبلون يديه ويلمسون ثيابه تبركا، وصاحبنا مندهش مما يراه، وأوصلوه إلى حيث يريد معززا مكرما. سألت الأستاذ حسن: هل أنتم شيعة؟؟قال الرجل مبتسما: لا، بل نحن من يتشيع لنا! أرونا من أسوان ما لم نره فيها من قبل، في رحلة بقارب صغير إلى منطقة غرب السيل، شهدنا النهر صاخبا تفور مياهه، تعترض مجراه صخور جرانيتية سوداء، وجنادل كبيرة تمتد طويلا مشكلة جزرا تتدلى منها أشجار كثيفة تقطع مجرى النهر الغاضب، على إحداها وضعت لافتة: احترس من التماسيح! وعلى الجانب الغربي من النهر شهدنا قرى نوبية بيوتها ملونة زاهية، لم يكن ذلك حقيقيا، فالألوان الفاقعة المبالغ فيها، وضعت بهدف جذب السائحين، وتجسيد الصورة المحفورة في ذاكرتهم عما تفعله سيدات النوبة ببيوتهن، مما لم أشاهده بعدها في قرى النوبة، فلم يكن هناك سواح، ولم يكن هناك من يقوم بالتلوين، لعل السيدات لم يعدن راغبات في كسوة بيوت فارغة خالية من السكان ببهجة زائفة، فلن يراها أحد ، حين ذهبت لحجز مكان على العبّارة سألت الموظفة عن ميعاد قيامها، لم تعطني سوى إجابات غامضة مفتوحة تنتهي بالمشيئة، حتى عرفت في نهاية الحديث أن العبّارة محدد لها الساعة الثانية ظهرا لتتحرك، لم يسبق لها أن تحركت أبدا في ذلك الميعاد، أو في أي ميعاد آخر محدد، الأمر متروك للتساهيل لكمية البضاعة، وتموين الوقود وطقم الميكانيكية واكتمال حضور الركاب، والأولوية.. لأمن الدولة! كانت تتحرك في ساعة ما بعد صلاة المغرب، إذا لم يكن للأمن رأي آخر، فهناك دائما تأخير لأن الأمن يحقق مع أحدهم. كنت متشوقا لمعرفة هل ستتحرك عبّارتنا هذه المرة في ميعادها؟ ومَن مِن الركاب سيكون سببا في تأخير العبّارة هذه المرة عن موعدها، لم أكن أتخيل أن أكون أنا هذا الراكب، وهو ما حدث. ففي اليوم التالي وبعد أن أنهيت إجراءات تفتيش الحقائب، وسط فوضى عارمة ،وسطوة وغلظة رجال الشرطة، وصراخهم في المسافرين، ومصادرة ما يحلو في أعينهم من أغراض، مثل عصا من الأبنوس الأسود اللامع، أو سكين سوداني مقبضه من الخشب المشغول المكسو بالجلد المطرز، وذلك تحت دعاوى الأمن والحفاظ عليه. كنت أنتظر إعطائي جواز سفري لأصعد العبّارة مع الصاعدين، حينما جاءني صف ظابط يخبرني أن مكتب أمن الدولة يريدني. في مكتب أمن الدولة في ميناء السد العالي أجري معي تحقيق عائم ،لا أظن أن من أجراه معي يعرف الهدف منه أكثر مما أعرف، يريد أن يعرف لماذا أريد الذهاب للسودان؟ وهل سبق أن ذهبت؟ وكم من المرات ؟ ولما أجبته بالنفي، لم يبد مصدقا، ولم أكن أدري ما الجريمة في ذهابي للسودان المسمى في الإعلام بالشقيق، ولم يظن أني أخفي عليه (جريمتي) في دخول السودان من قبل؟
كانت على الجدار صورة لمبارك لم أر مثلها من قبل، بابتسامة متفحصة قاسية، طلُب مني الانتظار قليلا بالخارج، طال الانتظار لثلاث ساعات تقريبا، فدخل زميلي بالرحلة إلى مدير مكتب أمن الدولة مطالبا إياه إما بمنعي من السفر أو أعطائى جواز سفري لنكمل طريقنا، وهو ما تم بالفعل بعد لحظات.تحركت العبّارة بعد صلاة المغرب، والساعة تقترب من السابعة، كانت ممراتها وسطحها مملوئتين بالمسافرين وبالحقائب والصناديق الكبيرة والصغيرة، وبضع ركاب أجانب مستلقين في أكياس نومهم على السطح مستمتعين بوجودهم في عالمنا البسيط، وكابينة الدرجة الأولى التي حجزنا فيها لا تشبه بحال حتى كبائن الدرجة الثالثة في العبّارات المثيلة في أي من دول العالم، كان الإهمال وضعف الاستثمار باديين بوضوح في المستوى المتدني للفرش، والحوائط والأرضيات المتسخة والكابينة الضيقة جدا، والحمامات التي لا يمكن استخدامها بحال! كان الممر الضيق المطل على بحيرة ناصر متنفسا جميلا حين يضيق الصدر، والمطعم حين لا يكون مزدحما، يصبح مكانا هادئا للاستماع إلى الحكايات. وصَف لي نوبي عجوز كيف كانت حلفا قبل الغرق، مدينة هادئة بشوارع واسعة نظيفة مسفلتة وبيوت من طابقين، قال: كانت هناك عبَّارة كل يوم وكانت شديدة النظافة، والبحارة و(السفرجية) يرتدون زيا موحدا نظيفا. وصف لي الأشجار والحقول الخضراء التي كان المسافر يراها طيلة الطريق من أسوان إلى حلفا، والقرى والبيوت النوبية الزاهية برسومات الحضارات العابرة، النوبية والفرعونية والمسيحية والإسلامية. حلّت التلال الرملية الجرداء العابسة الموحشة مكان الحقول الخضراء والبيوت وملاعب الأطفال. بعد مضي منتصف الليل، رأيت من بعيد هالة من الضوء تشع وسط ظلام الصحراء، كان الضوء بعيدا والعبّارة تقترب منه ببطء. سألت عنه فقالوا لي: معبد أبو سمبل. كان المشهد غريبا مثيرا، معبد يبعد مئات الكيلومترات عن أقرب حاضرة، لا يوجد حوله سوى الرمال، كيف بنى رمسيس الثاني معبدا على أرض النوبة لزوجته النوبية ،جميلة الجميلات، نفرتاري، إنه (تاج محل) مصر!البحيرة تتسع لتبلغ عدة كيلومترات مابين تلالها المكونة من الأحجار الرملية والأتربة، وتضيق أحيانا بحيث تبدو الشواطئ قريبة، والقمر يضيء المياه الداكنة المتلاطمة، حينما مررنا أمام المعبد الهائل المضاء وسط صحراء ممتدة لا نهاية لها، كان المشهد ساحرا مهيبا، وحوله لا يوجد سوى تلال من رمال وظلام وخيالات من ماضٍ بعيد، كيف يراها النوبي الذي عاش وقضى طفولته وشبابه في مرابعها؟ لماذا بنى رمسيس الثاني معبده هنا؟ أكانت أرض النوبة مليئة وقتها بالبشر المحتاجين إلى المعبد للعبادة؟ قرى ومدن، ورجال ونساء وأطفال، أم أنه الحب! .
وصلنا ميناء الشهيد الزبير في حلفا بعد حوالي عشرين ساعة، أي أننا كنا نقطع حوالي عشرين لخمس وعشرين كيلومترا في الساعة، وهي سرعة بطيئة مرهقة، لبثنا منتظرين في العبارة حوالي الساعة ،كانت واقفة على بعد مائة متر من الرصيف، وجاء رجال أمن الدولة في قارب (رفاص) لفحص الجوازات والبحث عما لا أعرفه، وكانت قد تم ختمها على ظهر العبارة أثناء سيرها، ثم رست حيث تمت العديد من الإجراءات بما فيها توزيع أوراق ملونة علينا، والوقوف في طوابير لاستلامها ثم طوابير لتسليمها بعد ملئها ،ثم فحص الجوازات للمرة الثالثة، ثم ختمها أخيرا بخاتم الدخول ومعه عبارة صغيرة بضرورة مراجعة مكتب الجوازات المحلي خلال أسبوع من تاريخه وإلا!في الميناء وعلى المقاهي المنتشرة في ساحة الفنادق، شاهدت وجوها تحمل ملامح عرقية مختلفة، كنت أرى مجموعات من البشر تسير، وتجلس وتتحدث سويا ،متشابهي الملامح، شاهدت وجوها قوقازية، وملامح عربية، ووجوها نوبية أكثر حدة من الوجوه النوبية المعتادة من المحس، ووجوها تحمل ملامحا مختلطة نوبية وعربية كما الكنوز. وفد على النوبة عبر تاريخها بعد دخول الإسلام في مصر الكثير من القبائل العربية المهاجرة ،هربا من الظروف المعيشية القاسية في جزيرة العرب، كانت النوبة موطنا للمماليك الفارين من القاهرة، أو الطامعين، عاش بالنوبة أتراك وشركس وعرب ومجريين وهنود جاءوا قديما لتدريب الفيلة الإفريقية وخلفوا وراءهم الإله الفيل! ذلك بالإضافة إلى التعدد البشري النوبي، ما بين فاديجا وهم أهل نوبة الشمال (مصر) والسكوت ما بعد حلفا حتى أبو فاطمة، ثم المحس، لايعتبر الحلفاويون أنفسهم من السكوت ولا يعتبر الدناقلة أنفسهم من المحس ولا يعرفون الرطانة، في المسافة من حلفا حتى بلدة الدبة قابلت أعراقا مختلفة، كانوا تاريخا حيا لما مر بهذه المنطقة من غزوات وأطماع، منهم من جاء وظل محتفظا بأصوله لا يتزاوج مع النوبيين، كما البجا والعلايقة والشايجية، ومنهم من اختلط بالنوبيين وتزاوج معهم، فأصبح من الصعب تفريقه عنهم فاكتسب عاداتهم وتعلم لغتهم وإلى حد بعيد ملامحهم، كما الكنوز.كانت معنا توصية لرجل يقيم في حلفا ليساعدنا في تأجير سيارة، فاهتم وأحضر لنا سيارة بيك أب حديثة (بكابينتين) كان السعر مبالغا فيه، إذ طلب السائق ستة آلاف جنيه سوداني مقابل رحلتنا إلى الخرطوم، أدركنا أن واسطتنا مستفيد، واستطعنا أن نخفض السعر إلى ألفين وخمسمائة جنيه! وفي اليوم التالي لوصولنا إنطلقنا إلى أول محطة لنا وهي سركمتو، في الطريق مررنا على مدينة عكاشة، وهي مدينة صغيرة منعدمة الخدمات، تطل في جزئها الخلفي على منظر ساحر للنيل، ضفاف عالية رأسية الإنحدار تبدو منها جذور الأشجار ونهر صاخب سريع، تسود أشجار الدوم والنخيل والحنضل وأشجار صغيرة تحمل ثمار مستديرة ناعمة الملمس جميلة الشكل لا فائدة لها. وقفنا لنشرب شايا في مقهى في منطقة تدعي بئر أمبيكول، حيث وجدنا رجلا لدغه عقرب جبلي كبير، كان الرجل يرتعش، وجهه شاحب، والعرق يسيل منه، أعطوه بصلا وليمونا (ليقرقشها) كعلاج، لم يكن هناك مستشفى قريب، ولكني علمت وأنا في طريق العودة بعدها بثلاثة أسابيع أنه عاش، كانوا يحذروننا من أن نضع أرجلنا في الاحذية دون أن نفحصها. وصلنا سركمتو، وهي ككل القرى النوبية تمتد بحذاء النهر بشريط طويل من البيوت الواسعة ولا يتجاوز عرض القرية في الغالب بيتين أو ثلاثة، ثم شريط من الأرض الزراعية ،فالنهر في الغرب، الأرض تروى مباشرة من النهر فلا يوجد نظام للري خلافا لما هو حادث في مصر. إستقبلتنا شعارات مكتوبة على جدران البيوت، تقول: مأساة عبود لن تعود- لا بديل لأرض النوبة- القصاص لشهداء كاجبار، والمقصود رفض مشاريع الحكومة الساعية لأنشاء سدين على النيل عند دال وكاجبار، بالإضافة إلى السد الذي جرى إنشاؤه في مروى، ستغمر السدود المزمع إنشاؤها ما تبقى من أرض النوبة.في سركمتو نزلنا ضيوفا لدى السيد عماد أحمد عبدون حيث قابلنا الشاعر محمد مختار عبدون، وهو من الدعاة النوبيين الرافضين لعروبة أرض النوبة، دار بيننا حديث طويل وعلمنا منه أنه ذهب إلى الكونجرس الأمريكي بناءا على دعوة! وللحديث بقية

غرائب التمويل في الكويت

kolonagazza
ظاري جاسم الشمالي
لعل الكويت هي الدولة الوحيدة في العالم التي يوجد فيها من يعتبر رأي المصرف المركزي في مسألة من صميم اختصاصه مجرد رأي، وليس تمسألة اختصاص مالي يجب الرجوع فيه الى أهل الاختصاص.ويصل الأمر أحيانا الى حد اعتبار المصرف المركزي لا يفهم شيئا في الاقتصاد، لصالح فكرة انشاء صندوق تمويل تديره مجموعة من الشركات الغامضة وربما العاجزة عن التمويل للاستفادة من الدعم الحكومي والغرق من جديد في دوامة هدر المال العام تحت عنوان تمويل خطة التنمية.كان المفروض ان تدرج مسألة التمويل ضمن الخطة ولا تنفصل عنها لتتحول الى أزمة بحد ذاتها، وكان المفروض ألا يخرج هذا الجدل الى العلن ليطرح في سوق المزايدات السياسية التي لطالما أعاقت كل خطوة الى الأمام، فالتخطيط الجاد يتم بين أهل الخبرة وفي غرف مغلقة يحضر فيها كل من ستكون له يد في التمويل أو الرقابة... وتأخير البت بمسألة بالغة الأهمية كهذه يعطي انطباعا ان الخطة لاتزال حتى الآن انجازا اعلاميا وسياسيا لم تلحظ فيه الجوانب المالية والاقتصادية كما يجب، فهل كان الكلام عن الخطة مجرد تسجيل نقاط أو ان هناك بالفعل رؤية واضحة للخطوات التالية.واذا كنا ندعم رأي المصرف المركزي الذي يترك مسألة التمويل للمصارف تحت رقابته، فان مؤسسات الرقابة الرسمية وخاصة ديوان المحاسبة لا بد لها ان تكون حاضرة في العملية الكبرى من البداية، فكما يمكن ان نقع في شرك الشركات العاجزة عن التمويل كذلك من الممكن ان نقع في مشكلة البنوك المحظية التي تحتكر جزئيا عملية التمويل وتحظى بأكبر قدر من الدعم الحكومي والتسهيلات، واذا أجمع المصرف المركزي وديوان المحاسبة ووزارة المالية على رأي فان هذا الرأي يرقى الى مستوى القرار المالي في الدولة وتصبح التوجهات المعادية لهذا القرار مساسا بالمصالح المالية الكبرى وخطرا على المال العام.ويبقى الهاجس في كل ما يتعلق بالمال العام هو فعالية الرقابة المسبقة واللاحقة من قبل المؤسسات المعنية والتي تملك صلاحيات تسمح لها بالتدخل في كل مرحلة من مراحل التنفيذ للوقوف على حسن ادارة التمويل والتنفيذ، وقد يحتاج هذا الأمر الى قرارات تطوير جريئة تكسر الروتين الاداري، وتحدث أساليب الرقابة التي يجب ان تسير جنبا الى جنب مع ازالة العقبات من أمام تمويل مشاريع الخطة التنموية.

النظام الإقتصادي المنشود رقم 1

kolonagazza
أحمد خفاجي
شكلت المفاضلة بين الرأسمالية والإشتراكية وتقديم نظام منهما علي الأخر مادة خصبة للجدل الفكري والتناطح السياسي في بلادنا حتي سقط الإتحاد السوفيتي وأعلن دعاة الرأسماليه النصر الحاسم ونسبوه إلي أنفسهم , وابتهج المسلمون بسقوط الإتحاد السوفيتي دون أن يكون للبهجة ما يبررها حيث لم نكن مؤهلين لوراثة المكانه التي تركها السقوط الشيوعي ومنذ ذلك الوقت ونحن ننتظر سقوط الولايات المتحده الأمريكيه وسقوط الرأسماليه معها تحقيقا لنبوءة الشهيد سيد قطب , وتخيل البعض منا أن الإسلام في طريقه للعوده إلي قيادة البشريه من جديد في الوقت الذي تغرق فيه بلادهم في حروب أهلية طاحنه في الصومال واليمن وتعاني معظم بلاده من الفقر والمرض ويرزخ المسلمون تحت وطأة ديكتاتوريات لا يتمتعون فيها بالحقوق التي تتمتع بها المومسات في بلاد الغرب الرأسمالي.يُقاس نجاح أي نظام إقتصادي بمدي قدرته علي توفير الحياه الكريمه للأمة التي تطبقه وبهذا المقياس تصبح الرأسماليه والإشتراكيه أفضل بمئات المرات مما ندعي أنه نظام إسلامي , لقد حققت الشيوعيه ما لم نحققه , لقد وصلت بالشيوعيين إلي الفضاء وحولت بلادهم إلي دول صناعية متقدمه بالمقارنة ببلادنا التي مازالت تعاني من كل مركبات ومكونات التخلف والتي لم تنتج شيئا ذا بال.السؤال الذي نسأله لأنفسنا هل يوجد نظام إقتصاد إسلامي ؟؟نظريا , نعم يوجد نظام إقتصاد إسلامي , عمليا لا يوجد علي أرض الواقع نظام إقتصاد إسلامي ولا توجد محاولات عمليه جاده لتطبيق نظام إقتصادي إسلامي في الدول العربيهوجود المصارف الإسلاميه في قطر ما لا يعني وجود نظام إسلامي بل يعني محاولة لأسلمة نظام المصارف وهذا أمر جيد جدا نشكر من يقومون به , ولكننا في نفس الوقت نرصد إنتشار الربا في بعض المجتمعات العربيه بشكل بشع ,في مصر مثلا ينتشر الربا بشكل فاحش لا يرصده الإقتصاديون ولا يواجهه أحد اللهم إلا محاولات خيريه يتبناها الإخوان المسلمون بالقرض الحسن وتتعرض للملاحقة الأمنيه والتشويه الإعلاميحضرات الساده الأعزاء لقد خلصت إلي نتيجة مؤلمه , لا يوجد لدينا إقتصاد إسلامي ولا توجد لدينا رأسماليه ولا توجد عندنا إشتراكيه , ببساطة شديده لا توجد لدينا نظرية إقتصادية كامله اللهم إلا أمال نأملها وأمنيات يتمناها المبعدون والمحظورون , ولا توجد لدينا محاولة إقتصاديه تضعنا في صف المنافسين إقتصاديا.الرجوع إلي فقهاء المسلمين لوضع نظرية إقتصادية إسلاميه لا يعدو كونه محاولة لإثراء المكتبه الفقهيه ولن يقدم حلولا إقتصاديه , نحن في حاجة ماسه إلي نظرية كامله للنهضه الإقتصاديه في بلاد العرب والمسلمين لا تعتمد علي الجدل الفقهي بل تعتمد علي التجربة الإقتصاديه العمليه التي تستنير بأراء الفقهاء لضبطها بالضابط الشرعي , تطوير الإقتصاد الزراعي مثلا يجب أن يعتمد بالأساس علي مجهودات الزراعيين وكذا المجال الصناعي والتجاري , ورغم تسليمي بأهمية المرجعيه الدينيه في هذه المحاولات فإنني أشكك في حاجتنا الدائمه للرجوع إليها في هذا المضمار لأن الإسلام لم يضع نظاما إقتصاديا ولكنه وضع شروطاً قليله للنظام الإقتصادي الصالح مثل تحريم الربا , والزكاه , ولو كان الإسلام قد وضع نظاما إقتصاديا كاملا منذ 1400 عام لأصبح نظاما متخلفا الأن , ولكنه أرشدنا إلي أسس العداله في الإقتصاد ودعانا إلي التفكير وإبتكار نظامنا الإقتصادي المناسب لحاجتنا , في عصور النهضه مثلا أبدع المسلمون نظام الأوقاف حتي جاءت الديكتاتوريات العربيه الحديثه واستولت عليه ودمرته تدميرا أو نهبته نهبا , ولكم أن تختارو أي من الوصفين نريد نظاما إقتصاديا يجيب علي سؤالين أساسيين , كيف نقضي علي الفقر في بلادنا؟؟ وكيف نجعل بلادنا منيعة علي الغزو والإجتياح ؟؟ ونريده نظاما خاليا من الربا ومحققا للعداله الإجتماعيه لأننا مسلمون , وهذا ما سوف أفكر فيه , وهذا ما يجب أن تفكر فيه معي وعلينا جميعا ألا ننخدع بالقشور والمظاهر والأسماء الإسلاميه التي لم تغني ولم تُسمن من جوع

القاضي الذي حكم بالإعدام على "صدام حسين" يتبنى قضية محاكمة من تاجروا بالدم و الدموع والخوف.

kolonagazza
الدريني : كتابي "عاصمة جهنم" يوثّق جرائم التعذيب التي ارتكبتها "أمن الدولة" ضد المُعتقَلين في عهد "مبارك"
متابعات : اللواء الدولية
أعلن القاضي العراقي "جعفر الموسوي "- عضو الإئتلاف العراقي، والقاضي الذي أصدر حكمًا بالإعدام على الرئيس العراقي السابق "صدام حسين" في جرائم ضد الإنسانية -لا تسقط بالتقادم- أنه سوف يتبنى قضية الزعيم الشيعي المصري "محمد رمضان الدريني" حتى يحصل على كافة حقوقه، وذلك بموجب القرار الصادر عن الأمم المتحدة بشأن "الدريني" ، والذي يحمل رقم (5) لسنة 2005 م ، فى الفقرة الثانية منه والمتعلقة بتعويض المتضرر.
وطالب المستشار جعفر الموسوي بمعاقبة المتسببين في الإنتهاكات التي حدثت لـ"الدريني"، وقال: إنه يجب على الأجهزة الأمنية المصرية أن توفر الحماية له، وتبتعد عن مثل هذه الإنتهاكات القمعية التي تحدث للأقليات في مصر.
هذا وقد طلب المستشار جعفر الموسوي من الدريني إتخاذ كافة الإجراءات السلمية الرسمية برفع طلب إلى السلطات المصرية لصرف التعويضات عن الإنتهاكات التي حدثت له ، وذلك قبل أن يبدأ الموسوي في إتخاذ الإجراءات الرسمية لمقاضاة المتسببين في الإنتهاكات التي حدثت للزعيم الشيعي المصري أمام محاكم دولية.
وفي تصريح خاص لصحيفة "الأقباط متحدون" أكد "السيد صادق الموسوي"- رئيس لجنة التحضير لإتحاد خدام راية المهدي، وشقيق المستشار "جعفر الموسوي"، ومسئول المكتب السياسي لـ"تجمع العراق الجديد"- أن المستشار "جعفر الموسوي" قد تبنّى قضية السيد "محمد الدريني" والوقوف بجانبه للحصول على كافة التعويضات جراء الأضرار التي لحقت به، مشيرًا إلى أن "تجمع العراق الجديد" أيضًا أعلن مساندته لــ "الدريني" في قضيته لإستعادة كافة حقوقه المشروعة.
من جانبه أكّد الزعيم الشيعي المصري "محمد الدريني"- الأمين العام للمجلس الأعلى لآل البيت بـ"مصر"- في تصريح خاص لصحيفة "الأقباط متحدون" إنه لم يكن يتوقع أن يتبنى قضيته مَن حَكم بالإعدام على الرئيس العراقي الراحل "صدام حسين" في جرائم لا تسقط بالتقادم. مشيرًا إلى أنه يلتقي مع القاضي "جعفر الموسوي" في الجد وهو الإمام "موسى الكاظم".
وألمح "الدريني" إلى أنه لا يسعى للتعويض، بل يسعى لمحاكمة من تاجروا بالدم والدموع والخوف. مؤكدًا على أن كتابه "عاصمة جهنم" يوثِّق جرائم التعذيب التي ارتكبتها الحكومة المصرية و أجهزتها الأمنية ضد المعتقلين في عهد الرئيس مبارك ، وهي جرائم لا تسقط بالتقادم.
كما وجّه "الدريني" إتهامًا مباشرًا للرئيس "مبارك" بصفته القائد الأعلى للشرطة التي قتلت وعذَّبت وخالفت القانون على المستويين المحلي والدولي في هذا الشأن -على حد قوله- ، موضحًا أن ما يؤكد صحة الجرائم التي وقعت داخل المعتقلات، والتي وثّقها كتابه "عاصمة جهنم"، أن الحكومة المصرية لم تنفيها.
هل هو استقواء بالخارج؟
وبسؤال "الدرينى": هل عندما يتبنى قضيته قاضي عراقي مرموق على المستوى العالمي يعتبر ذلك بمثابة إستعداء للحكومة المصرية، وإستقواءًا بالخارج؟ أجاب الدريني قائلا "الإستقواء بالخارج صك صاغه النظام في مواجهة الذين يتحدثون عن الإستبداد بالداخل..نعم إستعداء للقتلة ولصوص المال والحريات والأحلام، كما إنني لم أطلب من المستشار "جعفر الموسوي" تبني قضيتي، ولكنني أشكره على تبنيه القضية، فإن أستنفذتُ كافة الوسائل الداخلية للحصول على حقي واسترداد مظلوميتي وحقوق أسرتي، لقد عُذِّبت واعتصمت أمام مكتب النائب العام ، حتى أعمالي الفنية والروائية التي تعالج قضايا وطننا "مصر" ما زالت ممنوعة كــ "الغماية"، فالنظام المصري يتاجر بقضيتي وبإسمي كــ "شيعي"، ويتخذني فزاعة لتخويف الخليج، وليُعظِّم من شعور الوهابية بالخوف من تحول "مصر" إلى ما كانت عليه من قبل "شيعية".
وقال الدريني " إن النظام المصري و الرئيس "مبارك" سيخسران كثيرًا لو إنني اختفيت من الوجود؛ لأن سبوبة النظام سوف تنتهي بإنتهائنا ".
كما أصدرت "المنظمة المصرية لمناهضة التمييز والدفاع عن حقوق الطفل"، تقريرًا يرصد الإنتهاكات التي تعرض لها الزعيم المصري الشيعي "محمد الدريني"، هذا نصه:
بناء على طلب تقدّم به السيد "محمد رمضان محمد حسين الدرينى" إلى "المنظمة المصرية لمناهضة التمييز والدفاع عن حقوق الطفل"؛ بغية توثيق ما يتعرض له من اضطهاد، بوصفه زعيم شيعة "مصر" كما يقدمه الإعلام والدوائر الحقوقية، ولما كانت المنظمة المصرية لمناهضة التمييز والدفاع عن حقوق الطفل معنية بمثل هذه القضايا؛ فقد قبلت توثيق حالته، وخلصت بعد عده جلسات مع الطالب، وبعد تشكيل فريق عمل من المنظمة للتعامل مع الهيئات والجهات الحكومية، وفحص ودراسة المستندات والوثائق الدالة على اضطهاد الطالب.
ولما كان الطالب حاصلاً على القرار رقم (5) لعام (2005) الصادر عن هيئة الأمم المتحدة للإفراج عنه- بعد اعتقال تعسفي تجاوز الـ 15 شهرًا- ولما كان القرار قد وصف موقف وزير الداخلية المصري من حاله الطالب بالإلتفاف حول أحكام القضاء، وقد نوه التقرير المذكور عن التعذيب والإعتقال التعسفي الذي تعرَّض له "الدرينى"، فقد انتهت المنظمة المصرية لمناهضة التمييز والدفاع عن حقوق الطفل إلى الآتي:
أولاً: قدم السيد "محمد رمضان محمد حسين الدرينى" صورة من قرار الأمم المتحدة الصادر لصالحة، والذي يتضمن الإنتهاكات التي تعرّض لها، كما قدم التقارير الحقوقية والإعلامية المتعلقة بهذه الفترة (20/3/2004—2006)، ومن بينها تقرير الخارجية الأمريكية الذي أدان اعتقاله، وما ترتّب على هذا التقرير من إيذاء لحق به أثناء اعتقاله على النحو المنشور بالصحف.
ثانيًا: قدّم الطالب موضوعات منشورة في احدى الصحف الحكومية (روزاليوسف)، متهمًا إياها بتبعيتها لأمانه السياسات بالحزب الوطني (الحاكم)، وأنها تعمَّدت التحريض ضده، وضد طائفته من خلال ادعائها بإعتزامه تأسيس "حزب شيعة مصر"، رغم نفى الطالب كما ذكر. إلا أنه يؤكد أن الحكومة كانت تهدف بالأساس إلى تحقيره بين أبناء وطنه، وتعريض حياته للخطر بنشر أكاذيب تمتد إلى خلق فتنه كما وصفها في طلبه.
ثالثًا: قدّم الطالب صورة من حكم قضائي صادر له منذ عامين، ترفض وزارة الداخلية المصرية تنفيذه، مما ترتّب عليه أضرارًا بالغة بالطالب، والذي يؤكد على عدم تنفيذ أي حكم صادر لصالحه بما فيها الأحكام الخمسة التي أشار إليها تقرير الأمم المتحدة. ويؤكّد الطالب أن عدم تنفيذ الحكم منذ عامين تقريبًا يهدف إلى حصاره المالي، وحرمانه من إجراء عملية له من آثار التعذيب.
رابعًا: قدّم الطالب صوره من خطاب رسمي من الوزارة المعنية بالعمل الأهلي، حيث تفيد استبعاده رسميًا من رئاسة مجلس إدارة (جمعية الحوراء الخيرية)، بناء على طلب احدى الأجهزة الأمنية.
خامسًا: قدّم الطالب صورة من تقرير لجنه التظلمات بوزارة الثقافة، والخاص بأحد أعمال الطالب الفنية، وهو عبارة عن فيلم من أدب المعتقلات...رفضه جهاز الرقابة، بينما جاء رأى وزارة الثقافة بما يؤكد أن الطالب يتعرض حقيقة لتعسف؛ ذلك أن التقرير أورد رأى المجلس الأعلى للثقافة الذي لا يرى مبررًا لرفض الفيلم (الغماية)، ويرى أن أسباب الرفض غير كافية.
سادسًا: قدّم الطالب ما يفيد أحقيته في شركة سياحة، لكن وزارة السياحة تتعنت في إعطاءه حقه، وقد انتقلت المنظمة وتأكد لها أن إيذاء الطالب أمر يكاد يكون ممنهجًا، مما جعلها تقف مع الطالب في المحاكم، مؤيدة ومساندة لحقوقه المشروعة السلمية.
سابعًا: قدّم الطالب ما يفيد تواطؤ قسم الشرطة التابع له (قسم شرطة الزيتون) مع خصومه؛ إنسياقًا لتعليمات جهاز أمن الدولة لطرده من العقار الساكن فيه.
ثامنًا: أكّد الطالب أنه لم يتلق تعويضاته المتعلقة بالإعتقال والتعذيب، وقال: إن الحكومة أوصت أحد البنوك التي تقدّم لها الطالب بطلب قرض لعلاجه من آثار التعذيب، وجاء الرد الحكومي بأن الطالب رهن الإعتقال. وقد نُشر عن ذلك بالصحف، كما أنه اعتصم بمكتب النائب العام أكثر من مرة.
تاسعًا: أكّد (الطالب) على أنه لازال مدرجًا على قوائم الترقب والوصول، وما يترتب على ذلك من انتهاكات أثناء السفر والعودة.
كما تأكد للمنظمة المصرية لمناهضة التمييز والدفاع عن حقوق الطفل، أن السيد "محمد رمضان محمد حسين الدرينى" تعرّض- ولازال يتعرض- لإنتهاكات خطيرة أثرت بلا أدنى شك على وضعه الصحي والنفسي والمعنوي، فضلاً عن أنها وضعته في ظروف معيشية قاسية، وعرّضت حياته للخطر، ومجملها انتهاكات تتعارض مع القانون، والدستور، والعهد الدولي لحقوق الإنسان الذي وقّعت عليه "مصر".
وتطالب "المنظمة المصرية لمناهضة التمييز والدفاع عن حقوق الطفل" بسرعة وقف الإنتهاكات التي يتعرض لها الطالب فورًا، وإعطاءه حقوقه، وتوفير الحماية له، ومعاقبة المتسببين فيها النوع الذي لا يمكن وصفه بأقل من الإضطهاد.
كما تطالب المنظمة بحفظ كافة حقوق الطالب التي ضمنها القرار رقم (5) لعام (2005)، والذي صدر بناء على جريمة أُرتكبت ويجب تعويض الضحية، كما نصت مواثيق حقوق الإنسان، والأمم المتحدة.
وترى المنظمة أن سلوك الحكومة المصرية تجاه الأقليات الدينية والعرقية وزعاماتهم، أمر يعكس حقيقة ما يتردد عن الإصلاح وإعمال المواطنة. الأمر الذي يتطلب منها العمل الجاد على حل المشكلات