الجمعة، ٢٠ آب ٢٠١٠

ماذا فعلت من أجلنا؟


kolonagazza

بقلم القيادي الأسير حسام بدران
أمامة
إلى كل مسلم حر يؤمن بكرامة الانسان.
إلى كل فلسطيني ذاق مرارة الاحتلال واكتوى بناره.
إلى كل من يقرأ مقالتي هذه ، كلٌ في مكانه، وفي موقعه.
إليك أنت أخي.. حيث أنت..
ماذا فعلت من أجلنا ؟ ماذا قدمت لنصرة قضيتنا ؟ هل جلست مع نفسك ساعة تفكر في حالنا؟..
هل تذكرت من تعرف من الاسرى.
هل استحضرت أطياف من لا تعرف منهم.
إن قضيتنا كأسرى في سجون الاحتلال عميقة في جذورها ، إنسانية في أبعادها ، وطنية في طابعها، مشرفة في جوهرها ، مؤلمة في صورتها، حزينة في حقيقتها، عاطفية إلى أبعد الحدود.
إذ أن مشاعر الاسير فياضة وأحاسيسه مرهفة بدرجة عالية.
فكلمة الخير تعينه وتشد من أزره ، وكلمات التخذيل تفت في عضده، وموقف تضامن يرفع من همته ، والنسيان يؤذيه والاهمال يقتله.
وللحق فإن الاسرى يشعرون بالكثير من التقصير تجاههم ، حتى من المقربين اليهم.
وهذا التقصير يبرز في جوانب عديدة وميادين مختلفة..
هل تعلم أن المئات من الاسرى في سجون الاحتلال لم يستقبل أحدهم رسالة واحدة عبر البريد منذ سنوات ، مع أن الامر سهل التنفيذ.
والاحتلال رغم ظلمه وقسوته لا يمنع الرسائل الا في حالات خاصة ، مع أنَه في العادة يعيق إيصالها لفترة من الزمن قد تطول أسابيع أو أشهر بحجة الفحص الامني والرقابة على محتوى الرسائل.
مع العلم أن الرسائل الاجتماعية التي تتحدث عن المشاعر والاشواق أو تلك التي تصف حال الدنيا هناك خارج الاسوار تصل إلى صاحبها في معظم الحالات.
أليس من الغريب أن لا تصل الاسير رسالة واحدة من قريب أو صديق أو جار أو زميل دراسة أو رفيق درب؟.
إن المسألة بسيطة رغم أهميتها، وهي سهلة رغم أثرها البالغ.
أنت تستطيع أن تتجول في ذهنك أو عبر مواقع للاسرى على الانترنت فتحصل على بعض الاسماء ممن تعرف أو ممن سمعت عنه، أوأسير من بلدك ثم تحصل على عنوان السجن وتعزم على التواصل وتكتب له كلمات قد تظن أن لا قيمة لها، لكنها عظيمة.
مع حلول هذا الشهر المبارك ، فأنت مدعو لأن تدعو لكل الاسرى في سجون الاحتلال بأن يمُن الله عليهم بالفرج القريب.
وما أجمل أن تخص بعض الاسماء بدعوات خاصة في سجودك وعند قيامك في السحر.
وما أجمل المبادرة التي تمت قبل عام عل يد مجموعة من الشباب ممن لا نعرف أسمائهم وأعمارهم ، حيث قام كل واحد منهم بأداء العمرة نيابة عن أسير معين لم يلتقوه في يوم من الايام.
كم كان لهذا الفعل من أثر طيب في نفوس تلك المجموعة من الاسرى ، حين رأوا أن اخوة لهم في العقيدة يتذكرون همهم ، ويقدرون صبرهم وثباتهم وصمودهم.
ساهم في شرح معاناتنا، شارك في نشر أسمائنا والتعريف بنا.
إنضم إلى كل مظاهرة تدعم حقنا ، كثَر سواد كل مسيرة أو مؤتمر أو تجمع يتعلق بقضية الاسرى.
لا تقل ليس باليد حيلة ، بادر وتحرك وفكر بأن تقدم وسيلة تؤدي بها واجبك نحو الاسرى.
ويبقى الواجب الاكبر والاهم والاعظم على الشعب والامة هو العمل الجاد من أجل حرية الاسرى وكسر قيدهم.
ودون ذلك واجبات لها قيمتها والتزامات لها أهميتها..
إن من واجبنا أن نصبر وقد فعلنا ، وأن نثبت وقد صمدنا.
وإن من واجبكم أن تنصرونا.. .. فهل فعلتم ؟!.

ليست هناك تعليقات: