الجمعة، ٢٠ آب ٢٠١٠

أيها الهبّاش أبغضك في الله

kolonagazza
د. إبراهيم حمّامي
رغم كثرة وجوه السوء في المقاطعة السوداء في رام الله، ورغم أننا في شهر كريم فضيل، إلا أنني لا أستطيع إلا أن أجهر بأنني لا أرى أبغض ولا أكره ولا أوقح من هذا االمدعو الهباش، والذي يلصق كل جرائمه في الضفة لباس الايمان والتقوى والكتاب والسنة، ولا يجد رداً إلا القول "هاتوا ما يثبت عكس هذا الكلام من القرآن" كما فعل بعد دعوته الأخيرة للتطبيع مع الغاصب المحتل، وبأسلوب صبياني ينم عن جهل تام بأحكام الدين والفتوى والاجتهاد، ومعارضاً عشرات العلماء الأجلاء الذين يمثلهم الشيخ الفاضل يوسف القرضاوي.
اختار عباس وفياض تحريك الهباش في شهر رمضان تحديداً، ليكون محراكاً للفتنة، وشيخاً حقيقياً للشياطين، يحركه في ذلك وعلى ما يبدو حقد دفين أسود، يعود لسنوات خلت، وإلى مواقف بكى فيها كالأطفال مترجياً أن يغادر غزة وتحت حجج واهية، ليعرب بعدها ويبدأ بث سمومه.
لا نعرف تحديداً ما هي مؤهلات الهباش الشرعية ليخالف اجماع العلماء وليفتي باسم القرآن والسنة، وليتبجح اليوم وعلى الهواء بأنه أقرب لتطبيق خطى المصطفى الحبيب صلي الله عليه وسلّم، وكيف تحّول من وزير للزراعة والموارد "الحيوانية"، إلى مفتي ووزيراً للأوقاف، لكن لا عجب لأن سلطة عميلة يقودها عبّاس وفيّاض لن تنتج إلا أمثال هذا، الذي يبدو واضحاً تأثره بمنصبه السابق.
لم يتعظ هذا البغيض من هبة الضفة الغربية وأئمتها في وجهه يوم حاول فرض خطبة تنال من الشيخ القرضاوي، يوم طٌرد من أرسلهم للمساجد بالنعال نصرة للشيخ القرضاوي ورداً على الهبّاش وأمثاله.
الهبّاش لا يتورع عن استرضاء لأولياء نعمته بأي شكل، فقد أفتى عليه من الله ما يستحق باهدار دم هنية مخرجاً اياه من الملة بحجة خروجه عن وولي الأمر، وهو هنا يعني عبّاس! ثم يقف ليتحدث بصفاقته المعهودة عن "التكفير"، وهو الذي يكاد يجزم الجميع أنه من كتب باسم مستعار في العام 2007 داعياً لسفك دماء أشخاص بعينهم.
اليوم وفي معرض رده على أسئلة الجزيرة قال بأن ايقاف مشايخ الضفة الغربية يأتي تطبيقاً للقانون الذي يخرقه هو وعباسه وفياضه ليل نهار بحكومة غير شرعية ورئيس سلطة منتهي الصلاحية طبقاً لقانونه اياه، وحجته منع الازدواجية في الوظائف، وهما لنا أن نسأل عذا الدعي الآبق: ماذا عن فياضك أيها الكاذب في حجتك؟ أليس عضواً في المجلس التشريعي ورئيساً مغتصباً للوزراء ووزيراً مغتصباً للمالية؟ أم أنه يمارس مهامه بلا مقابل صدقة وكرمال عيونك؟
وبالطبع لم ينس الهباش أن يعرّج على قصة مسجد ابن تيمية في رفح، وهي اسطوانته المشروخة التي يكررها، والتي اُشبعت رداً وتفنيداً.
لا بارك الله في أمثال هؤلاء من رويبضة العصر، ولا بارك فيمن استوزهم ويطبل لهم كما فعل عبّاس عندما قال أن الهبّاش أفحم القرضاوي ومن أول جولة و"بطحه" – نعم هكذا يظنون، خسيء ومن معه أن ينالوا من الشيخ الجليل، فأين الثرى من الثريا، لكنها محاولة الاظهار والشهرة بالتمسح والتمحك بعالم جليل ليقول أمثال الهباش من الرويبضة نحن هنا.
لكن اللوم والحق ليس على عباس ولا الهباش ولا فياض، لكن اللوم كل اللوم على علماء ومشايخ الضفة إن رضخوا لأمثال هذا التافه، ليقيل ويعزل ويمنع، فإن قبلوا اليوم بذلك، فعليهم أن يتهيأوا ليوم يمنعهم فيه عن أزواجهم وبحجة القرآن والسنة، ليقول اثبتوا أن هذا المنع محرّم في القرآن والسنة، وقد فعلها قبله حثالات التاريخ من أمثال الحاكم بأمره في مصر، فلا عجب أن يفعلها أحط خلق الله في عصرنا من زبانية أوسلو، واللوم أيضاً على من يتوجه لأمثال هؤلاء بالألقاب من سيادة رئيس ومعالي وزير، فوالله أنهم لولا تكريم المولى لهم لما صح إلا أن يتعاملوا كم يعامل غير البشر!
لقد رصدت احدى مؤسسات الضفة الغربية المحتلة ازدواجياً ممارسات هذا الهباش عامل عبّاس وفيّاض في الضفة، حيث كشف تقرير صادر عن "شبكة مساجدنا الدعوية" عن ثلاثة عشر إجراءً قامت بها "سلطة فتح" في رام الله، في حربها المُعلنة على الإسلام والمساجد والخطباء في الضفة الغربية المحتلة ازدواجياً، مشيرة إلى أن ما تقريرها هو أمثلة فقط على تلك المؤامرة التي تقود "السلطة"، ننشرها ليعرف القاصى والداني من هو هذا الدعي، ومن هذه السلطة.
أولاً: رفض "وزارة" الأوقاف في رام الله تعيين أئمة وخطباء ومؤذنين وخدّاماً لعشرات بل مئات المساجد في الضفة، في الوقت الذي يعين فيه عشرات الآلاف في الأجهزة الأمنية المختلفة، حيث هناك أكثر من 1000 مسجد لا يوجد فيها أئمة أو خطباء أو مؤذنين منها 220 مسجداً في مدينة نابلس وحدها.
ثانياً: إجبار "أوقاف" رام الله خطباء المساجد على إلقاء خطبة موحدة تعدها وتوزعها عليهم، وتعاقب من يرفض ذلك من الخطباء، لهدف تحقيق مآرب سياسية.
ثالثاً: منع مئات العلماء من ذوي الكفاءة والتأثير من الخطابة في المساجد واستبدالهم، بأشخاص ليسوا من أهل العلم أو الاختصاص أو الكفاءة منهم خطيب المسجد الأقصى الشيخ حامد البيتاوي.
رابعاً: منع العلماء والدعاة والغيورين على دينهم ووطنهم وشعبهم، من إلقاء الدروس والمواعظ الدينية، ومحاسبة كل إمام مسجد تلقى موعظة في مسجده.
خامساً: إغلاق مئات مراكز ودورات تحفيظ وتجويد القرآن الكريم، والتي خرجت آلاف الحفظة لكتاب الله عز وجل من الذكور والإناث.
سادساً: اعتقال عشرات أئمة وخطباء المساجد خاصة من يشهد لهم بالعلم والتقوى والكفاءة، وتعذيبهم وإهانتهم في زنازين سجون أجهزة أمن السلطة، وحرمان المصلين من الاستفادة من علمهم، وفصل العديد منهم من وظائفهم أمثال الشيخ محمد نور ملحس والشيخ مصطفى القومي، والشيخ أنور مراعبة.
سابعاً: وضع عقبات وعراقيل أمام بناء المساجد، وذلك بتأخير موافقة "الأوقاف" على تشكيل لجان بناء المساجد باشتراط موافقة أجهزة أمن السلطة على أعضاء هذه اللجان، والتي تمتد لفترات طويلة في كثير من الأحيان.
ثامناً: منع الأنشطة المسجدية التي اعتاد شعبنا عليها، كالإفطارات الجماعية في شهر رمضان المبارك، وكذلك إحياء المناسبات الدينية.
تاسعاً: منح التراخيص لإقامة الخمارات والبارات والملاهي الليلية ودور الفساد، وإقامة حفلات المجون والخلاعة ومهرجانات العري والرقص، وإعادة افتتاح " كازينو أريحا" وانتشار زجاجات الخمر في الشوارع والطرقات.
عاشراً: الدعوة للانحلال من خلال دعوات سلام فياض للشباب إلى الابتعاد عن "التزمت والانغلاق والتخلف" في الجامعات والمدارس، والتحلي "بالانفتاح في العلاقة بين الجنسين".
حادي عشر: خفض صوت الآذان في المناطق المجاورة للمستوطنات بطلب من المستوطنين حتى لا يتم إزعاجهم.
ثاني عشر: الاستهزاء بالعلماء والتطاول عليهم كما حدث بحق الشيخ العلامة يوسف القرضاوي.
ثالث عشر: دعوة العلماء والدعاة إلى زيارة مدينة القدس والمسجد الأقصى بغرض التطبيع مع الاحتلال.
يقول الكاتب عبد اللطيف وليد موجهاُ كلامه للهباش: "أظنك لو تدبرت قليلاً لرأيت نهايتك رأي العين، ولا يغرنك الدهر ولا الحال، فو الله لو مدحك المادحون، وتشدق لك المتشدقون، لما جاوزت أن تكون كـ (بلعان بن باعوراء)، بل إن الذن اعتدوا في السبت لأرفع منك درجة، (بالمناسبة: بلعان كان أحد أكبر عبّاد بني إسرائيل غير أنه غُرّ واغْتر وانتفش وافتخر وعلا وتجبّر فأذله المذل الذي لايقهر)، مضيفاً "أولم تقرأ يا هذا قوله تعالى: "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى? فِي خَرَابِهَا ? أُولَ?ئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ? لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ"؟ فو الله ما أرى ما تقوم به وتقدم عليه إلا من السعي في خرابها، فهنيئاً لك الخوف والخزي في الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة".
نعم نتوجه في هذا الشهر الفضيل ونتضرع إلى المولى عز وجل أن يرينا فيهم عجائب قدرته، وأن لايبارك لهم في حرث ولا نسل، وأن يجعلهم عبرة لمن يعتبر، ندعو عليهم ولا نخفي ذلك، ونقولها بوضوح اننا نبغضهم جميعاً في الله، لا وفقهم المولى - آمين
إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ - الأنفال (22)
لا نامت أعين الجبناء

ليست هناك تعليقات: