السبت، ١١ أيلول ٢٠١٠

المعادلة في لبنان تتغير

kolonagazza
د:سامي عبد العزيز العثمان
في تحرك مفاجىء وغير متوقع على الاطلاق بادر الرئيس الحريري جاره الرئيس الاسد بمبادرة تثير العديد من التساؤلات وعلامات التعجب باعتبار ان مبادرتة تلك والتي اعلن من خلالها اعتذاره الشديد للاعتقاد الخاطي بان سوريا كانت تقف خلف مقتل والده،،قد جاءت في الوقت الذي تشهد علاقات الرئيس الحريري بحزب الله فتورا وتصعيدا غير مسبوق خاصة بعد خطاب السيد نصر الله الاخير والذي اتهم فيه اسرائيل باغتيال الرئيس رفيق الحريري،لاسيما وان حزب الله الحليف الاستراتيجي الاهم لسوريا في لبنان،ولعلي وفي قراءة سريعة لذلك الحراك اللبناني السوري والذي استجد في المشهد السياسي يجعلنا نعتقد بأن الرئيس الحريري ربما اكتشف متأخرا ان سوريا ليست معنية باغتيال والده وبعد السنوات العجاف التي تبادل من خلالها الطرفان جميع انواع واصناف الجدال والصدام وعلى جميع المستويات،ولذا اعتذر الرئيس الحريري وبشدة من الرئيس الاسد وبعد ان تأكد تماما بان الجاني طرف اخر استطاع وعبر توجهات تدعمه قوى قد تكون اقليمية او دولية لها مصلحة في تأجيج الصراع بين سوريا ولبنان والى ما شاء الله،فضلا عن ان حزب الله اصبح في مرمى الشك والاتهام وبشكل كبير لاسيما ان الرئيس الحريري شعر بأن هناك تهديدا صريحا وواضحا ضده من قبل حزب الله خاصة وان السيد حسن نصرالله وفي خطابه الذي اتهم فيه اسرائيل باغتيال الرئيس رفيق الحريري فقد كان واضحا في تهديده للحريري محذرا بأن النهاية في المحكمة الدولية،وهذا وكما يرى المراقبون سيدفع باتجاه الفوضى الخلاقة والتي يجيد ادارتها حزب الله تماما،وهذا ماحدث تماما في بيروت الغربية والمناطق السنية مؤخرا والتي اصبحت في مرمى حزب الله،حيث تم اقتحام منطقة الاحباش وبيروت الغربية واحدثوا حالة من الرعب والخوف والهلع لسكان تلك المناطق،وحققوا بذلك حربهم النفسية التي يجيدونها تماما،كذلك يذهب البعض في قضية المصالحة والمصارحة اللبنانية السورية للدور السعودي والذي يرى ان يتصالح الرئيس الحريري مع نظيره السوري بشار الاسد ويتم انهاء الازمة المزمنة تلك وان يتم الالتفات للعمل المشترك والذي يساعد على تقويه الجبهه السورية اللبنانية على الاقل فيما يتعلق في عدوهما المشترك اسرائيل كذلك سيدفع، هذا الامر ودون ادنى شك باتجاه إبعاد سوريا عن ايران وعودة سوريا مرة اخرى لتلعب دورها العروبي الحقيقي بعيدا عن ذلك المحور الثنائي السوري الايراني والذي اضعف الدور السوري العربي والذي لن يعول عليه في اي قضايا عربية قادمة الا بعد الخلاص من ذلك المحور والذي اعاق اللحمة السورية العربية.وبهذا سيكون الخاسر الاكبر حزب الله والذي ينتظر وبكل ضجر قرار المحكمة والذي يدفع وحسب المعطيات التي استجدت باتجاه اتهام حزب الله باغتيال الرئيس رفيق الحريري والذي سيسفر عنه ودون ادنى شك انعكاسات خطيرة في المشهد السياسي اللبناني والاقليمي والعربي،ولعل هذا الذي دفع باتجاه ظهور السيد حسن نصر الله وفي فترة قصيرة جدا عبر وسائل الاعلام ربما اكثر من اربعة مرات متكررة وهذا يعتبر امر مستغرب وغير مسبوق في سياسة السيد نصر الله الاعلامية،حيث وجه تهديدا غير مباشرا للبنانيين بان المخاطر القادمة اذا ماتم اتهام حزبه بتلك الجريمة ستضرب الجميع دون استثناء،وان هذا الامر وكما حاول ان يمرره وان كان بشكل غير مباشر عبر خطاباته تلك بان لبنان في هذه الحالة ذاهب لحرب اهلية قادمة ستقضي على الاخضر واليابس،وفي النهاية فان هذا الذي تنتظره اسرائيل وعلى "احر من الجمر".
رئيس تحرير النبأ الالكترونية

ليست هناك تعليقات: