الأحد، ٨ آب ٢٠١٠

بسم الله الرحمن الرحيم الحِكْمةُ يَمنِية

kolonagazza
كلمتان تشكلان جملة اسمية كاملة ذات مضامين عديدة ففيها يكمن العقل والفطنة ، والوعي ، والحرص ، والوطنية ، والتفاني ، والتعقل ، والفهم ، والثقافة ، والنظرة إلى المستقبل بعد استخلاص عبر الحاضر ، وفيهما تنبع العبقرية المفحمة التي تلجم غير العقلاء ، والمتطرفين وأصحاب الرؤى الضيقة ، ودعاة الغطرسة والاستكبار ، والمراهقين السياسيين ، والباحثين عن التشطير ، والنابشين في التاريخ البائد ، والسائرين في ركب قوى ليس لها هدف سوى أن ترى الأمور في كثير من الدول تسير على أنغام دفوفها .
أخال البعض يخرج عن صمته قائلاً : أدخل في الموضوع يا رجل .
ونزولاً عند هذا النداء نتناول الساحة اليمنية الشقيقة الغالية على قلوبنا جميعاً . كيف لا وقد احتضن اليمن أبطال الشعب الفلسطيني في أعقاب حرب 1982 على لبنان والتي انتهت بخروج الثورة من لبنان قيادة وقوات ومؤسسات .
واحتضنت اليمن ومازالت تحتضن أربعة ملايين صوماليًّا .
إذن اليمن الثورة آمنت بدورها القومي وكلفها هذا الموقف الكثير .
حدث تغول من قبل جارتها اريتريا حيث احتلت الأخيرة أربع جزر تعود ملكيتها لليمن وبالحكمة واللجوء إلى التحكيم استطاعت كسب المعركة وإعادة الجزر لحظيرتها وفرض الاعتذار لها من قبل اريتريا . فشلت المؤامرة إذن والتي كانت كمينًا وفخًا نصب لليمن لجره الى حرب تهدر طاقاتها وتزهق أرواح أبنائها .
ومنذ ذلك الحين وواضعو الخطط الخبيثة لم يهدأ لهم جفن لتمزيق اليمن وإعادته إلى التشطير والعهود الظلامية وكانت المؤامرة التي مازالت رغم احتضارها إلا أنها لم تلفظ أنفاسها الأخيرة .
في شمال اليمن : حرب في صعده بأنواع الأسلحة كافة من قبل الحوثيين على الدولة لانتزاع هذا الجزء الكبير وإعادته الى الإمامة المشعوذة .
في شرق اليمن : جماعة العوالقة والقاعدة تخدمان الهدف ذاته وإن كان بطريقة أخرى ، ولكن بطريقة إنهاء سلطة الدولة المركزية .
في جنوب اليمن : عودة ما يسمى بالحراك الديمقراطي وهو أبعد ما يكون عن الديمقراطية وتقرير المصير ، فهو في حقيقة الأمر استغلال للمؤامرة التي تنهش جسد اليمن علّها تظفر بالغنيمة وتعيد اليمن إلى عهد التشطير أي إلى ما قبل الوحدة .
في المياه الإقليمية غربًا وجنوبًا : قراصنة وقطاع طرق بحرية وتجار سلاح ووسائل داعمة مختلفة " مايسمى باللوجوستية " .
أمام كل هذه المؤامرات من الجهات الأربع . أين يقف القائد الرئيس علي عبد الله صالح ؟ أمامه خيارات كثيرة منها المريح ومنها غير ذلك . المريح أن يعلن التنحي ويعيش إما في قصره ، وإما في إحدى الجزر في البحر الأحمر، وفي المحيط الهندي وهي كثيرة ، أو يطلب اللجوء السياسي من أي عاصمة عربية أو إفريقية أو أوروبية أو غير ذلك . وينجو بجلده ، ولكن سيسجل التاريخ ذلك هربًا وخوفًا وجبنًا ، وعارًا هذا بالنسبة له شخصيًا ، أما بالنسبة لليمن فستتقاسمها الذئاب .
هل اختار الرئيس علي عبد الله صالح هذا الخيار المتعدد الوجوه ؟
كلاّ : اختار الخيار الوحيد الذي لاثاني له لأنه قرأ الواقع قراءة استشرافية حقيقية واتخذ قراره برفض ما تقدم من خيار .
فماذا قرر إذن ؟ قرر المواجهة والتصدي واضطلاعه بدوره كرئيس وقائد أعلى لليمن كل اليمن .
دعا قادة سياسيين وعسكريين ممن غادروا المسرحين السياسي والعسكري لسبب أو لأخر ومنهم من يكبره سنا ، وكذلك شيوخ القبائل الغيارى على الوطن ، وأطلعهم على قراره .
وقفوا جميعًا يصفقون ويهللون ويكبرون ، ومنهم من انكب على يديه مقبلاً وهم في سن والده .
غادر الرئيس علي عبد الله صالح إلى حيث الفتنة ... إلى صعده ... على مقر الانشقاق وإعلان الإمامة .
رأس جيشه وشكل غرفة عمليات ووضع خطة المواجهة : مقاومة ومواجهة .
طاردته القنابل والقذائف والمؤامرة من موقع إلى موقع ولكنه واصل المسير ودحر المتآمرين والعالم كله يعرف تفاصيل سير المعارك . ولم يجد الحوثيون بديلاً عن التسليم ووقف المعارك والخضوع للشروط . انتهت مؤامرة الجبهة الشمالية لليمن .
وماذا عن الجبهة الشرقية : العوالقة والقاعدة ؟
طاردهم وقاتلهم وأطفأ نارهم وأسكت أصواتهم وأمسك بهم ، وأعمل فيهم النصوص الإلهية والوضعية .
وماذا عن الجبهة الجنوبية : جبهة التشطير أي الانفصال والمناداة بعودة اليمن الجنوبي باسم الديمقراطية وحق تقرير المصير ؟.
ولأن مصير اليمنيين واحد وليس لكل فئة مصيرها فقد واجه القائد الدعاة ، ولاقوا هؤلاء نفس المصير الذي لاقاه سابقوهم في الجبهتين السابقتين .
أما الجبهة الرابعة : جبهة المتسللين والقراصنة وتجار السلاح والدم والتمويل ، فبانكسار الجبهات الثلاث شلت حركتها . ماذا بقي على الرئيس علي عبد الله صالح فعله ؟ لم يزهُ بالانتصار ، ولم ينتشِ . وجه خطابًا لأبناء اليمن كل اليمن ، ولمؤسسات السلطة كل السلطة ، وللأحزاب اليمنية ، موالية ومعارضة ، وللشمال والجنوب والشرق وقال قولته الشهيرة: أيها اليمنيون . فلنفتح صفحة جديدة ولنتوجه إلى حوار وطني شامل ولنشكل حكومة وحدة وطنية .
أُسْقِط في أيدي الجميع ، ووضعوا في زاوية ولا يملكون ملاذًا أو خلاصًا أو مفرًّا أو حجة يتسلحون بها .
ربح الرئيس علي عبد الله صالح المعركة وكسب شعبه ، وعزل أعداء اليمن ، وعادت اليمن وحدة واحدة وستبقى إن شاء الله كذلك ، رغم أن المؤامرات مازالت تطل برأسها كالأفاعي ولكن بحكمته سيقضي عليها .
إن الرئيس علي عبد الله صالح عدناني بامتياز وقحطا ني مع مرتبة الشرف الأولى ، ورئيس لكل اليمن بوسام الشرف الأعلى . إضافة إلى كل ذلك وإلى ما يستحقه من ألقاب فهو الحكيم الأول ويستحق تسمية عنوان المقالة " الحكمة يمنية " .
إبراهيم أبوا لنجا
ابو وائل
8-8- 2010م

ليست هناك تعليقات: