الجمعة، ١٨ تموز ٢٠١٤

افطارهم بطعم الدم

kolonagazza
في غزة .. عائلات و أطفال يستعدون للعيد .. بالدماء والأكفان
تقرير : نور الدين أحمد
تتطاير رائحة البارود في ازقة وشوارع غزة , لتعلن بذلك موعدا جديدا مع غارة جوية استباحت لنفسها أجسادا بريئة لتكون هدفا مشروعا لحقدها , فقد تستقر شظايا قنابلها المميتة في جسد طفل هنا واخر هناك , لا تفرق بين زهرات اعمارهم فالكل هنا أصبح  ضحية , أطفال غزة باتت احلامهم تصارع واقع مرير أغتصب المحتل براءته وطهره , فلم تعد للفرحة مكانا تنازع صورة مظلمة لبشاعة القتل والدمار الذي أصبح سمة لعالم الصغار .. فقط هنا في غزة .
ففي اليوم العاشر من العدوان الاسرائيلي على غزة , لاتزال آلة الموت تتعطش لإراقة المزيد من دماء الأطفال , ولتغتال بكل همجية لحظات فرحهم ولعبهم ,  فلم يعلم الطفل اسماعيل بكر 9 سنوات أن مكانه اليوم سيكون فارغا على مائدة الافطار .
المجزرة
على عادته اليومية خلال شهر رمضان وبعيد صلاة العصر خرج اسماعيل مع اقرانه من العائلة لقضاء ساعات على شاطئ بحر غزة , لعلهم يجدوا ما يمحوا به أصوات القصف من اذهانهم , بعد ليلة طويلة قضوها في زوايا المنزل , يضعون أكفهم على آذانهم , لعلها تخفف من شدة أصوات الرعب والموت ... وماهي الا لحظات حتى رصدت طائرات المحتل ابتسامة اسماعيل ورفاقه والتي لم ترق لصانعي الموت , حتى باغتتهم صواريخ وقذائف جعلت من أجسادهم النحيلة أشلاءا متناثرة .
الفاجعة
والدة اسماعيل والتي كانت تعد لأسرتها طعام الافطار وجدت نفسها في حالة صعبة بعد سماعها نبأ استشهاد اسماعيل وثلاثة من رفاقه , وتتوجه بألم وحصرة الى قسم الاستقبال بمجمع الشفاء الطبي تبحث عن فلذة كبدها , ليخبرها من كان هناك انه قد فارق الحياة , بدموعها وحرقة الالم خرجت والدة اسماعيل تبحث عن احد ينفي لها الخبر , تصرخ بصوت عالي لعل صوتها يقرع في طبول أذان صمت , وعيون تنظر دون حيلة من امرها لمجزرة تتلوها مجزرة .
ملابس العيد
تعود الذاكرة بوالد الشهيد اسماعيل بكر , الى ايام حين طلب اسماعيل من والدته شراء ملابس العيد وكيف ستكون , لكن اسماعيل اليوم يرقد مسجى بكفنه يضم في أحضانه الممزقه أحلاما بريئه .




ليست هناك تعليقات: