الأحد، ٣٠ كانون الثاني ٢٠١١

لعنة العراق وفلسطين تسقط فرعون مصر

kolonagazza
الدكتور غالب الفريجات
كان النظام المصري بزعامة حسني مبارك اكثر نظاما معاديا للعراق ، ولنظامه الوطني القومي ، رغم ان هذا النظام قد احتضن اكثر من سبعة ملايين مواطن مصري ، في زمن حكم السادات سيد مبارك وربيبه ، وقد استند مبارك على تعليمات السفارة الاميركية ، في ادانة العراق في مجلس الجامعة العربية ، وموافقة مجلس الجامعة على استحضار الجنود الاميركان الى السعودية ، للتحضير للعدوان على العراق ، في مطلع التسعينات من القرن الماضي ، وتحت يافطة تحرير الكويت ، التي مازالت محتلة من قبل القوات الاميركية منذ عشرين عاما ، بالاضافة الى مشاركة الجيش المصري العظيم بطل العبور في حفر الباطن ، جنبا الى جنب مع القوات الاميركية والصهيونية ، كما ان هذا الفرعون قد ساهم في غزو العراق واحتلاله، بادعاءات ان صدام حسين يملك اسلحة الدمار الشامل ، الذريعة الاميركية التي اعلنتها لتبرير الغزو والاحتلال ، ومارس دور التحريض على الغزو والاحتلال ، الى جانب مناشدته اسياده في واشنطن بعدم الانسحاب من العراق .
كما ان البرادعي عميل اميركا الذي بعثته واشنطن لمصر لادارة العملية السياسية ضد مبارك، قد كان من اكثر الخدم والمطيعين لسياسة واشنطن المعادية ضد العراق في الوكالة الدولية ، والذي لم يجرؤ على ذكر الكيان الصهيوني ، وحجم التسليح النووي الذي يملكه ، الى جانب ان عمرو موسى الذي لم يرتق لاكثر من موظف لدى واحد من عملاء الخليج، واكثرهم خيانة للامة العربية ، قد انبرى للحديث عن التغيير في مصر ، وهو من يسير في ركب سياسة مبارك ، وخاصة في التعامل مع عملاء الاحتلال وافرازاته في العراق ، وهو من بلع لسانه امام شمعون بيرس في تركيا ، ولم يرق الى مستوى انتفاضة اردوغان التركي، في وجه هذ العجوز الصهيوني ، وهو من اضاع موقف الجامعة في قضايا الامة في فلسطين والعراق ، ومثل هؤلاء لا يجوز ان يتم خداع الشعب المصري بهم ، لانهما من ازلام مبارك و خدمه المطيعين ، لذا فان ثورة شعب مصر العظيم وحركة شبابها في عموم مصر ، يجب ان تكون خالصة لتحقيق اهداف مصر ، على طريق تحقيق الاهداف الوطنية والقومية .
اما فيما يتعلق بقضية فلسطين ، فان علاقات مبارك مع الكيان الصهيوني ، ومساهمته في الحصار على ابناء قطاع غزة ، فانها ترقى الى مستوى الخيانة الوطنية والقومية ، فالشعب المصري العظيم كان ولا زال وطنيا وقوميا ، ولا يقبل ان يكون مرتبطا بالاهداف الامبريالية والصهيونية ، على حساب امنه وامن امته ، فقد قدم الاف الشهداء في الصراع العربي الصهيوني ، وهو ما زال في نقطة الخطر من التآمر الصهيوني ، واستهداف امنه الوطني الامني والسياسي والاقتصادي .
التآمر على فلسطين والعراق من قبل نظام مبارك ، كان سبة في وجه هذا النظام الفاسد ، الذي اشاع الفساد ، وجوع الشعب ، وحرم شبابه من العمل ، وترك الحبل على الغارب للفاسدين والسماسرة ، وهو جاثم على صدور المواطنين لثلاثين عاما ، يعيث فسادا ، وينهب ثروة مصر ، ويحيلها الى دولة تابعة ، لتنفيذ الاهداف الاميركية والصهيونية .
مصر الرائدة ذات المجد الحضاري والعمق التاريخي ، والقائدة لامتها والرافعة لها ، والملاذ لابنائها وابناء الامة ، يتحكم في رقاب ابنائها حفنة من الفاسدين المجرمين ، ام الدنيا وقائدة الامة العربية ، لا يمكن ان تكون في موقع التآمر على ابناء الامة ، الا في ظل العملاء والخونة ، الذين لا يمثلون وجه مصر الحقيقي .
مصر عبد الناصر ومكرم عبيد ، هي مصر التي تتدفق وطنية وقومية ، هي مصر المقاتلة في سبيل قضايا امتها ، المدافعة عن حقوق ابنائها ، هي ام المصريين والعرب جميعا ، فهل كان للادارة الاميركية ان تجرؤ على غزو العراق واحتلاله ، لو ان في مصر قيادة وطنية وقومية ؟ ، وهل يجرؤ الكيان الصهيوني على تجويع ابناء فلسطين ، وممارسة الاعتداءات اليومية عليهم ، لو ان في النظام المصري حدا ادنى من الكرامة الوطنية ؟ .
مصر بقدر طيبة شعبها ، وبقدر سماحة المواطنين فيها ، الا ان المصريين شعب لا يستكين، ولا يقبل بالذل والهوان ، الذي عمد مبارك ان يمارسه في حق هذا الشعب العظيم ، فماذا كان ينتظر هذا الطاغية ، بعد ان مارس كل الموبقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، في حق كل المواطنين ، باستثناء حفنة من التجار والسماسرة والعملاء ؟ .
لا بديل عن رحيل نظام مبارك ، وليس مبارك لوحده ، فان النظام وحاشيته واعوانه ، قد اجرموا في حق الشعب والامة ، فقد ارتبطوا بعجلة الخيانة عن سبق الاصرار ، خيانة الوطن والامة ، ومارسوا ابشع انواع الحكم ، واعتبروا ان مصر اقطاعية لهم ولابنائهم، يعيثون فيها فسادا ، وجماهير شعب مصر العظيم محرومة ، حتى من ابسط مقومات الحياة، بالاضافة الى تشريد المواطنين في بلاد الغربة ، التي لا تحترم فيها كرامة لانسان .
عاش شعب مصر العظيم ، والى الامام يا شباب مصر ، حتى سقوط الفرعون وكامل نظامه، ومحاكمته على كل ما اقترفته اياديهم القذرة ، في حق مصر وابنائها وحق الامة وقضاياها ، و الى وجه عربي مشرق يقود مصر ، وسندا قويا لابنائها ، ودافعا عن قضايا امتها ، لانها الرائد والقائد ، وعونا للمقاومة العراقية الباسلة ، والفلسطينية الصابرة .
ايه يا طغاة العصر العربي ، آن الاوان ان تتعلمو ان هذه الامة لن تركع ، لا لغاز مجرم ، ولا لحاكم طاغية، وان شعبها وشبابها يسطرون الدروس للعالم ، فما من شعب في مقدوره ان ينزل الشوارع ، ويصر على اسقاط نظامه الفاسد ، الا في الجغرافيا العربية السياسية ، فهذه الامة امة الرسالة الخالدة ، لا امة قطعان الماشية ، امة الكبرياء الوطني والقومي ، لا امة الذل والهوان ، الذي تجرعوه من كؤوسكم، امة الجهاد والنضال ، لا امة الاستكانة والهوان ، امة تأبى الا ان يكون لها مكان تحت الشمس ، امة تريد وبقوة ان تعيد سيرتها الاول ، يوم كانت تشع نورا وغيرها يعيش في ظلام دامس .
نعم قد بزغ فجر العصر العربي ، عصر الجماهير وشبابها ، رغم سياسة التجهيل في المدارس والجامعات، رغم زوار الليل وممارسات الاجهزة الامنية القمعية ، التي سرعان ما تترك لساقيها الهروب، عندما تضيق الدائرة على النظام الفاسد ، الذي تمارس في ظله كل انواع العهر والقهر في حق الجماهير، نعم انها امة العرب الذين علموا الدنيا الحرف وفنون الحرب ، ساسو العالم بعقولهم قبل سيوفهم ، لانهم ملكوا العقل والعلم والمعرفة في ظل الرسالة الخالدة ، التي بنت مجدا وحضارة اممية ، بعيدة عن المجوسية والطائفية والامبريالية والصهيونية .
dr_fraijat@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: