الثلاثاء، ١٠ نيسان ٢٠١٢

كوفى عنان في الميزان



kolonagazza

كوفى عنان في الميزان
بقلم : مصطفى منيغ

كم هو صعب البكاء في صمت ، تلك شيمة الرجال الواقفة نفوسهم شامخة في هيبة الرواسي وعمق أودية تخلى عنها الطفيليون ، فبقيت كما أرادت لها الطبيعة أن تكون ، بأمر خالقها الواحد الأحد الفرد الصمد لا إله إلا هو الحي القيوم ذو الجلال والإكرام يسبح بحمده مَنْ تحرك أو تجمد في الكون.
كم هو مؤلم تموج الإحساس بالقهر بين جوانح الشرفاء ، الصادر عن حفنة من النكساء ، مغطاة ضمائرها بطبقة مزَجَها الشر بالتكالب على خدمة طغاة البشر من صنف "بشار" تخليا عن كل أنساني جميل وعمل مثمر نبيل ، وتمسكا بكل ما يؤدي لقطع السبيل قياما بالجرم المتكامل.
كم هو حزين مثل الرنين البالغ مداه في أذان الصامدين يقرعها بمتفجرات تسلخ فروة رؤوسهم من الشعيرات فتنأى بهم عن رحمة قبر إن جُمِعَ فيه الرفات ، ليكون رسما لمن بالغدر منهم مات .
كم ، وكم ، وكم ... وكل منها تخالها الأهم ، إلى بزوغ ذاك السهم ، الواقف على رأس المسبب المسمى " بشار" يفضح تواجده أكان راسيا على البر أو منبطحا داخل غواصة روسية في قعر يم .
... بَالَغَ بما فيه الكفاية ليصبح أكبر جلاد لشعبه عرفته الكرة الأرضية، من الصعب أن يكون هذا (...) شامي الأصل، سوري المنبت، دمشقي الإقامة، بكى الرجال وشوه بعرض النساء، وزرع الرعب في أفئدة الأطفال وقذف بالآلاف إلى خارج الوطن مشيا على الأقدام، وكل ذلك من أجل التربع على كرسي الحكم ، لكن هيهات ، الأحرار لم يقولوا كلمتهم بعد ، بدءا من الغد 11 أبريل 2012 سيرى بشار العار يسري في شرايينه جريان الماء الحار في قنوات الصرف الصحي البعيد عن مصب الأنهار ، وسيدرك كم هو مخيف ذاك الارتعاش اللامعروف مصدره أهي لحظة الصفر لاجتراره لأحقر قبر ،أم صدى الباب الحديدي يلمس خاطره قبل انسياقه لحيز مظلم تُشد عليه .
... إيران ستبيعه بأبخس ثمن، لأنها خاسرة الرهان ،الفشل ملاحقها أكثر من أي زمان ، والمحرك للغاية ذاتها سيكون من حيث لم تعره أي حسبان . أما "كوفي عنان" فذاهب بتخميناته إلى استبدالها بالإقرار أن "بشار" ليس من البشر، إذا عاهد خان ، وإن تُرك بعد العاشر من نيسان، تحول من أسد إلى حصان، راكض دون لجام أينما حل به المقام أشعل الفتن .
... وبعد هذا نضع "كوفي عنان " في الميزان مادام حياله الحق بان .
مصطفى منيغ
مدير النشر ورئيس تحرير جريدة الأمل المغربية
عضو المكتب التنفيذي لحزب الأمل
www.mounirh1.blogspot.com
mmounirh@laposte.net