أحمد خفاجي
شكلت المفاضلة بين الرأسمالية والإشتراكية وتقديم نظام منهما علي الأخر مادة خصبة للجدل الفكري والتناطح السياسي في بلادنا حتي سقط الإتحاد السوفيتي وأعلن دعاة الرأسماليه النصر الحاسم ونسبوه إلي أنفسهم , وابتهج المسلمون بسقوط الإتحاد السوفيتي دون أن يكون للبهجة ما يبررها حيث لم نكن مؤهلين لوراثة المكانه التي تركها السقوط الشيوعي ومنذ ذلك الوقت ونحن ننتظر سقوط الولايات المتحده الأمريكيه وسقوط الرأسماليه معها تحقيقا لنبوءة الشهيد سيد قطب , وتخيل البعض منا أن الإسلام في طريقه للعوده إلي قيادة البشريه من جديد في الوقت الذي تغرق فيه بلادهم في حروب أهلية طاحنه في الصومال واليمن وتعاني معظم بلاده من الفقر والمرض ويرزخ المسلمون تحت وطأة ديكتاتوريات لا يتمتعون فيها بالحقوق التي تتمتع بها المومسات في بلاد الغرب الرأسمالي.يُقاس نجاح أي نظام إقتصادي بمدي قدرته علي توفير الحياه الكريمه للأمة التي تطبقه وبهذا المقياس تصبح الرأسماليه والإشتراكيه أفضل بمئات المرات مما ندعي أنه نظام إسلامي , لقد حققت الشيوعيه ما لم نحققه , لقد وصلت بالشيوعيين إلي الفضاء وحولت بلادهم إلي دول صناعية متقدمه بالمقارنة ببلادنا التي مازالت تعاني من كل مركبات ومكونات التخلف والتي لم تنتج شيئا ذا بال.السؤال الذي نسأله لأنفسنا هل يوجد نظام إقتصاد إسلامي ؟؟نظريا , نعم يوجد نظام إقتصاد إسلامي , عمليا لا يوجد علي أرض الواقع نظام إقتصاد إسلامي ولا توجد محاولات عمليه جاده لتطبيق نظام إقتصادي إسلامي في الدول العربيهوجود المصارف الإسلاميه في قطر ما لا يعني وجود نظام إسلامي بل يعني محاولة لأسلمة نظام المصارف وهذا أمر جيد جدا نشكر من يقومون به , ولكننا في نفس الوقت نرصد إنتشار الربا في بعض المجتمعات العربيه بشكل بشع ,في مصر مثلا ينتشر الربا بشكل فاحش لا يرصده الإقتصاديون ولا يواجهه أحد اللهم إلا محاولات خيريه يتبناها الإخوان المسلمون بالقرض الحسن وتتعرض للملاحقة الأمنيه والتشويه الإعلاميحضرات الساده الأعزاء لقد خلصت إلي نتيجة مؤلمه , لا يوجد لدينا إقتصاد إسلامي ولا توجد لدينا رأسماليه ولا توجد عندنا إشتراكيه , ببساطة شديده لا توجد لدينا نظرية إقتصادية كامله اللهم إلا أمال نأملها وأمنيات يتمناها المبعدون والمحظورون , ولا توجد لدينا محاولة إقتصاديه تضعنا في صف المنافسين إقتصاديا.الرجوع إلي فقهاء المسلمين لوضع نظرية إقتصادية إسلاميه لا يعدو كونه محاولة لإثراء المكتبه الفقهيه ولن يقدم حلولا إقتصاديه , نحن في حاجة ماسه إلي نظرية كامله للنهضه الإقتصاديه في بلاد العرب والمسلمين لا تعتمد علي الجدل الفقهي بل تعتمد علي التجربة الإقتصاديه العمليه التي تستنير بأراء الفقهاء لضبطها بالضابط الشرعي , تطوير الإقتصاد الزراعي مثلا يجب أن يعتمد بالأساس علي مجهودات الزراعيين وكذا المجال الصناعي والتجاري , ورغم تسليمي بأهمية المرجعيه الدينيه في هذه المحاولات فإنني أشكك في حاجتنا الدائمه للرجوع إليها في هذا المضمار لأن الإسلام لم يضع نظاما إقتصاديا ولكنه وضع شروطاً قليله للنظام الإقتصادي الصالح مثل تحريم الربا , والزكاه , ولو كان الإسلام قد وضع نظاما إقتصاديا كاملا منذ 1400 عام لأصبح نظاما متخلفا الأن , ولكنه أرشدنا إلي أسس العداله في الإقتصاد ودعانا إلي التفكير وإبتكار نظامنا الإقتصادي المناسب لحاجتنا , في عصور النهضه مثلا أبدع المسلمون نظام الأوقاف حتي جاءت الديكتاتوريات العربيه الحديثه واستولت عليه ودمرته تدميرا أو نهبته نهبا , ولكم أن تختارو أي من الوصفين نريد نظاما إقتصاديا يجيب علي سؤالين أساسيين , كيف نقضي علي الفقر في بلادنا؟؟ وكيف نجعل بلادنا منيعة علي الغزو والإجتياح ؟؟ ونريده نظاما خاليا من الربا ومحققا للعداله الإجتماعيه لأننا مسلمون , وهذا ما سوف أفكر فيه , وهذا ما يجب أن تفكر فيه معي وعلينا جميعا ألا ننخدع بالقشور والمظاهر والأسماء الإسلاميه التي لم تغني ولم تُسمن من جوع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق