الأحد، ٣٠ كانون الثاني ٢٠١١

على من يضحكون؟

kolonagazza
الدكتور عثمان قدري مكانسي
محمد الغنوشي : شغل منصب رئيس الجمهورية التونسية بشكل مؤقت وليوم واحد في 14 يناير 2011 بعد هروب الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي من تونس الحبيبة .
وشغل عدة مناصب في كتابة الدولة للتخطيط والاقتصاد الوطني قبل أن يعين سنة 1975 مديرا للإدارة العامة للتخطيط.
وكان على رأس وزارات متعددة في الحكم السابق من أكتوبر 1987 إلى هذه الساعة ، ثم رضي أن يكون الرئيس المؤقت حين هرب ابن علي المخلوع ، ورضي بعد شغور المنصب الرئيسي لرئيس الجمهورية أن يعود إلى منصب الوزارة الأول ، وهذا يدل بشكل واضح أنه من عشاق الرئاسة لما فيها من إغراءات المكاسب الدنيوية الرخيصة على حساب كرامته .
فمن كان اليد الأولى للرئيس المخلوع ينفذ أوامره بإخلاص وتفان يحملُ وزر رئيسه ، ويشاركه في مفاسده " إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين " فكيف تسول له نفسه أن يدّعي أنْ لا علاقة له فيما اقترفه سيده ابن علي من جرائم يندى لها الجبين ؟! ثم هو يحرص جاهداً أن يبقى في منصب لا يستحقه ، ويتشبث به لولا أنه امتداد لحقبة سيده السابق ؟!
يبدو أن كثيراً من أمثال هذا الإنسان لا يتعظ بما حل بغيره، ، ولا يفقه سنة الحياة في العملاء والمنافقين الأجَراء الذين يرضون أن ينسلخوا عن أمتهم لمكاسب دنيوية زهيدة ، ويظن أن يد العدالة لن تطوله كما طالت أسياده من قبله ، وكثير من أمثاله لا يفهم الدرس إلا حين يقع الفاسُ في الراس. وحينئذ لا ينفع الندم ولو ادّعى الفهم الذي نطق به المخلوع السابق في ساعات ملكه الأخيرة .
قالها ابن علي " الآن فهمت " فذكّرنا بقول فرعون الأول وهو يغرق " آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين " فيسخر الحق منه قائلاً " آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين " ولئن نجّى الله تعالى فرعون بجسده بعد موته ليكون عبرة للمعتبرين إن حكامنا الديكتاتوريين الذين تسلطوا على مقدرات شعوبهم سقطوا في مزابل التاريخ وهم ما يزالون أحياءً ، يلعقون جراحهم ويلعنون أنفسهم وأسيادهم الذين اعتمدوا عليهم فلفظوهم كما تلفظ النواة في سلة المهملات .
ونرى هذا اليوم اهتزاز عرش فرعون مصر المجاهدة الذي استنجد بأسياده في واشنطن فأرسل وزير دفاعه الهامل يستجدي معونتهم ويطلب نجدتهم ، ولم يفقه أن الأوبة إلى الحق أحقّ أن يتبع ، ولكنك ترى كثيراً ممن يلبس لبوس البشر ما هو إلا مومياء لا تعي الدرس ولا تتعظ حتى بنفسها .
فهل نرى من إخواننا في تونس عزماً على التخلص من حثالات النظام السابق وإصراراً على الحرية الكاملة ؟
اللهم سدد خطاهم وانصرهم على من عاداهم ، واجعل الغلبة لهم على عبيد النفوس وأزلام الغرباء .
وأنتم يا أحبتنا في مصر وفي سورية وفي كل بلادنا الحبيبة آن لنا أن نعيش أحراراً ، ولا ننس أن الحرية تُؤخذ ولا تُعطى . ورحم الله شوقي إذ يقول :
وللحرية الحمراء باب _بكل يد مضرجة يُدَقُّ

ليست هناك تعليقات: