kolonagazza
التعمق في
الاطلاع ..على الترخيص المطاع
بقلم : مصطفى منيغ
المتمعن
في الساحة السياسية عندنا ، يدرك أن خللا قديما / جديدا يصيب توجهاتها العادية
الثلاث على حد سواء، ولو بدرجات متفاوتة ، يظل تأثيره السلبي من العوامل الأساسية
لانتشار إخفاقات ، جعلت الفشل سمة مسيطرة تخدم (لحد ما) مصالح الراغبين في ترك
المغرب حيث وقف مشلول القدرة على تغيير المُمَيَّع ، بما يساعد على الخروج من هذا
الجو السياسي الذي لم يعد الإبقاء عليه ينفع ، فعلى صعيد التركيبة الحكومية الحالية
، الذي لم يجد بنكيران مخرجا لطرح إجابته (غير الموفقة) في تلك الجلسة البرلمانية
، إلا بالتذكير المقرون بلغة الحزم المبالغ فيه ، أنه صاحب أغلبية
"عددية" تجعله يحكم ولخمس سنوات بلا خوف ... إلى آخر هذا الكلام ، إنما
هو تعبير موضوعي عن استنفاذ كل الحجج للظهور بقوة المفروض اعتراف الأطراف المكونة
لمقومات الدولة بها ، تجعل الحكومة بمقتضاها مالكة الكلمة الأخيرة متى عَمَّ طلب
تقديم الحساب بالطريقة المنصوص على آلياتها بالدستور المعتمد ، كأسمى قانون في
البلاد ، متجاوزا(رئيس هذه الحكومة) أن الأغلبية العددية المشار إليها تظل هشة
قابلة للتفتت متى لجأ حزب العدالة والتنمية لبسط ما يجعله مميزا بتنفيذ إصلاحات
كبرى عهد الشعب المغربي القيام بها خلال حملات انتخابية ، ساهمت الوضعية
الدقيقة التي يمر منها المغرب في إقناع من
أصبحوا الآن أكثر إلحاحا على التعجيل بما سُطِّرَ على الورق كبرنامج ملفوف بما
يقارب الكمال، لينتقل بسلاسة إلى أرض الواقع ملموسا كعمل ، لكن العكس حصل ، مما
أصاب الجميع بخيبة أمل ، ولن يجد المغرب (مناصا لقطع المرحلة ) أي مجال ، غير
استمراره فيما ألفه المغاربة من حال تقتضيه مثل الأحوال.
...
الفساد تزايد بوثيرة عليها لا يُحسد . فنار الحماس (للتخلص المنظم من التموقع الحاد
للثلاثي الشهير" الفقر والجهل والمرض") ضوؤه خمد ، و التغلغل في مناشدة
الشرائح الاجتماعية بتوفير حقوقها كاملة ، يؤشر لتصعيد غير مسبوق قد يترتب عليه ما
لم يدرك فريق بنكيران لحد الساعة تأثيره اللامحمود ، انطلاقا أن التمسك بشد العصا
والتلويح بامتلاك السلطة في حدها الأقصى لم يعد يخيف المظلومين من العباد ، بل
يدفع بالقضايا للتراجع عن أي حوار والإقدام على تصريف فعل "صَعَّد" .
...
أربعة أشهر كانت كافية لمواصلة الالتزام بالنوايا الحسنة كأضعف الإيمان ، بإقامة
معبر لتفاهم أشد وقعا على إرادات سياسية لاحت في الأفق متطلعة لما ييسر المشاركة
في تشييد ما يفصل (بلا هوادة) ممارسات العهود السابقة والتوجه لمعالجة التحديات
والإكراهات اللحقة ، فصلا يتبعه ما يرضي الشعب المغربي العظيم لا فرق فيه بين صغير
أو كبير، أو بين نسائه ورجاله ، أو بين شبابه وكهوله ، لكن ، وللأسف مر التوقيت
كله في تبادل عقيم للكلام والكلام المعاكس ، أكان مصدره من لقب نفسه الأقوى في
الحكومة كرئيس ، أو من يعارضه من صنف
أحزاب ك "الأصالة والمعاصرة"و "الأحرار" ، كأننا حيال
مسرحية سياسية سينتهي عرضها بتوديع الأغلبية الحقيقية الصامتة الصبر ، وتعويضه بما
تراه مناسبا كاختيار ، وليتحمل المسؤولية من يدفع لتعم هذه الديار ، وضعية
اللاستقرار.
...
المهم والأهم وأهم الأهم أن تنسلخ الحكومة الحالية عن تدبير الثرثرة الكلامية ،
وضياع الوقت بحجة التعمق في الإطلاع على الترخيص المُطاع، واللجوء مباشرة لمعالجة
الملفات الكبرى بما يناسب تطلعات الأمة
المغربية الكريمة وبما يحقق النماء والرخاء لعامة أفرادها ، وفي المقدمة الشباب ،
الذين أغلقت حكومة بنكيران في وجوه حملة الشهادات الجامعية العليا منهم الأبواب ،
دون إدراك كونها تضحي بأهم الأسباب ، التي أقامت على أساسها ما تتمتع به وإن كان
مسجلا ليوم حساب ، آت لا محالة في القريب الأقرب ، إن بقيت الأمور على هواها
كتقدير أنسب ، لتفريغها من إصلاح ادعت (لفترة) له الانتساب ، ليقعدها برتبة تتناسب
ومَنْ فُقِد فيه الأمل والتفاؤل خيرا كذا فيه خاب .
مصطفى منيغ
عضو المكتب التنفيذي لحزب الأمل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق