الأحد، ١٢ أيلول ٢٠١٠

بطاقة معايدة إلى والدي نزيه أبوعون في سجون ذوي القربى


kolonagazza

أمامة - 10/9/2010 موالدي الحبيب
ها قد جاء العيد يا والدي .. العيد فرحة الغير .. وليس فرحتي ..
عندما قضيت أول عيدٍ في سجون الإحتلال الصهيوني لم أكن قد رأيت نور الحياة بعد .. وها هي السنون تمر ثقيلة فتطحن رحى سجون الإحتلال أربعة عشر عاماً من عمرك يا أعزّ الناس على قلبي .. وأنا واحدةٌ من أطفال فلسطين الذين يقضون أعيادهم بدون الوالد الذي يُضفي على أجواء العيد بهجةً ونكهةً خاصةً لا يعلم قيمتها إلا من حُرم أن يقضي العيد مع والده ..
إنّه عيد المكروبين أمثالي من أطفال فلسطين الذين غيَّب الإحتلال أباءهم هناك في بطن الحوت .. في ظلمة السجن .. والنّفس مجبولةٌ على تذكُر من تُحبُّ في مثل هذه الأيام ... وها أنا ويشهد الله أني لست أذكركم .. فلست أذكر من لست أنساه .
يعود العيد أبتي هذه المرة ..وقد غيرتَ مقر إقامتك جبراً وقسراً .. ومن يقبل أن يقضي العيد بعيداً عن أبنائه طوعاً ومن تلقاء نفسه !!؟..
أتذكر معاناتي النفسية في الأعياد على مدار الأربعة أعوام الماصية وأنت في سجون الاحتلال وأتذكر تحديداً العيد الماضي حينما جئناك إلى سجن النقب الصحراوي وأمضينا بعض الوقت معك .. أخبرتنا يومها والابتسامةُ تعلُو محياكَ أنك تمضي العيد الثامن والعشرون في السجون الصهيونية ..
وها قد استفقتُ أبتي وما وجدتُك ...إنّه عيد التاسع والعشرون الذي تُغيَّبُ فيه !!! ولكن أين ؟؟؟ .. في سجون ذوي القربى ... في سجون من قضى بعضهم بعض أعياده معك في باستيلات الإحتلال الصهيويني .. وآآآآآسفاه !!! تبدّلت الأدوارُ وأصبح المناضلُ محققاً وسجاناً .. وآآآآآسفاه .

أبي الغالي ...
أعذرني أنا لا أبكي الدموع فحسب وإنّما أبكي وجعَ وألمَ ظُلم ذوي القربى .. أبكي على ثوارِ الأمس ورفاقك في القيد والأسر .. كيف يقبلون لأنفسهم أن يُمارسوا على أبناء شعبهم دور المحتل الصهيوني .. كنا ننتظرك تمسح عنا ألم السنين الماضية .. وتُعوضُنا بعض الحنان أيام الحرمان .. كنا ننتظرُك أبي تمسحُ عن عيوننا دموعَ الشوق والاشتياق ... وها أنا أبي أُقلّبُ شريط الذكريات علّه يُسعفُني بمواقفِ ومشاهدِ آخر عيدٍ أمضيتَه معنا ... علّني أتذكرُ كيف كانت الفرحةُ التي انتزعها منا هذه المرة القريب .. ...نعم القريب الذي حدثتَنا عنهُ يومَ أن جَمَعَكَ به قيدُ العدو واختطفك بعد أيامٍ من الإفراج عنك من سجون الإحتلال دون مراعاةٍ لتلك السنوات الأربع عشرة التي اقتطعتها سجونُ الاحتلال من عُمُرِك المديد والمبارك .. وهو الآن يعتقلُك ويختطفُك من بيننا .. وإرضاءً لمن ؟؟؟!!! ومن أجل من ؟؟؟!!! وآآآآسفاه ... وآآآآسفاه .... وآآآآآسفاه .
أبي العزيز .. إذا كان الإنسانُ يستطيع أن يتصنّع بعض المواقف فإنّه يعجز أن يصنع موقفاً للفرح .... أبي أكتبُ لك وأنا أجاهدُ الدمع كي لا يُسكب فيظنُّ الظالم أنه قد انتصر .. فاعذرني أبي فإنّ جراح القلب يدمي وما دريت ..
إلى من يسال عني أنا ..
أنا ابنة المختطف لدى أجهزة الظلم الفلسطينية .. آية نزيه أبو عون .. والذي أمضى 14 عام في سجن يهود وحينما خرج ليُمضي رمضان وعيداً معنا .. اعتقلته أجهزة الأمن الفلسطينية وحرمته من أبنائه .. وحرمت أبناءه من فرحة العيد .. وسرقت الابتسامة عن وجوههم وصادرت البهجة من منزلهم .. وتركت أجواءً من الحزن .. وإشاراتَ استفهامٍ كبيرةٍ ... فلماذا يا سادةً تقتلوا فينا فرحة العيد ..
أو علمتم أنّ الله لا ينسى دعوة المظلوم .
أقول لهؤلاء الظلمة، فبالأمس كانت النائبة سميرة الحلايقة تشكوكم إلى الله .. وأنا اليوم أشكوكم إلى واحدٍ أحدٍ فردٍّ صمدٍ... وأذكركم بالآية الكريمة :
" .. وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَار .. "

وكما قال الشاعر
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً ******* فالظلم آخره يفضي إلى الندم تنام عيناك والمظلوم منتبه ******* يدعو عليك وعين الله لم تنمفإلى الله المشتكى .. ولنا لقاء
آية
إبنة المختطف نزيه أبو عون

ليست هناك تعليقات: